عروبة الإخباري -فاطمة محمد الدرمكي- في ذات يوم لا ينسى، وذات شهر لا ينسى، وذات خبر لا ينسى، في مثل هذا اليوم قبل تسع سنين، ضج النحيب شاملاً البلاد، من شرقها لغربها، ومن الجنوب إلى الشمال.
في مثل هذا اليوم، اتشحت سماؤنا بالحزن، وفي إثرها انفتحت مدامع الناس سكائب مرتبكة من صدمة الفقد الكبير.
جاء الرحيل المحتوم قاسياً، حين ترجل الفارس القائد المؤسس العتيد. ممتثلا لقضاء الله، فانخلعت القلوب عن دورة الخفق الرتيب، صاحت الأفئدة وتشابك النشيج لاهجاً بزايد الحب الكبير، زايد الخير العميم.
ومثلما أجمعت القلوب على محبة قائد الشعب العزيز، أجمعت على الحزن الذي لف الكبير والصغير، وتجاوز الحدود منطلقاً بلا حدود. إنها الخسارة العظمى التي تصمت القواميس عن ترجمتها، ويعجز التعبير في كل اللغات.. إنه فقيد الوطن والأمة والعالم..
إنه القائد الفطري الفطنة، المخلص العطاء، المتفاني الجهد، الواسع الجود، السخي الود، العالي الوفاء، الشديد الحرص، الوافر العدل، المانح الرخاء، السمح اللقاء، الجميل المساواة، المغدِق القيم، الزعيم المسموع، الحكيم المطاع، المفعم بأحلام الرفاهية والرخاء، المؤمن بالعلم والتعليم والسلام لشعبه وأمته والعالم أجمعين.
إنه زايد.. الزائد في كل بِر، إنه زايد.. مشجّر الصحراء القاحلة بينبوع النماء، المهموم بشعبه، وعين قلبه وأياديه البيضاء ترعى القريب والبعيد، إنه القدوة السامية ومفرِّح الفقراء.
زايد الخير الذي فاقت مشاعره الحدود، وشملت مكرماته أركان الكوكب المعمور. إنه القائد الإنسان المنقب عن احتياجات من سكنوا زوايا الأرض قاطبة، وكشفت رؤاه مدائن المجهول. هو ذلك الرجل المخلَّد في الأعماق والتاريخ، هو ذلك المعمَّر في أرواحنا، وفي ابتهالاتنا فنلهج له جميعنا في كل حين بالدعاء. اللـهـم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم افرش قبره من فراش الجنة، واملأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور.
اللهم إنا نتوسل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذبه، اللهم آمين.