عروبة الإخباري – كتب الدكتور عبدالله ناصر سلطان العامري سفير دولة الإمارات في عمان لموقع عمون- لأن هامات أبناء هذا الوطن عالية.. ولأن جباههم وقاماتهم الشامخة لا تعانق الا الثريا.. عبّر سيد البلاد وقائدها في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة السابع عشر، بأن “المستقبل سيكون أفضل وبأننا سنتجاوز كل التحديات ونصنع الكثير من القليل”.. بهذه الكلمات ذات النبض الحي ووضوح الهدف والتفاؤل بفجر جديد يحمل تباشير الخير، يستحق هذا الوطن المكانة اللائقة له تحت الشمس، فهنا يصنع ملك وشعبه سفر المستقبل ويشق لنفسه طريقاً لا تسير فيه إلا الأمم الحية ذات الرسالة والهدف.. أردن السحر والليل والقمر.. أردن التاريخ والصحراء والبحر.. أردن الشهامة والبشائر بالخير والمطر.
خطاب العرش تضمن رؤية ملكية خلّاقة ووضع خارطة طريق واضحة المعالم، حيث شدد جلالة الملك حفظه الله على ملفات أردنية من شأنها أن تبعث الثقة الكاملة بالمستقبل للأردنيين وتنجز إنموذجاً طيباً ومشرقاً على مستوى الوطن نابع من الداخل الأصيل، أهم هذه الملفات تلك المتعلقة بالتطوير والتنمية الشاملة، ولذلك شدد جلالة الملك على هذه القيم الأصيله وعليه، فإن الرؤية الملكية واضحة في وضع الأسس وإتباع الخطوات والتي ترتكز على وحدة الأمة والصف.
وتناول جلالته الملفات المتعلقة بتنمية وتطوير الحياة الاقتصادية ذلك أن الرؤية الملكية تنطلق من ضرورة إحداث التنمية والتخطيط وتعزيز التنافسية واتخاذ القرارات الاقتصادية التي تعزز الظروف المعيشية للمواطنين من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة واستقطاب الإستثمارات الخارجية.
خارطة الطريق هذه برؤيتها وأهدافها ووسائلها ودعوة الجميع للمشاركة في تنفيذها، ما هي إلا دعوة للحفاظ على المكتسبات واستكمالاً لمراحل البناء التي تشهدها الاردن وحمل راية الوطن خفاقةً عاليةً لأن إختيارات الأردن لا ترضى إلا وأن يكون هذا الجزء من العالم العربي جزءاً من منظومة شاملة في التفاني والإخلاص وحماية الوطن، وكما حمل الآباء المؤسسين تلك الراية هاهي تنتقل الى الأبناء البرره بكل فخر… الاردن غالٍ..غالٍ..غالٍ ودور الشباب من أبنائه حمايته ومواصلة بنائه.
ونحن في الامارات نثمن عالياً المواقف الوطنية والعروبية والانسانية لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، تلك الراية الهاشمية الخفّاقة التي حملها بأمانة واخلاص واقتدار من المغفور له بإذن الله الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه تلك المدرسة، مدرسة حب الوطن والانتماء والذي يشاركُهُ فيها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله والذي أحب العرب جميعاً وأحب الاردن والاردنيين بامتياز.. سيرة عطرة لقائدين عظيمين لا تموت حيث ما زالت الشعلة التي أوقدها الفقيدين مضاءة تشع بالحب والوفاء لشعبيهما.
رحل زايد في مثل هذه الايام الى جوار ربه وتحديداً في الثاني من نوفمبر 2004 ورحل الملك حسين بن طلال في السابع من نوفمبر 1999 وتركا لنا مدرسة عظيمة ننهل منها القيم والاخلاق والاخلاص للوطن وتركا لنا قائدين هما الملك عبدالله الثاني واخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – حفظهما الله.
حمى الله الأردن والإمارات من كل شر.. اللهم من أراد بهذا البلد شر فرد كيده في نحره.. اللهم إنا ندعوك كما دعى سيدنا ابراهيم عليه السلام بأن تجعل هذا البلد آمناً وأن ترزق أهله من الخير والثمرات.. اللهم أدم عليهم نعمة الأمن والأمان…وكل عام وانتم بخير.
* سفير دولة الامارات العربية المتحدة