عروبة الإخباري – أهاب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بجميع العرب والمسلمين، وأصحاب الضمائر الحية، وقادة الأمة الإسلامية والعربية، بإنقاذ السوريين الذين يحاصرهم جنود النظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد وشبيحته من الجوع، محذرا من أنهم يعيشون “كارثة حقيقية” ويتعرضون “لمجاعة” جعلت بعضهم لجأ إلى “أكل القطط والكلاب”.
ودعا الاتحاد في بيان اصدره قادة الأمة الإسلامية والعربية، إلى ” وجوب حماية إخواننا المستضعفين في سوريا”، وقال “بأنهم يتحملون مسؤولية كبرى أمام الله تعالى وأمام التاريخ “، ودعا إياهم ألا ينتظروا “من مجلس الأمن، ومن هيئة الأمم المتحدة، ولا من المؤسسات الدولية: أن تقوم بدور إيجابي لإنقاذ هؤلاء المظلومين”.
وقال الاتحاد في البيان الموقع من الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد، ومن أمينه العام الشيخ علي القرة داغي إنه “يتابع بقلق بالغ، وألم كبير تدهور الأحوال المعيشية في أحياء المدن والأرياف السورية، خاصة ريف دمشق ومعضمية الشام، حيث يحاصر جنود النظام السوري وشبيحته عشرات الآلالف من المدنيين: نساء وأطفالا، ومرضى وعجزة، فيمنعهم من النزوح، ويمنع وصول الأغذية والأدوية إليهم، وهو ماحدا بمسئولة المساعدات بالأمم المتحدة أن تطلق نداء استغاثة من أجل إنقاذ هؤلاء المحاصرين لكن دون جدوى”.
وبين الاتحاد إنه “في الوقت الذي كان العالم الإسلامي يعيش أفراح العيد كان آلاف من الجوعى والمرضى يعانون مرارة المجاعة، وألم المرض حتى لجأ بعضهم إلى أكل القطط والكلاب، والبحث في مجامع القمامة، للحصول على مايسدون به الرمق”.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه و”هو يتحسر ألما لهذه الأوضاع المأساوية، التي يعيشها الشعب السوري، نتيجة حرب نظام الأسد وشبيحته ليجدد تعاطفه مع أهلنا في سوريا، ويدعو الله لهم بالنصر العاجل، ويهيب بجميع العرب والمسلمين، وأصحاب الضمائر الحية، والمهتمين بحقوق الإنسان، والمرأة، والطفل، والعجزة، وذوي الاحتياجات الخاصة، أن يبادروا بعمل مايستطيعون لإنقاذ أرواح السوريين المدنيين العزل، المحاصرين في المدن والقرى والأرياف، التي يسيطر عليها النظام وشبيحته، مما جعلهم في كارثة حقيقية”.
وتوجه الاتحاد بشكل خاص إلى “أثرياء العرب والمسلمين، وقادة الرأي، ورجال الإعلام، ويحملهم مسئولية التقصير في حق هؤلاء المحاصرين، الذين يتعرضون لموت جماعي محقق، بعد أن نجوا من غارات الطائرات، وقذائف الدبابات، والغازات السامة، فاللهَ اللهَ في إخوانكم أيها المسلمون والعرب، والإنسانيةَ الإنسانيةَ في هؤلاء المنكوبين، يا دعاة حقوق الانسان”.
كما وجه الاتحاد خطابه إلى “قادة الأمة الإسلامية والعربية، بوجوب حماية إخواننا المستضعفين في سوريا، ويبين لهم بأنهم يتحملون مسؤولية كبرى أمام الله تعالى وأمام التاريخ حيث لم يقوموا بحمايتهم، لا من أسلحة النظام الإجرامي، ولا من الجوع والضنك والفقر والهلاك، فإذا لم يكونوا قادرين على حمايتهم من الموت بالسلاح، فلا أقل من أن يجودوا ببعض ما لديهم، حتى يحموا هؤلاء من الموت بالجوع والمرض، فكل إنسان يحس بمنتهى الألم والتحسر، حينما يصل أخوه المسلم أو الإنسان إلى مرحلة يضطر فيها لأكل القطط والكلاب، فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَي مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَي لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّي) متفق عليه، عن النعمان بن بشير”.
وقال البيان أيضا (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه، عن ابن عمر.
وخاطب الاتحاد قادة الأمة قائلا ” لا تنتظروا من مجلس الأمن، ومن هيئة الأمم المتحدة، ولا من المؤسسات الدولية: أن تقوم بدور إيجابي لإنقاذ هؤلاء المظلومين من حكامهم المتجبرين، فكل ما يفعلونه في هذه الآونة وما بعدها: هو القضاء على الأسلحة الكيمياوية، لما كان فيها من خطر كامن على إسرائيل. أما الشعب السوري الثائر الصابر المرابط، فهم لا يفكرون في حل مشكلته، وفك أسره، والتغلب على عدوه”.