ماذا يملك رئيس الوزراء الليبي المخطوف والعائد علي زيدان سوى الحديث الى زميلتنا منتهى الرمحي في برنامج “بانوراما” من قناة “العربية” لمدة نصف ساعة تقريباً، وكأنه مجرد ضحية تشرح ظروف خطفها وليس رئيساً للوزراء قادراً على توقيف خاطفيه ومعاقبتهم!
بعدما استمعت اليه ازددت اقتناعاً بأنه لن يستطيع ان يفعل شيئاً، وان ليبيا تسرع الخطى نحو الفوضى الكاملة، فالحكومة المركزية لا تسيطر على البلاد و”الاخوان المسلمون” يعملون لاسقاطه وليس هناك من يقوم مثلاً بتنظيم حركة “تمرد” على طريقة محمود بدر المصري ومن قبله وائل غنيم، ولن نجد “عبد فتاح سيسي ليبي”، فالقذافي لم ينشئ جيشاً وطنياً بل مجموعة من الكتائب المسلحة وضعها في امرة اولاده واستخدمها لقمع الليبيين وتنظيم عمليات التخريب التي وصلت إلينا في لبنان والى ايرلندا وحتى الى جنوب الفيليبيين، ولهذا يمكن الآن ان نجد بين بنغازي وطرابلس ومصراتة والزنتان والصحراء الجنوبية، اكثر من الف تنظيم من المسلحين يتقاسمون السيطرة على انحاء البلاد!
علي زيدان رئيس للوزراء لكنه لم يجرؤ على الاقامة في منزله، فلجأ الى فندق من دون حراسة حيث خطف، في حين ليس في وسع وزير دفاعه عبدالله الثني ان يحرر ابنه المخطوف منذ اسبوعين، وعندما تتوالى استقالة وزراء الداخلية بسبب الفوضى المسلحة، يصبح كلام زيدان ورفاقه في الحكومة المركزية مجرد صراخ في البرية، ولأنه يعرف هذا جيداً فانه خرج من ايدي خاطفيه داعياً الى التهدئة : “كانت محاولة انقلاب على الشرعية” !