استغلّيتُ أول هبوط لأسعار البطاطا،وهرولتُ الى أقرب مكان يقدمها ضمن العروض الخاصة.
تخيّلوا «البطاطا» و» البندورة» أصبحت ضمن العروض الخاصة والاستثنائية.
والله عشنا وشفنا.. واللي بيعيش ياما رح يشوف.
كان ثمة «هجوم» بشري على جبال «البطاطا» والأيدي تفرك وتختار وتقلّب وتنبش حبّات البطاطا وفي اليد الأُخرى،ثمة كيس يحرص صاحبه الاّ يفلت بعد أن قضى ساعة وهو يعمل جاهدا كي يعود الى بيته ب»صيْد» ثمين.
وما أن علمتُ بخبر» انخفاض» أو « العرض الخاص» للبطاطا حتى اتصلتُ بزوجتي وأم عيالي، «أُبشّرها» بذلك. ولعلي سمعتُ «زغروتة» فقعت في أرجاء البيت ووصل صداها الى أنحاء المعمورة. لأن المناسبة «جليلة»،وهو ما يعني وجبة بطاطا حقيقية، وبالتالي سوف نحقق «أُمنية غالية» وهي عمل صينية بطاطا بالفرن.
يااااه
صينية بطاطا!!
أدخلتُ اصابعي بين الأصابع الخبيرة والمدَرّبة على انتقاء حبات البطاطا «غير المضروبة»، وركّزتُ بحيث لا أُخطىء بالاختيار فأحمل حبّة بطاطا معطوبة أو يشوبها الاخضرار وهو ما يعني انها غير صالحة لصينية البطاطا. وانتهيتُ الى الكمية التي استطعتُ انتقاءها، وسرتُ «واثق الخطوة» نحو الفتاة التي تسلمت مني المبلغ غير مدركة لمعنى الفرحة التي غطت على ملامحي.
ويوم أمس الأول، قال خطيب «الجمعة»، أنه «يجوز» للمسلم أن «يستدين» ثمن « الأُضحية» اذا كان غير قادر على دفع ثمنها نقدا. وأضاف مستغربا: ليش الواحد بشتري شاشة « ال سي دي» بالتقسيط ،بينما لا يستدين من اجل شراء أَضحية؟
كان بودي ان أسأل الشيخ: هذا إذا وجدنا من نستدين منه. واستطرد الشيخ في فوائد وأهمية ان تشتري الأُضحية وتذبحها بيدك وتأكل من لحمها وتوزع الباقي( أغلبها ) على الفقراء والمحتاجين.
كنتُ أنظر الى الكائنات من حولي بعد ان خرجنا من المسجد، وهم يتهافتون على الأولاد الذين يروجون للمحال التي تقدم عروضا خاصة للبطاطا وعلب الفول والبصل الناشف. وسرحتُ وانا عادة ما أسرح،بحالي وحال أمثالي ممن يختلط عليهم الأمر بين كونهم «ضحايا»للظروف الصعبة، وبين رغبتهم بالاستدانة من أجل شراء أُضحية العيد!
من يضحّي بمن!!