عروبة الإخباري – بدأ حزب العدالة والتنمية الاستعداد للانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل، وذلك بالوقوف خلف ترشيح أمينه العام رئيس الحكومة الحالي رجب طيب أردوغان ليتولى مهمة رئاسة الجمهورية التركية، مسنودا بتأييد من حزبه ومن شعبيته في مختلف الأوساط الشعبية التركية.
وتشير مصادر سياسية دبلوماسية في تركيا إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يحظى بتأييد شعبي كبير بسبب الكاريزما السياسية التي يحظى بها أمينه العام رجب طيب أردوغان، يعمل هذه الأيام على ترشيح قيادات جديدة تلبي رغبة الأتراك في التجديد أولا وتحقق هدف قيادات العدالة والتنمية في استمرار حكم تركيا واستكمال نشاريعهم التنموية والاقتصادية التي بدت نتائجها واضحة للعيان لدى الأتراك.
وتتحدث هذه المصادر عن أن رجب طيب أردوغان منشغل هذه الأيام بتأهيل قيادات جديدة تكون قادرة على ملء الفراغ الذي سيتركه أردوغان على رأس الحزب. وتشير هذه المصادر إلى اسم البروفيسور نعمان كورتملوش، وهو أستاذ في الاقتصاد باعتباره المرشح لخلافة أردوغان على رأس العدالة والتنمية.
وكورتملوش هو أحد القيادات المعروفة، وهو صديق العمر لرجب طيب أردوغان منذ أيام الشباب، وقد بقي وفيا للقيادي التركي نجم الدين أربكان رئيس حزب “السعادة” ولم ينشق عنه حتى وفاته. بعد وفاة أربكان تزعم كورتملوش حزب السعادة، لكنه سرعان ما انشق عنه وأسس حزبا جديدا وجمع حوله عددا من الشخصيات، لكن أردوغان استطاع أن يقنع كورتملوش بحل حزبه والانضمام للعدالة والتنمية، حيث أصبح نائبه الأول.
المصادر ترجع اختيار أردوغان لكورتملوش نائبا أول له إلى علاقته بجماعة فتح الله جولان، وهي فصيل من جماعة النور، حيث تمكن أردوغان من التحالف معها بالنظر إلى شعبيتها، وتمكنت الجماعة من التغلغل إلى كل التفاصيل البيروقراطية.
وأشارت المصادر إلى أن انضمام كورتملوش، وهو رجل اقتصادي يوصف بـ “نظيف اليد”، إلى العدالة والتنمية من شأنه أن يكسب العدالة والتنمية قواعد الحركة الاربكانية وكل عناصر الجماعات النقشبندية، والأهم من ذلك الحد من نفوذ جماعة فتح الله جولان، أما الوجوه الحالية في مواقع القيادة فستعود إلى مواقعها القديمة.
وحسب المصادر ذاتها؛ فإن حظوظ العدالة والتنمية في الفوز بالانتخابات المقبلة تبدو كبيرة على الرغم من تنامي دور المعارضة ودخول عناصر خارجية في تأجيج بعض مظاهر الغضب الشعبي ضد حكومة أربكان، وهي جهود لم تنجح في تأجيج الشارع التركي لصناعة ربيع تركي شبيه بالربيع العربي الذي عصف بأنظمة عريقة.
وترى هذه المصادر أن وصول أردوغان إلى رئاسة تركيا، تعني أنه سيتجه إلى الانفتاح على الخارج، بينما سيركز نعمان على الداخل التركي مع المحافظة على المكاسب في الخارج دون التوسع غير المدروس. ومن شأن الميول الإسلامية القومية لنعمان أن تدعم قيادته للعدالة والتنمية وتسهم في تقوية حظوظه السياسية في قيادة تركيا لفترة من الزمن.