عروبة الإخباري – قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال الجزء الثاني من مقابلتها مع فضائية العربية والذي بث مساء أمس، أن العالم العربي بحاجة ملحة وعطش لطرح ثالث، طريق أخرى، طريق وسطي، طريق تقول أنا عربي ومسلم ومتمسك بكل العادات والتقاليد وأنا أفتخر بها، وبنفس الوقت اريد ان اكون جزءاً من العالم من حولي وأتفاعل معه.
وفي سؤال حول فعالية وأثر التواصل الدولي لجلالتها على الاردن والعالم العربي، قالت جلالتها بوجهة نظري مهم جدا ان نتحدث عن انفسنا ولا نترك فراغا لأحد ليتكلم بالنيابة عنا، ويجب ان نروي روايتنا بصوتنا، حتى تكون هذه الرواية دقيقة وتمثلنا.
وقالت .. يجب ان يكون هناك حضور عربي على الساحة العالمية ومشاركة وطرح لوجهات النظر من العالم العربي، ويكون هناك تأثير بالحوار الذي يدور حول القضايا التي تهمنا وتخصنا.
وأضافت بالرغم من ان الاردن بلد صغير لكنه كبير ليس فقط بعيون اهله، ولكن له وزنه في العالم، للدور الانساني العالمي والسياسي الذي يلعبه وهذا إرث ورثناه عن المغفور له الملك الحسين والذي بنى عليه الملك عبدالله.
وفي سؤال حول الحملة التي أطلقتها جلالة الملكة على اليوتيوب لتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين وأثرها، قالت: الاستطلاعات العالمية تشير الى أن النظرة السلبية والتحيز ضد المسلمين في الغرب ينخفض بطريقة ملحوظة عندما يكون الشخص يعرف أو يتحدث مع شخص مسلم.
وأضافت للأسف الصورة النمطية السائدة عن الإسلام اليوم انه دين كراهية وعنف وان المسلمين إرهابيون، وهذه قضية خطيرة ويجب أن لا نتجاهلها لأنها تزرع الخوف والشك تجاه المسلمين وتشجع التحامل والتحيز ضدهم، وبالتالي علينا أن نأخذها بجدية، لان هذه الصورة أبعد ما تكون عن الحقيقة.
واكدت جلالتها ان الاسلام لملايين المسلمين حول العالم هو دين القيم الإنسانية ومبادئ الخير وهذا ما يجب ان نبرزه .. فنحن عندما نسمع إساءة لشخص نحبه نهب للدفاع عنه، فما بالك ديننا الذي هو جزء منا، ومن هويتنا وكياننا، ومن أخلاقنا، ومن تعاملنا مع بعض، الدين الذي تربينا ونربي اولادنا عليه، ألا يستحق منا أن ندافع عنه؟.
وقالت في بعض الاحيان تكون اللغة المستخدمة في الحديث عن الاسلام تبسيطية وسطحية وأحيانا اختزالية. ونسمع تصنيفات خاطئة عن الإسلام، كالإسلام المعتدل والإسلام المتشدد، ولكن الإسلام بطبيعته وسطي ومعتدل ولكن هناك فهم متشدد له.
وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله يجب أن نقف وقفة صريحة وجدية مع أنفسنا وننظر إلى ما يحدث في أماكن مختلفة من العالم من إساءات وعنف باسم الإسلام والتي للأسف تكرس الصورة النمطية السائدة بأذهان الكثيرين عن الإسلام.
وبينت جلالتها الى ان الدين الإسلامي وجميع الأديان السماوية مبنية على أساس الرحمة، ونحن كمسلمين قبل أن نبدأ أي عمل أو تصرف نبدأ بذكر اسم الله الرحمن الرحيم، والمسلم هو من سلم الناس من يده ولسانه، ولكن الخطاب الديني الذي نسمعه اليوم ولعلو صوته هو رهينة لفتاوي التكفير والتعصب والانغلاق الفكري من جهة ولدعاوى التطرف والكراهية والفتنة الطائفية من جهة أخرى، وتساءلت جلالتها “أين لغة الرحمة في هذا؟”.
وأشارت جلالتها الى ان اطلاقها لمبادرة مدرستي فلسطين، كان حلقة من سلسلة لا تتوقف من مواقف أردنية داعمة للشعب الفلسطيني ومعاناته، مبينة ان اهتمامها بالقضية الفلسطينية ينبع من هويتها كعربية ومسلمة.
وقالت أنا زوجة الملك عبدالله ملك المملكة الأردنية الهاشمية، واهتمامي بهذه القضية ينبع من اهتمام الأردنيين والهاشميين.
وخلال حديثها عن المرأة العربية، قالت جلالتها انه لا توجد امرأة واحدة تمثل المرأة العربية ولا قالب موحد يمكن ان توضع فيه. مشيرة الى بعض الانجازات التي حققتها المرأة العربية، مثلا عام 2010 في المملكة العربية السعودية كانت 70 % من الشهادات الجامعية في مادة العلوم للإناث. وهذا المعدل يفوق بكثير المعدل نفسه بأوروبا الغربية.
وفي ردها على سؤال حول ما أثير من اشاعات وانتقادات خلال الفترة السابقة، قالت جلالتها “هناك فرق ما بين الانتقاد المبني على حقائق أو معرفة أو وجهة نظر عقلانية، والانتقاد المبني على الإشاعات التي القصد منها فقط التجريح والإيذاء، فكان هناك إشاعات مست نزاهتي والمبادئ التي تربيت عليها وأيضا مست أقرب الناس لي، أهلي بدون وجه حق، جرحتني وكانت صعبة ولكني مع النقد البناء.
وفي ردها على سؤال اذا ما كان جلالة الملك والملكة يتحدثان بأمور السياسة، قالت جلالتها ان السياسة حديث الجميع ورأيها هو رأي من بين الآراء التي يستمع لها جلالة الملك، ولديه مرجعيات مختصة بأمور السياسة والتي يأخذ آراءها بعين الاعتبار. وأضافت جلالتها أن الاهم بالنسبة لها ان يكون البيت المكان الذي يخفف على جلالة سيدنا من ثقل يومه.
وعن حياتها الشخصية قالت جلالتها يوم الجمعة مهم جدا، هو يوم العائلة نتناول طعام الغداء معا، وجلالة سيدنا يحب مشاهدة التلفزيون مع الأولاد مثل مباريات كرة القدم، مؤكدة أنه من المهم ان يضع الشخص في روتين يومه أوقاتا يخصصها للعائلة.
وعن شعور جلالتها حينما تخرج سمو ولي العهد الامير حسين من المدرسة، قالت جلالتها إن شاء الله هذه السنة ابنتي ايمان ستتخرج، كان شعوري بفخر كبير، وشعرت أن الوقت يمر بسرعة وعلينا أن نعطي معنى لكل دقيقة وكل لحظة في حياتنا.
وقالت أن تكون ملكة هي مسؤولية كبيرة وشرف عظيم مصدره الشعب الذي لي الشرف أن أكون ملكة لهم. وكما أن هناك رانيا الملكة، هناك رانيا الأم، الابنة، الصديقة، الزوجة، وبكل هذه الأدوار أنا لا أختلف عن أي سيدة ثانية في أي موقع. عندي نفس المخاوف والتحديات والهموم.
وقالت عندما أكون في الميدان ويخاطبني أحد المواطنين يا هلا بملكتنا، هذه الكلمة تعني لي الكثير لأنها تشعرني أنهم عرفوا أن حياتي ملكهم ففرحي من فرحهم وهمي من همهم فإذا كانت كلمة ملكة تعني لي بعض الشيء فملكتنا تعني لي كل شيء.