عروبة الإخباري – العاصمة الاذرية باكو – انهى اعماله منتدى باكو الإنساني الدولي الثالث والذي عقد تحت رعاية الرئيس الأذري إلهام علييف . وشارك في هذا المنتدى مسئولون رسميون ورؤساء سابقون ورجال العلم والفكر والثقافة المعروفين وحائزون على جائزة نوبل من 70 بلدا ، من ضمن المشاركين كان وفد من البلد الشقيق الاردن ، . يعد منتدى باكو الإنساني الدولي مكانا لمناقشة قضايا التعاون الإنساني ، وينطلق من مكانة اذربيجان المرموقة كدولة تلتقي فيها الحضارات الاسيوية والاوروبية وتتمتع بتقاليد عريقة وقوية في ميدان التعاون بين الثقافات والحضارات والطوائف والاديان ولذلك فهي تعد مكانا مثاليا لإقامة مثل هذه المنتديات والمؤتمرات ..
كما يعد المنتدى مقصدا علميا وسياسيا دوليا من أجل البحث عن ردود للتحديات العالمية التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، ومقصدا أيضا لإقامة حوارات ومناقشات وتبادل وجهات النظر حول أهم القضايا المتعلقة بالتعاون الإنساني.
وشارك الرئيس الهام علييف والسيدة قرينته مهربان علييفا سفيرة النوايا الحسنة في يونسكو وايسيسكو نائبة البرلمان والتي تراس صندوق حيدر علييف الهادف بنشاطاته الى تعزيز ونشر الافكار الانسانية ، في مراسم افتتاح المنتدى .
وألقى الرئيس إلهام علييف خطابا في افتتاح المنتدى تحدث خلاله بالتفصيل عن الاهمية الكبرى لهذا المنتدى ، وخبرة وتجربة اذربيجان التاريخية في اقامة حوار بين الثقافات والحضارات .
وتحدث ايضا عن قضايا التعاون الدولي الانساني ، وانها يجب ان تكون في مركز الاهتمام ، لان القضايا الانسانية ، والتعاون الانساني هي عوامل موحدة للشعوب والبلاد . وحسب قوله ، فان اجراء منتديات كهذه في اذربيجان ، امر طبيعي ، لان ممثلي جميع الجنسيات والاديان في هذا البلد عاشوا دائما في سلام وصفاء واخاء . وقال ايضا ان اذربيجان ، كان دائما مكانا للتسامح ، واليوم اذربيجان يبني سياسته على هذا الاساس المتين .
كما تطرق الرئيس الاذري في كلمته الى الكارثة الانسانية التي يواجهها اذربيجان بسبب الصراع الارمني الاذري (ناغورنو كاراباخ) الذي نتج عنه احتلال 20 % من الاراضي الاذريه ، واكثر من مليون لاجئ اذري ،كما ان التراث الثقافي ، وكل المعالم التاريخية والدينية كانت مدمرة .
برنامج المنتدى الدولي الانساني الذي استمر يومين اقام موائد مستديرة لمواضيع عديدة ” التقارب المعلوماتي والخطوط العريضة للاستقبال ” و ” التداعيات الرئيسية للقرن الـ 21 ” و ” الوجوه الانسانية للتطور الاقتصادي ” و ” المستجدات العلمية ونقلها إلى البيئة التعليمية ” و “التعددية الثقافية والاصالة : بحثا عن التوافق في الاراء والقيم في المجتمع ” و “الوعي الذاتي الوطني في العصر ما بعد الحداثة ” و” التنمية المستدامة والحضارة البيئية ” و ” انجازات البيولوجيا الجزئية والتقنية البيولوجية : من النظريات إلى العمليات ” و ” القضايا الملحة للاعلام والصحافة ”
طالب منتدى باكو الإنساني الدولي الثالث بتعزيز وتعميق ثقافة التسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات .
وأسفرت مناقشات المنتدى، عن ضرورة ايلاء اهتماما خاصا بتغطية مشاكل التعددية الثقافية في وسائل الإعلام من أجل تشكيل ثقافة التسامح وتجنب التعصب والعنصرية و كراهية الأجانب .
ودعا البيان الصادر عن المنتدى المؤسسات الدولية والمنتديات، والمؤتمرات ومختلف المنظمات الإنسانية الى الاستمرار بشكل منهجي فى عقد حوار بين الثقافات وخلق جو من التسامح منوها بان الحوار والتعاون في جو من الثقة والتفاهم المتبادل هو أفضل الضمانات لتحقيقف السلام والأمن .
وأكد منتدي باكو الإنساني الدولي الثالث علي ضرورة تحقيق التضامن على كافة مستويات
التعاون الدولي والإقليمي، فضلا عن أهمية التكامل العلمي والإنساني والثقافي لضمان استمرار عمليات التنمية ، مشيرا إلي أن المستوى المعاصر لتطور تكنولوجيا المعلومات وأنظمة النقل والاتصالات العالمية، والفرص المتنامية لتعبئة الطاقات والقدرات الانسانية ، تهيء الظروف لبلوغ مستوى جديد من الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة .
وقال البيان ان تحفيز الاقتصاد القائم على اساس زيادة الاستهلاك المستمر لا بد ان يتسم
بالقيود الأخلاقية والإنسانية والتي تفرضها الموارد، موضحا أن أحد أسباب التدهور المستمر لأحوال البيئة المحيطة في العالم كله، يتمثل في البنية غير الرشيدة للاستهلاك والإنتاج، التي تفاقم من حدة الخلل القائم في التنمية، كما تعد قضية مثيرة للقلق البالغ.
وطالب المشاركون النخب السياسية والثقافية والعلمية والهيئات الدولية وممثلي المجتمع المدني، بتدعيم أواصر التعاون في عصر العولمة، بما يتماشى مع مطالب الأخلاقيات الإنسانية الجديدة .
وأفاد المشاركون بان أمامهم الكثير للقيام به، في سبيل الحفاظ على العوامل المحورية للتنمية البشرية المستدامة، وتعزيز الاقتصاد القائم على المعارف، والارتقاء بالإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات للتقريب بين الجوانب الإنسانية للتنمية الاقتصادية و تحديات القرن 21 و التنمية المستدامة والحضارة البيئية والوعي الوطني في عصر ما بعد الحداثة والتعددية الثقافية والأصالة و الابتكارات العلمية ونقلها إلي مجال التعليم والجوانب الإنسانية للتنمية الاقتصادية.
ولفت البيان إلى أن التحديات والمخاطر المعاصرة المرتبطة بالتقارب بين تقنيات الإدارة والإنتاج، التي اتسمت بطابع كونى تتطلب اهتماما متزايدا من جانب المجتمع العالمي للوقوف خلف تحديد معالم جديدة لتنمية المجتمع ، مؤكدا أن تطوير القدرات البشرية من خلال نقل الابتكارات العلمية إلى نظم التعليم، يحتل موقعا مركزيا ضمن الجهود المبذولة لضمان عملية التنمية المستدامة، فضلا عن أن تدعيم التعاون في هذا المجال يعد عنصرا أساسيا للتنمية البشرية.
ونوه بالإنجازات التي تحققت في العديد من البلدان، بما فيها أذربيجان، وذلك في مجال التعددية الثقافية و ضرورة دراسة التجارب المتراكمة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من السياسة الحكومية لمختلف البلدان، والتي تصب نحو تحقيق التوافق في المجتمع.
وشدد البيان علي ضرورة استخدام مبادئ التنمية المستدامة ، مطالبا كافة الدول بضمان التخطيط والاستهلاك على مستوى الاكتفاء الرشيد بما يؤدى إلى تحقيق نمط الحياة الذى يلبى متطلبات الحضارة البيئية ، مؤكدا أهمية التطور التكنولوجي، القائم على أسس الإنجازات المتحققة في مجال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية بهدف النهوض بنوعية الحياة البشرية ومعدل عمرها، بما يقود إلى إزالة الفوارق الملحوظة في العالم في الوقت الراهن بين تلك المؤشرات.
واكد المشاركون على ضرورة عقد مثل هذه المنتديات سنويا ، واعربوا عن امتنانهم العميق لرئيس وحكومة اذربيجان ، صندوق حيدر علييف ، وجميع منظمي المنتدى الانساني الدولي الثالث في باكو ، لتنظيمهم اجراء هذا الحدث الكبير، الذي جعل من باكو في 31 اكتوبر- 1 نوفمبر مركزا للمناقشات بشان القضايا الانسانية . واعتبروا انه من الضروري الاخذ بهذا البيان واستخدامه لتنظيم التعاون الدولي الانساني ، وتعزيز التنسيق الفعال في هذا المجال .
اسيا حاجي زاده
المراسل الخاص لوكالة انباء اذربيجان الحكومية (اذرتاج)