عروبة الإخباري – بقلم سلطان الحطاب * – عرفته عن قرب واستمعت لمنطقه واكتشفت قدرته على استخدام الاعلام في وسائله المختلفة لايصال الرسالة ..ينتمي للجيل الجديد الذي يؤثر في وسائل الاتصال الحديثة ويتأثر بها فالوزير الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني متخصص درس الاعلام وأخذ مهنة التعليم الجامعي وسيلة قبل أن يجري اختياره وزير للاعلام وقد عرف الصحافة وتعامل معها وعمل كاتباً صحفياً واستطاع ايصال الكثير من الرسائل في زمن كان التعامل فيه مع الشباب العماني وقناعاتهم شيئاً مهماً في مجرى التغيرات الاجتماعية والسياسية التي هبت على العالم العربي ..
يتمتع بثقة زملائه وبمصداقية في طروحاته ..الوقت القصير الذي التقيته حين كنت في السلطنة لمقابلة سماحة المفتي الخليلي لم يمكني كثيراً من اجراء المزيد من الحوارات لكن سرعة الانجاز هي شعاره والرغبة في وضع سلطنة عمان على خارطة التواصل الاعلامي الدولي كانت وراء اطلاعه على تجربة الاعلام الالكتروني في سنغافورة التي زارها واطلع على تجربتها بعد تسلمه منصبه قبل حوالي سنة (شباط/2012) ولعل قدومه من التعليم الجامعي في مجال علوم الاجتماع وبالتالي السياسة أفاد كثيراً في موقعه الجديد ورؤية لضرورة تطوير اعلام عماني وحتى خليجي يأخذ بالمغيرات ويستجيب للتحديات..
يؤمن الحسني أن السباحة على السرير ليست هي السباحة في البحر مهما كانت النظرية واضحة وأن النزول الى الميدان ومعاينة الرسائل الاعلامية وصداها وتأثيرها لا بد أن يكون محصلة خبرة وممارسة فما يدرس للطلاب شيء آخر حين يبدأ الواقع يفرز معطياته العملية ويكون نتائج يدركها العمليون..
الأكاديمية لديه ليست جامدة ولا معزولة وانما بوصلة ودليل قادر على تشخيص جوانب من الواقع ولهذا تسلح بها ودخل إلى مسؤولياته من موقع من يملك رؤيا..
ما زال الاعلام العماني والذي لعب أدواراً مختلفة في مرافقة بناء السلطنة بحاجة الى المزيد من العمل الطموح ليخدم الأهداف اكثر خاصة ان السلطان قابوس ظلت رؤيته واضحة منذ الاصل وظلت تتطلع لاعلام يحملها للعمانيين والعالم وبكفاءة وتحاول الاقتراب من هذه الرؤية واعراب جملتها في ميادين عديدة ….
الوزير الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني يؤمن بذلك بكسر الحواجز المعيقة واعادة انتاج اعلام عصري وتوظيف رسائله في خدمة العلاقة ما بين الشعب والحاكم وما بين متخذ القرار والجمهور، وهذا ما يريد دائمآ تسليط الضوء عليه ومن هنا سرّ الثقة به في قدرته على تراكم العمل في هذا المجال بشكل ناجح …
ولعل محطة الاستقلال في اليوم الوطني العماني الان18/11/2013 حيث مضى (43)سنة على الانطلاقة العمانية هي فرصة للاعلام العماني في اعادة اختبار نفسه وقدراته والخروج من المراوحة الى الانطلاقة ومن التردد الى الحسم والفعل واطلاق طاقات الشباب المهنية والتدريبية ليكونوا قادرين على حمل الانجازات العمانية الكبيرة الى التفسير والتبشير والاعتقاد بها والتراكم عليها. تواضع الوزير في طرح افكار وادراكه ان الكمال لله اوان من يعملون في حقول الاعلام مهما بلغت مواقعهم سيظلون يتعلمون وسيظلون يحملون اعباء الرسالة الاعلامية اكثر من غيرهم الى ان يدركوا الاهداف الكبيرة ….
الانجازات العمانية الكبيرة والملموسة بحاجة الى اعلام فاعل وقوي وحاضر ومبادر يؤمن به الوزير ويريد اطلاقه من عقاله وهو لم يتاخر ولكن يريد دائمآ للانطلاقة ان تكون ظافرة وللرسالة ان تكون واضحة ومصيبة لاهدافها..ولذا فان لديه خطة طموحة للتطوير وامامه مشوار طويل حتى يبلغ به الرضا .وهو ليس مستعجل الا بمقدار الحاجة للعجلة مؤمنآ ان رحلة الالف ميل للاعلام العماني قد بدات .
نواة الاعلام العماني نواة صلبة وصحيحة حملت هوية عمان وهي قادرة على ان ترتقي وان يرتفع ساقها وان تطرح ثمارها وان تسوق نفسها وسط ازمات عاتية واعلام متقلب وذكي ومتنوع لا يستطيع احد ان يخبيء عنه شيئآ وإلا كان حاله حالة من يضع راسه في الرمل معتقدآ انه لا يراه احد…
لقد فتحت توجيهات السلطان قابوس ومراسيمه التي اصدرها في هذا المجال الاعلام الباب واسعآ للقادرين على فهم الرسائل وتفسيرها وتوظيفها .واعتقد ان الوزير الحسني هو من خير من التقط الرسالة وفهمها ويعمل على ترجمتها، حتى وان كان في البدايات بعد ان عمل على اجتثاث كثيرآ من اسباب التعطيل ومن سلوكيات التعطيل ومن التداخلات غير الحميدة ….
يؤمن الوزير بمؤاخاة القضاء وبقيمة وهيبة القانون في العمل الاعلامي لجهة التبصير والتصحيح وتعظيم العمل وحمايته وحفظ حقوق المستهلكين للاعلام والمتأثرين به لان الاعلام يحمي وكذلك يجب الحماية منه وهو ما يدركه الوزير…
عُمان بلدا ونظاما سياسيا حكيما رشيدا بحاجة الى اعلام فاعل لما تتمتع به السلطنة من عمق تاريخي ولما يتمتع به السلطان من حكمة وانجازات واعتقد انها تبني الان مدرسة اعلامية يلعب الوزير فيها دور معلم نشط يتعلم ويعلم فالمدرسة العمانية تشفع لها عراقتها ولن يتخلف ركاب الاعلام في مسيرتها.
*سلطان الحطاب/مدير عام دار العروبة للدراسات السياسية