عروبة الإخباري – عقدت في الجامعة الاردنية ندوة متخصصة بعنوان ( المياه تحدٍ عالمي) بمشاركة مختلف الجهات الوطنية والدولية ذات العلاقة، وذلك بمناسبة تعيين سمو الأمير الحسن بن طلال رئيسا للمجلس الاستشاري للمياه والصرف الصحي التابع للأمين العام للأمم المتحدة.
واكد سمو الأمير الحسن في الندوة التي حضرتها سمو الأميرة سمية بنت الحسن ووزير المياه والري الدكتور حازم الناصر، “ان عدم توفر المياه وخدمات الصرف الصحي للإنسان تتنافى مع مفهوم الكرامة الإنسانية وتحد من تمتعه بحياة صحية كريمة وقدرة على الانتاج والتطوير”.
وقال سموه، انه لتحقيق الاهداف العالمية للمياه لا بد من تكاتف الجهود على المستويين الاقليمي والعالمي، خصوصا في ظل تزايد التحديات، والتي تنعكس على تحقيق متطلبات العيش الكريم للانسان اينما وجد.
واكد اهمية هذه اللقاءات التي تُمكن اطراف المعادلة الثلاثة (الحكومية والاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني)، من العمل جنبا الى جنب لمواجهة هذه التحديات والخروج ببرامج عمل واضحة.
واعاد سموه التأكيد على ضرورة وجود مجلس عربي اقتصادي يتبنى الأولويات العربية في المحافل الدولية، مشيرا الى انه حان الوقت لدول الإقليم (تونس ولبنان ومصر والعراق وايران) ان تحدد اولوياتها في مجال الطاقة والمياه، وعليها ان تبدأ في تأسيس قاعدة معلوماتية شاملة تكون منطلقا للبحوث المائية والدراسات الاستشرافية، معبرا عن شكره لكل من هنغاريا وكينيا للدعم الذي قدمتاه لتعزيز عمل المجلس الاستشاري للمياه ليقوم بمهامه على اكمل وجه.
ونوه الامير الحسن بان مشروع اقامة اكاديمية للأراضي الجافة المعنية بإجراء البحوث العلمية سيساهم في مساندة عمل المجلس الاستشاري للمياه، مشيرا الى الدعم الذي حظي به مشروع البادية منذ بدايات تأسيسه من مختلف الجهات.
ولفت سموه الى مبادرة رئيس وزراء اليابان الاسبق/ واول رئيس للمجلس الاستشاري للمياه هاشميتو في التعامل مع المياه كتحد عالمي من خلال الأهداف الإنمائية.
من جانبه، اكد وزير المياه والري ان التنمية المستدامة للمياه وتوفير خدمات الصرف الصحي اضافة الى ضمان اساليب معالجة حديثة لاستخدامات المياه العادمة تتطلب تكامل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع سياسات واضحة تبنى عليها خطط عمل للإقليم.
وقال ان قضايا المياه والطاقة والأمن الغذائي مرتبطة ببعضها، ويجب ان نأخذ بعين الاعتبار حتى نتمكن من التصدي لقضايا النمو السكاني والاقتصادي والتغير المناخي.
واشار رئيس الجامعة الأردنية اخليف الطراونة الى ان مشكلة المياه في عالم متجدد ومتطور مرشحة لأن تكون مركز الصراع بين الدول مستقبلا؛ والأرقام المخيفة التي تشير إلى أن أكثر من 760 مليون شخص محرومون من الوصول إلى موارد محسنة للمياه، وافتقار أكثر من 5ر2 مليار شخص لخدمات الصرف الصحي الأساسية، يضعنا أمام حقائق مرعبة وأرقام تبعث على القلق والخوف؛ لذا بات من الضروري الوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة وضمان إمكانية حصول المواطنين من شتى أرجاء المعمورة على حقهم في المياه والتنمية.
وقال السفير الالماني رالف ترف ان بلاده تولي قضايا المياه عناية خاصة، حيث تدعم القطاع المائي في 28 دولة في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا من بينها الأردن.
واشار الى ان حكومة المانيا مهتمة بدعم عدد من المبادرات الدولية خاصة فيما يتعلق بالبرنامج المشترك بين منظمة الصحة الدولية واليونسيف للرصد المشترك لإمدادات المياه والصرف الصحي.
واضاف انهم يعملون على ثلاثة محاور مهمة تتعلق بالمياه والصرف الصحي والتي تتمثل باستخدام مستدام وفعال للمياه، لافتا الى ان الحصول على المياه حق انساني ما يحتم تعزيز وتقوية التعاون الدولي والإقليمي وضمان تشريعات تنظم ادارة مصادر المياه المشتركة.
واعربت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كوستانزا فرينا عن تقديرها العميق للدور الذي يضطلع به سمو الأمير الحسن بن طلال في دعم الحوار الدولي حول قضايا المياه والصرف الصحي، مشيرة الى ان ترؤسه لهذا المجلس سيساعد في جلب المزيد من الانتباه إلى الحاجة الملحة للتعاون في جميع أنحاء العالم بشأن هذه المسألة الهامة.
واكدت ان الأمم المتحدة في الأردن ستقدم كل الدعم اللازم لسمو الأمير الحسن لمساعدته في مهمته الإنسانية في جعل قضايا المياه اولوية عالمية.
وبين توشيياكا تناكا الممثل الرئيسي لوكالة الانماء اليابانية ان برامج الوكالة في الاردن تركز على توفير الدعم الاقتصادي وتحسين التعليم ودعم الفئات الأقل حظا في المجتمع وادارة المصادرة الطبيعية، اضافة الى الحفاظ على البيئة.
وقال ان دعم قضايا المياه والصرف الصحي يحظى بأولوية قصوى لدى الجهات الداعمة بالتعاون مع الحكومة الأردنية، لأنها تشكل العمود الفقري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
من جانبه، اكد سكوت كريستيانسن مدير مكتب مصادر المياه والبيئة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ان عقد هذا اللقاء جاء في الوقت المناسب نتيجة الاثر الذي تخلفه الأزمة السورية على البنية التحتية في الاردن والانعكاسات على الوضع الاقتصادي.
واكد الخبير المائي الدكتور الياس سلامة ان توفير مياه نظيفة وخدمات صرف صحي من متطلبات الحياه الكريمة، مبينا ان 36 بالمئة من سكان الكرة الارضية ما يزالون محرومين من هذه الخدمات ما انعكس سلباً على صحة وكرامة الشعوب.
وقال ان اسباب تدهور الوضع المائي والصحي في دول غرب آسيا وشمال افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط يتأثر بعاملين، الاول التغير المناخي، خصوصا للمناطق الجافة وشبه الجافة في الكرة الارضية، وانخفاض مستوى المياه الجوفية في الاحواض المائية في هذه البلدان.
واكد ان المجلس الاستشاري للمياه برئاسة سمو الامير الحسن يعد فرصة لايجاد حلول مائية مشتركة تخدم جميع الأطراف من خلال تحقيق العدالة المائية وضمان الحصول على مصادر مياه طبيعية آمنة للاستهلاك البشري.-(بترا)