عروبة الإخباري – كرم عدد من الشعراء والأدباء والفنانين شاعر الأردن وشاعر الجامعة الأردنية الراحل حبيب الزيودي بإلقاء عدد من الأبيات والشهادات الحية و الكلمات المؤثرة، إهداء لذكراه، مسترجعين من خلالها أجمل صفاته وأنبل مواقفه وأطرف “قفشاته”.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت في مسرح سمير الرفاعي في الجامعة الأردنية اليوم السبت ضمن فعاليات مهرجان كلية الفنون والتصميم في دورته الثالثة، إحياء للذكرى السنوية الأولى على رحيل الزيودي، وشارك فيها كل من الشعراء والأدباء: محمد سمحان، وعلاء الدين العرموطي والدكتور عطا الله الحجايا والفنان والإعلامي محمد واصف.
وعاد سمحان في حديثه عن الزيودي الذي كان أحد تلامذته إلى بدايات العلاقه معه والحميمية التي كانت تجمع بينهما، معرجا في الوقت ذاته على الواقع الإجتماعي الذي عاشه الزيودي وتحديدا مرحلة الطفولة التي عاشها ببؤس وحرمان بعيدا عن والدته.
وتطرق سمحان إلى مكانة الزيودي الشعرية بين الشعراء ومؤكدا دوره الكبير في إحياء الأغنية الأردنية التراثية وعودة الألق إليها, وأشار إلى مدى تأثر الزيودي ببعض صفات الشاعرعرار، حتى أنه توفي في ذات السن الذي توفي فيها الأخير حيث لم يتجاوز (49) عاما.
من جانبه سلط الشاعر العرموطي الضوء على الصفات التي تميز بها الراحل من حيث اختياره للشخوص والتقاطه للمعاني الرائقة في أشعاره والتي تنم عن وعيه وحدسه الشديدين.
ووصف العرموطي الزيودي قائلا :” هو القصيدة المتحركة، والقيثارة التي خلقت للنغم، هو ليس بالشاعر بل هو شعر على هيئة رجل”.
وقال:” هو مجموعة من المتناقضات، يحمل بين ثناياه حب الجمال، والفوضى العارمة والشجاعة المندفعة، والوفاء المذهل للأصدقاء، و الشغف بالشعر الذي كان أول أصدقائه”، داعيا الجيل الجديد إلى التواصل مع هذه الشخصية الفريدة والتي لن تتكرر من خلال أشعاره ونقاء كلماته.
فيما يتعلق بالدكتور عطا الله الحجايا الأستاذ في مركز اللغات والذي لازم الراحل الزيودي في بعض محطات حياته العملية، فوجه في مداخلته خطابا إلى الراحل الزيودي وليس عنه، ملقيا قصيدة مؤثرة رثا فيها الزيودي وأبرز مناقبه.
بدوره أشار الفنان والإعلامي محمد واصف في مداخلته إلى الحكاية التي جمعت مسرح سمير الرفاعي بالراحل الزيودي، منوها إلى القصيدة التي ألقاها الراحل على خشبة المسرح في حفل جاء برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال والتي كانت سببا في التحاقه بالجامعة الأردنية وحصوله على منحة للدراسة فيها.
وتناول واصف في حديثه قصة العمل التي جمعته بالراحل الزيودي وتحديدا حينما كلفا بإعداد أوبريت السرو والقباب لعرضه في احتفالية الجامعة الأردنية في عيدها الخمسين، وأبرز المواقف التي حملتها ثنايا العمل، منوها إلى أن هذا العرض كان آخر ما كتبه “حبيب” الذي توفي قبل أن تتفتح عيناه على ما زرعه من مجهود وعمل دؤوب أفضى إلى عمل مميز.