ما زال طبيخ المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية يغلي على النار حيث تحاول اسرائيل في ظل عدم توفر معلومات أو نشر أو حضور وسائل اعلام أن تستعمل اساليب مخابراتية وتسرب أخباراً تحاول فيها أن تنال من موقف المفاوضين الفلسطينيين بالتحريض عليهم في الشارع الفلسطيني لتقوم ردود فعل تعفي اسرائيل من الضغط المستمر عليها وخاصة من أوروبا حيث تتخذ خطوات جديدة..
لا تتوفر معلومات خاصة وأن التصريحات عن المفاوضات أنيطت بوزير الخارجية الأميركي كيري ولم يسمح للأطراف الاسرائيلية والفلسطينية بالتصريح.
اسرائيل تحاول أن تحرض ضد المفاوضين الفلسطينيين بتسريبها أخباراً أنها تبادل الأسرى بالاستيطان أي انها تطلق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الموافقة الفلسطينية لها على الاستيطان وهذه المسألة أرادت اسرائيل ربطها مع اطلاق سراح 27 فلسطينياً وهم جزء من مجموعات كانت اشترطت السلطة الفلسطينية قبل ثلاثة أشهر ان تعود إلى المفاوضات مقابل اطلاق سراح من كانوا مسجونين لفترات طويلة وحتى قبل أوسلو..
اسرائيل تناور بورقة الأسرى وتحاول استغلالها فهي تستعمل مع الفلسطينيين نظرية الباب الدوار تخرج مجموعة لتدخل أخرى وقد عمدت اخيراً لاعتقال (20) من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني فما قيمة ما تطلقه اليوم لتعوضه غداً حيث تستبح كل شيء في أسلوب ما زال قائماً منذ بداية احتلالها عام 1967 وحتى اليوم..
ما تسرب عن المفاوضات المستمرة يعكس حتى الآن صلابة الموقف الفلسطيني ورفضه المقايضة سواء في مجال الأسرى أو في مجال الاستيطان أو تبادل الأراضي الذي تحاول اسرائيل اظهاره وكأنه مسألة يجري التنازل فيها لصالحها.
الورقة الفلسطينية المقدمة كايجاز لثلاثة أشهر من التفاوض الذي تحاول اسرائيل افراغه من مضمونه تنص على دولة فلسطينية في حدود عام 1967 كأساس وفي هذا الاطار يجري التفاوض على القضايا الرئيسية كاللاجئين والقدس والحدود والمياه وغيرها..
فاسرائيل لا تريد الانسحاب من منطقة الأغوار ولا تريد للدولة الفلسطينية حدوداً مع الأردن وهي لا تريد التفاوض حول القدس وحتى فكرة التفاوض تريد أن تستفتي عليها وتريد للاستفتاء أكثرية والاستفتاء ليس على القدس أي على السماح باقتسامها وانما على مبدأ التفاوض بمعنى هل يفاوضون أم لا؟ وهي سلفاً أصدرت من خلال تصريحات وزرائها اليمينيين وأعضاء الكنيست المؤيدين لها تواقيع وقوائم ترفض التفاوض أصلاً..
في موضوع اللاجئين وهو من الموضوعات المعقدة جاء في احدى الأوراق المسربة أن الخيارات حولهم متعددة..منها عودتهم الى مناطق السلطة الفلسطينية أو أن يغادروا إلى دولة ثالثة غير التي يقيمون فيها وغير وطنهم أو تلقي تعويضات مالية أو البقاء في الدول التي لجأوا اليها منذ عام 1948.
الفلسطينيون طالبوا بإنشاء المعبر الآمن وهو ما كان مطروحاً منذ بداية أوسلوا ليكون بين الضفة الغربية وقطاع غزة كما طالبوا بسيطرتهم على المعابر الحدودية وعلى خزانات المياه ومواقعها في الضفة الغربية حيث تستغل اسرائيل الكثير منها الآن بشكل جائر ويطالبون بالجزء الواقع في حدود الضفة الغربية من البحر الميت ..
الموقف الفلسطيني صلب ولم يتغير رغم كل الضغوط وحتى مسألة تبادل الأراضي مقابل بعض الكتل الاستيطانية لم يحسم بشكل عملي وظل في حدود الاقتراحات التي لم يوافق عليها الفلسطينيون مقابل بقاء كل الكتل الاستيطانية الأساسية أو في زيادة النسبة المقررة التي لا تتجاوز 1.2% من المساحة
الاشتباك في التفاوض ما زال قائماً واسرائيل تستقوي بالذرائع الديموقراطية والتصويت والعودة الى المتطرفين لافشال أي محاولة وكأن هذه المسألة مقتصرة عليها أي وكأنها الوحيدة التي لديها شعب ولا يوجد عن الأطراف الأخرى العربية أية شعوب تستفتى..
كيري رغم انحياز بلده لاسرائيل ورغم أسلوب الطبطبة على مواقفها في المفاوضات الا أنه بدأ يضيق ذرعاً بالموقف الاسرائيلي وقد جرى التعبير عن ذلك في تقارير سرب بعضها موجه إلى ادارته حتى لا يكون مصيره مصير سابقه ميشيل خاصة وأن أسئلة الأوروبيين تطارده عن ما حققته المفاوضات التي بدأت بضغوط دولية في حين ما زالت الضغوط العربية غائبة رغم أن الفلسطينيين اعطوا ثلاث سنوات ونصف للحل الذي لا يبدو له أفق..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/طبيخ المفاوضات..هل شاط !
16
المقالة السابقة