القدس ليست بحاجة إلى البيانات والتصريحات التي لا تعادل شيئاً انها بحاجة الى عمل يفك أسرها ويدحر احتلالها فما هو؟ ومتى؟ ولماذا يصمت المجتمع الدولي الفاعل عما يجري في القدس وخاصة الأماكن المقدسة الاسلامية من انتهاكات تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تواصل دخولها إلى ساحات الأقصى والسماح للمستوطنين بمداهمة المسجد والدخول اليه وتدنيسه..
لم تعد الاعتداءات المتكررة التي يسمعها العالم ويراها وخاصة الولايات المتحدة وسيطة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية تتوقف عند عبور المتطرفين الاسرائيليين وانما في استمرار الحفر تحت اساسات المسجد واحداث المزيد من الانفاق والعمل على فتح باب آخر في السور الملاصق للمسجد الأقصى للعبور منه وتمكين الجسر الحديدي القائم في باب المغاربة من أن يصل بالمستوطنين إلى ساحات المسجد.
لم تخف اسرائيل مخططاً جرى الافصاح عنه لتقسيم المسجد الاقصى وجعل اليهود يصلون فيه كما فعلت في الحرم الابراهيمي في الخليل حين قسمته ثم سيطرت عليه ووضعته في يدها وأسدلت الستار على ذلك..
الخطة الاسرائيلية لا يقلل منها أو يوقفها تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في الرد على وزير الخارجية ناصر جودة الذي طالب اسرائيل بوقف اعتداءاتها على المسجد الاقصى ومنع الدخول اليه ورغم الموقف الاردني الذي حرك بعض الجهات الدولية لمناصرته الا أن تصريح نتنياهو لم يخرج سوى بأنه لن يقوم في ظل حكومته بتقسيم المسجد الأقصى وترك الباب مفتوحاً في عدم ضمان قيام مثل ذلك بعد حكومته التي لا يعرف أحد مدى استمرارها خاصة وان التهديد بهدمه بات وشيكاً بعد وصول ليبرمان إلى وزارة الخارجية الاسرائيلية مرة اخرى وهو من أكبر مناصري تهويد المسجد الأقصى وبناء مصلى يهودي فيه بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى جرى الحديث عن مخططاته
اسرائيل لم تلتزم بعدم الاعتداء أو تغيير معالم المسجد الأقصى، والضغط الدولي لا يكفي والأردن وحده لا يستطيع رغم ما بذل من جهد أن يوقف هذه المخططات الجهنمية التي تواجه القدس بشكل عام والمقدسات الاسلامية بشكل خاص فما العمل؟
هل يستمر الوضع هكذا من اصدار بيانات لا يتجاوز تأثيرها محيطها الذي اصدرها؟ وهل سنبقى نكرر الكلام المكتوب والمقروء والمبثوث منذ حرق المسجد الأقصى عام 1968 حيث أنشئت منظمة المؤتمر الاسلامي التي زار أمينها العام كمال الدين أوغلو فلسطين مؤخراً وعاد منها وتحدث عن المخاطر التي تواجه القدس..فماذا فعلت هذه المنظمة أو غيرها؟
القدس الآن برسم الخطر والخطط الاسرائيلية جاهزة وبانتظار لحظة التنفيذ ولا جديد عربياً أو اسلامياً ولا حتى فلسطينياً..والجهة الوحيدة التي تحرس المقدسات هم ابناء القدس من المنطقة التي يستطيع المقيمون فيها أن يصلوا وهم مجموعات من الشباب والمصلين وسدنة القدس جاهزون أن يستشهدوا في سبيل الدفاع عن الأقصى..ولكن هذا لن يوقف المخطط الاسرائيلي الذي يحتاج وقفه إلى جهد سياسي وعملي واضح وكبير وصادق من جانب قوى تستطيع التأثير على اسرائيل بصورة مباشرة وغير مباشرة..
اسرائيل كانت تتكلم عن السلام اذا ما أوقف الفلسطينيون انتفاضتهم ليسمحوا بتنفيذ خريطة الطريق التي تبدأ بالنقطة الامنية-وقف الانتفاضة مقابل وقف الاستيطان والشروع في عملية سلام..الانتفاضة توقفت واسرائيل لم تتوقف أو تغير شيئاً..بل ان المفاوضات عادت بضغط أميركي في حين تصمت الآن الادارة الأميركية والمجتمع الدولي صمت القبور وهو الصمت الذي لا يكون حين يجري تشويه شاهد قبر ليهودي في مقبرة فرنسية..لماذا كل هذا الهوان؟ وهل ستصمت الادارة الأميركية وحلفاؤها ومن يبكون الآن على السلام المنتظر من اسرائيل اذا عاد الفلسطينيون للمقاومة؟ أي نفاق هذا الذي يجري بيعه على أهل القدس واتباعها..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/المسجد الأقصى برسم التقسيم
17
المقالة السابقة