عروبة الإخباري – بدأ مئات آلاف الحجاج أول أيام عيد الأضحى، رجم الجمرة الكبرى في مشعر منى قرب مكة المكرمة ونحر الأضاحي. ويقوم الحجاج برمي الجمرة الأولى وهي رمز لرجم الشيطان، بالحصاة التي جمعوها أمس في مشعر مزدلفة.
ويرمي الحجاج الجمرة الكبرى بسبع حصيات بهدوء في تنقلهم من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك، وسط استعدادات أمنية وصحية تنظم حركتهم في ساحات جسر الجمرات وعلى المداخل والمخارج. وبعد أن يفرغوا من رمي جمرة العقبة يبدؤون نحر الهدى ثم حلق الرأس والطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
ويواصل الحجاج إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى لرمي الجمرات الثلاث الصغرى، ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات. ومن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر لشهر ذي الحجة، ومغادرة منى قبل غروب الشمس.
التوجه للطواف
وبعد رمي الجمرات في أخر أيام الحج، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق لطواف الوداع، آخر واجبات الحجاج قبيل سفره مباشرة، ولا يعفى من ذلك إلا الحائض والنفساء.
وقال شيراز خورشيد من باكستان، إن الحشود أصغر الموسم الحالي من العام الماضي، وبالتالي فإن الحركة أصبحت أكثر انسيابية. وأضاف المحاضر في أحد معاهد التدريب في المنطقة الشرقية من المملكة “أتنعم بهذه الرحلة والترتيبات ممتازة في جميع الأماكن”.
من جهته، قال اليمني تركي الاشول الذي حج العام الماضي أيضا، أن السنة الحالية أفضل من سابقتها خصوصا بالنسبة للازدحامات والتحرك بسهولة، لقد استخدمنا قطار المشاعر للمرة الأولى.
وينقل قطار المشاعر عشرات آلاف الحجاج إلى الجمرات، حيث ينزلون إليها عبر سلالم كهربائية وممرات للمشاة في المحطات الواقعة أمام الجمرات.
وعادة ما تبلغ أعداد الحجاج القادمين لرمي جمرة العقبة ذروتها قبيل العاشرة صباحا حيث امتلأت معظم المسارات المخصصة بمئات الآلاف منهم. وفور دخول الحجاج باتجاه الجمرات، ينتشر مئات من رجال الأمن بشكل منظم لتقسيم الحجاج إلى مجموعات وفصلهم يمينا ويسارا تجنبا للازدحام أو المضايقة.
ويحاول البعض رمي الجمرات في الدور الأرضي، اعتقادا منهم أنه الأصل في عملية الرمي الأمر الذي يسبب بعض الاختناقات والتدافع.
وعندما يرمي الحاج جمرة العقبة ويحلق أو يقصر شعره يكون بذلك قد تم له التحلل الأول، وأصبح بإمكانه أن يلبس ثيابه، وتحل له كل محظورات الإحرام إلا النساء. وبعد الرمي يواصل الحجيج سيرهم بالاتجاه ذاته نحو مواقع بعثاتهم أو خيامهم بدون أن يشكلوا عبئا على القادمين الجدد لرمي الجمرات.
التنظيم الدقيق
وتعتمد السلطات السعودية تنظيما دقيقا لتفويج الحجاج لرمي الجمرات بهدف استيعاب التزاحم الشديد وتواجد الحجاج في وقت واحد بالمكان ذاته، حيث يفوج حجاج كل دولة وفقا لجدول وتوقيت محددين مسبقا.
وتحلق مروحيات الهلال الأحمر والدفاع المدني بكثافة منذ الصباح الباكر فوق منطقة الجمرات، تحسبا لأي طارئ أو حالة صحية تستدعي التدخل.
وكان حوالي مليون ونصف المليون حاج انتقلوا عند مغيب الشمس الإثنين، إلى مشعر مزدلفة نزولا من جبل عرفات بعد الانتهاء من آداء الركن الأعظم من أركان الحج.
وتوجه مئات آلاف الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الإحرام الأبيض منذ الصباح الباكر إلى جبل عرفات، مرددين “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك”.
وتسير مناسك الحج بشكل انسيابي خصوصا في ظل انخفاض عدد الججيج إلى النصف مقارنة مع العام الماضي عندما كان ما لا يقل عن 3.2 مليون شخص يؤدون الفريضة.
ووصل مليون و 380 ألفا من الخارج و117 ألفا من الداخل يحملون تصريحا خاصا بالحج في حين منعت السلطات 120 ألفا من الداخل غالبيتهم من الوافدين الذين رغبوا في آداء المناسك دون الحصول على التصريح اللازم.
وتركز قوات الأمن جهودها للسيطرة على شبكة الطرق عند تفويج الحجيج. وينتشر عشرات الآلاف من قوى الأمن والدفاع المدني لضمان أمن وسلامة الحجاج. ويحتفل الحجاج بعيد الأضحى ويؤدون طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة.