يخرج بجلبابه وعباءته وجبته ولحيته ليصرخ في الجنود “اضرب بالمليان بلا رحمة ولا شفقة، إياك أن تضحي بالجنود من أجل هؤلاء الخوارج”، ويتطاول خطبته التي تقطر سما “طوبى لمن قتلهم وقتلوه.. اقتلوهم فإن الله يؤيدكم ورسوله وأولياؤه”.. هكذا كان يزبد ويعربد شيخ سفك الدماء مفتي مبارك السابق الصوفي علي جمعة على منصة في إحدى ثكنات القوات المسلحة المصرية مخاطبا قائد الجيش الانقلابي عبد الفتاح السيسي والجنرالات الانقلابين والضباط الكبار في الجيش المصري.
مفتي الانقلاب وسفك الدماء هذا لا يجد حرجا في الدعوة إلى القتل والإبادة الجماعية ويزيد من صراخه على المنصة الآثمة:” يجب أن نطهر مدينتنا ومصر من هؤلاء الأوباش.. إنهم لا يستحقون مصريتنا”، وكأنه بقوله هذا يعيد تكرار أغنية علي الحجار الآثمة “انتوا شعب وإحنا شعب.. لينا رب ولكم رب”.. فهؤلاء ” الأوباش” ليسوا مصريين ولا يستحقون أن يكونوا مصريين فحسب مفتي الدم علي جمعة:” دول ناس نتنة وريحتهم وحشة في الظاهر والباطن ويجب أن نتبرأ منهم لأننا نصاب بالعار منهم، ولذلك فهم ليسوا مسلمين ولا مصريين إنهم ليسوا أكثر من “أوباش خوارج”، فبالنسبة لمفتي سفك الدماء علي جمعة فإن كل معارضي الانقلاب وكل مؤيدي الشرعية يجب التخلص منهم أو بتعبيره هو كما قال على المنصة الفرعونية:” يجب أن نطهر مدينتنا ومصر من هؤلاء الأوباش لأنهم لا يستحقون مصريتنا”، وهي عبارة واضحة تدعو إلى الإقصاء وهنا فإن الإقصاء الذي يدعو إليه هذا الصوفي الآثم هو “الإقصاء الدموي” لأنه يدعو إلى “الضرب بالمليان” لأن قتل الخوارج مباح بل لابد منه فهؤلاء ليسوا أكثر من “كلاب النار” حسب ادعائه، حتى لو كانوا من التقاة المصلين الصائمين القارئين للقرآن ما داموا يعارضون الانقلاب والسيسي، ويزيد مفتي الدم من تحريضه بقوله لجنرالات الجيش المصري وجنوده:” الدين والله والرسول والشعب معكم.. فاضربوا بالمليان، وأثبتوا وانقلوا هذا الشعور إلى أهاليكم وجيرانكم وأفرادكم وجنودكم وأشيعوه”، ولا ينسى مفتي سفك الدماء أن يقول:” لقد تواردت الرؤى بتأييدكم من قبل رسول الله ومن قبل أوليائه”، وهنا يدخل علي جمعة الرسول صلى الله عليه وسلم على الخط ليدعم انقلاب السيسي وينحاز ضد مؤيدي الشرعية ومعارضي الانقلاب، ويعلن أمام كل الجنرالات وكبار الضباط أن الله “يرضى عنهم وسيرضيهم” إذا قاموا بقتل كل المعارضين للانقلاب والمؤيدين للشرعية، ويتمادى أكثر ليصف الشهداء في مسجد الفتح الذين احتموا فيه بعد مجزرة رابعة الدامية والتي قتل فيها ما يزيد على 5000 إنسان بريء ويقول إن جثث الشهداء في المسجد “زبالة ونجاسة” وأنهم يستحقون القتل” ويبيح حرق المسجد على من فيه وحرق جثث الشهداء ويستشهد كاذبا بالرسول صلى الله عليه وسلم ويدعي أن الرسول “حرق مسجدا لأنه لا يريد اللواعة والمكر”، ولا ينسى أن ينزع الشرعية عن الرئيس المنتخب محمد مرسي ويعتبر أنه بلا شرعية وأنه “إمام محجور عليه” وأنه مجرم يحاكم أمام القضاء، وهذا ما يرفع عنه “شبهة الشرعية”.. ويختم بما بدأ به ” اضرب في المليان، فهذه هي سماحة وقوة وحلاوة الإسلام”.
تبا لك أيها الصوفي علي جمعة وتبا لرجال الدين من أمثالك ممن عاثوا في الأرض فسادا، تبا لك لأنك لست أكثر من مفتي السلطان والجنرال والبيادة ” حذاء العسكري”.. تبا لك لأنك لم ترعَ حرمة مسلم وجعلت من نصف المصريين المسلمين خوارج تدعو إلى قتلهم.. ولكن ماذا لو اتخذ أعداؤك اتجاها معاكسا واستخدموا فتواك ضدك؟.
علي جمعة وأمثاله من رجال الدين وخدام السلطان والجنرالات هم الذين أفسدوا علينا ديننا وأدخلونا في أبواب الفتن والظلمات، كما فعل رجال الدين في أوروبا الذين حالفوا القتلة والإقطاعيين، مما أدى إلى أن يكون الشعار الأبرز للثورة الفرنسية:” اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس”.. فهل يتحول شعار الثورة في العالم العربي إلى “اشنقوا آخر جنرال بأمعاء آخر رجل دين فاسد أو مفتي مزيف؟”.