عروبة الإخباري – سلطان الحطاب : تعود العقبة-منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة إلى دائرة الاهتمام بعد أكثر من ثلاث سنوات من التهميش والتعتيم ومحاولة اعادتها إلى ما كانت عليه قبل جعلها منطقة اقتصادية خاصة، فقد حاول التيار الذي كان ضد الاقلاع بالعقبة أن يستعيد مواقفه وأن يبررها مستقوياً بالأزمة الاقتصاية العالمية وتوقف بعض المشاريع أو تعثرها ليثبت مقولاته ولكن التوجيهات الملكية قطعت الطريق على المرتدين الذين لم يسلموا رغم وضوح الانجاز وطول المسافة المقطوعة بين ما كانت العقبة عليه قبل وضع حجر الأساس لتحويلها إلى منطقة اقتصادية خاصة وبين ما هي عليه اليوم فقد بدأ اقلاعها مع بداية عهد الملك عبد الله الثاني الذي أولاها اهتمامه ورعايته وها هي تستعيد ألقها وتضيف على ما أنجز وتمسح عن نفسها حالة المراوحة والتردد وغياب القرارات ..العقبة الآن أجمل وسلطتها أنشط وانجازاتها بدأت تدور وتسجل أرقاماً اضافية..
مجلس الوزراء كان منعقداً في العقبة الأسبوع الماضي وقد عاين الوضع واتخذ قرارات هامة حين وجد أن أداة التنفيذ التي تمثلها السلطة جاهزة ولديها المزيد من الاستعداد لمواصلة الانطلاقة..اليوم العقبة شوارع أنظف وأشجار أكثف ومشاريع جرى معاودة فتح ملفاتها التي تعطلت أو تعثرت وهناك مشاريع أخرى تبدأ الآن وقد رأت أمس كيف انسحب رئيس السلطة من الغداء ليلتقي مستثمرين وصلوا لتوهم ملتقطاً فرصاً اضافية ومعظماً من قيمة الاستقرار التي تعيشها العقبة كجزء من المملكة..
كنا أمس في العقبة، كان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قد عاد اليها مرة أخرى ليرعى افتتاح اجتماع اتحاد الموانيء البحرية العربية وقد ألقى كلمة مطولة ذات طبيعة وجدانية في التعريف بالعقبة وفي الترحيب بالضيوف العرب دون أن تخلو من تحميلهم مسؤولياتهم ازاء حاجات الأردن ومتطلبات الاستقرار فيه مذكراً بأهمية ذلك وقد جرى تكريم الوفود الزائرة والتي كرمت بدورها رئيس الوزراء وقد ألقى الشيخ صباح الصباح رئيس اتحاد الموانيء البحرية العربية كلمة الاتحاد وكلمة الكويت بعاطفة جياشة اتجاه الأردن وقيادته كما شاركت وفود الامارات ومصر وعمان ودول عربية أخرى.. ما لاحظته غلبة الطابع الانشائي في كلمات الافتتاح اذ أن نسبة المعلومة في الكلام كانت متدينة رغم حاجة العمل العربي المشترك في هذا المجال لى التدعيم والتنسيق وخلق مشاريع مشتركة غابت وما زالت غائبة إذ أن التنسيق بين الموانيء العربية والأخرى الأجنبية ما زالت تفوق التنسيق بين الموانيء العربية نفسها التي لا تشارك في هوية متقاربة أو في استثمارات مشتركة تبني من خلالها لبعضها البعض أو تقوم بالتوأمة بين بعضها بعضاً فما زالت البيروقراطيات الحكومية سائدة لأن الموانيء العربية مملوكة للحكومات وما زالت الحكومات تدير غالبيتها وما زال عملها تقليدياً مقتصراً على مكونات محدودة رغم ما يتوفر للعاملين في الموانيء العربية من خبرات طويلة جعلت دولة كالامارات تدير موانيء في الولايات المتحدة كاستثمارات..
وسط الكلام الانشائي المطول كنت التفت لأبحث عن معلومات عن البحر وعن الموانيء العربية وعن انجازاتها واساليب عملها وتعاونها وحاولت أن أتتبع ما وصل اليه العمل في نقل الميناء وتأسيس ميناء جديد سيما وأن ذلك تأخر في حين ازدادت أسئلة شركة المعبر التي سترث الميناء القديم لاقامة مشاريع ضخمة في امتداده الساحلي والجبلي..
كنت وجدت ملفاً يتعلق بالجسر العربي للملاحة وهو شركة أردنية مصرية عراقية وقد جاءت أوراق الملف مختصرة وموزعة وتحوي معلومات جديدة ودقيقة عن انجازات الجسر العربي الذي يتطلع لمزيد من التطور للموانيء التي ينطلق منها أو يصل اليها ..خاصة وأن التطور الكبير الذي أصاب الجسر انعكس في قدرة ادارته على زيادة الاستثمار فيه لتصل إلى (120) مليون دولار ويقدم نفسه كناقل رئيس لمنطقة البحر الأحمر..والربط ما بين آسيا وافريقيا مستفيداً من تجديد أسطوله المستمر وفق معايير دولية اذ أنه يمتلك جميع سفنه الناقلة..كما استطاع وحسب الورقة الموزعة تنشيط السياحة بين مصر والأردن والدخول في شراكات ممتدة والعمل على خطوط دولية جديدة لتوسيع الاستثمارات فيه معززاً بذلك الشراكة مع أوروبا ..ما قرأته يثلج الصدر فقد صمدت هذه الشراكة العربية وظلت تقدم نفسها كنموذج تستحق عليه التكريم على المستويين في مجال الأرباح وفي مجال التطور الانتاجي والتقني..