سلطان الحطاب/يجب توسيع الاشتباك مع إسرائيل من أجل القدس

الاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي من أجل القدس يجب أن تتنوع وسائله وأدواته وأن يصب في هدف واحد هو تحرير هذه المدينة المقدسة من القبضة الاسرائيلية وأن يكون حجم هذا الاشتباك مؤثراً وفاعلاً وكافياً لانجاز ذلك حتى لا تمضي اسرائيل في تهويدها للقدس وفي أسرلتها لسكانها وحتى تتوقف عن كل أعمال الاستيطان والعزل ومصادرة الاراضي وهدم البيوت واقتلاع المواطنين الفلسطينيين منها..
ما كان للاحتلال أن يبقى ويترسخ ويأخذ طابع التأبيد منذ عام 1967 إلى اليوم ويمعن في تغيير القدس وضمها والضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بها كعاصمة لاسرائيل لولا ضعف الموقف العربي وهوانه وانصرافه عن القدس، ولولا التخاذل المستمر والصمت المريب وقبول سياسات الامر الواقع، لا يجوز أن تفك الذاكرة والارادة العربية والاسلامية عن القدس ولا بد من العمل المستمر والموصول والهادف من أجلها، فقد ظلت القدس التي بدأ منها السلام تجدد الحروب طالما بقيت محتلة وطالما خيم عليها الاحتلال وهذا ما جعلها في حالات احتلال مستمرة عبر التاريخ إلى أن يأتي من يحررها ويكسر قيودها..
القدس تحت الاحتلال الآن وهي بكامل مساحتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية واحتلالها سيظل مسؤولاً عن التوتر في هذه المنطقة وعن غياب الامن والاستقرار والسلام، وسيظل هذا الاحتلال يمكن المتطرفين من أن يرفعوا شعاراتهم دون أن يقوى أحد على الرد عليهم طالما لم يكن مستعداًَ أو ناذراً الجهد والطاقات في سبيل تحريرها..
لا يكفي أمام احتلال القدس تصريح الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان أوغلو في شجب قرار جمهورية التشيك لنقل عاصمتها إلى القدس ولا يكفي أن يذكر الأمين العام رئيس الجمهورية التشيكية ميلوس زيمان وهو يهودي بأن قراره مخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأن فيه مسا بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني واضرارا بالعلاقات مع الدول الاسلامية.. فهذا التذكير أصبح مثل خض الماء ولم يعد له تأثير على دولة الاحتلال وخططها ولا على الدول التي تسمع هكذا تحذيرات دون أن يصحبها فعل، فهل فعلاً للدول الـ (57) التي يرأس السيد أوغلو منظمتها قرارات لمقاطعة جمهورية تشيك ومعاقبتها؟ وكيف يمكن أن يصبح لهذه التهديدات مضمون يردع هذه الجمهورية وغيرها في دول العالم من الاقدام على هكذا خطوة؟..وهل التهديدات من هذا النوع الذي لا اسناد حقيقياً له منعت عديد من الدول في العالم من استئناف علاقاتها مع اسرائيل والتي كانت مقطوعة عشية حرب أكتوبر عام 1973 وبعد ذلك؟ وكيف يمكن أن يكون لمثل هذا التهديد أثر فاعل غير «فشة الخلق ورفع العتب» حين لا تحرك دولاً عربية واسلامية ساكناً أمام سياسة اسرائيل في القدس..فابستثناء الموقف الأردني وأبرزه الموقف الأخير للدبلوماسية الأردنية وجهود وزير الخارجية ناصر جودة بتوجيه ملكي عبر اليونسكو وبتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وهو الجهد الذي انعكس على القرارات الستة التي تبناها المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. فأين هي الجهود الأخرى الداعمة والموازية؟ لقد مضت الأردن وبامكانياتها التي تطمح أن تزيد وأن تدعم وأن يصطف معها موقف عربي واسلامي عالي السقف ومؤثر مضت لوضع حد للغطرسة الاسرائيلية ولقرارات الاحتلال في القدس وهو ما أثمر الادانة الدولية الحاسمة الأخيرة لانتهاكات الاحتلال الاسائيلي في القدس..
أمام العرب والمسلمين أنظمة وشعوباً مساحات واسعة للعمل من أجل القدس وترجمة ارادتهم في هذا فأين ذلك؟ ولماذا خلت كلمات معظم القادة وخاصة العرب للحديث عن القدس اذ جاء الاستثناء في الكلمة الملكية من خطاب الملك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالباًَ بوضع حد لسياسات الاحتلال البشعة وشجبها..وهناك مساحة خصبة يمكن للسلطة الوطنية الفلسطينية التحرك بها عبر اليونسكو وخارجها ومن خلال ما حققته من اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين كمراقب لجعل المجتمع الدولي أكثر قدرة على كبح جماح العدوان الاسرائيلي وادانته عملياً بقرارات نافذة..هذه معركة يجب أن تبدأ..
alhattabsultan@gmail.com

شاهد أيضاً

لم يشهد زوراً لكنْ شهدوا بالزور عليه ‏* حسين الرواشدة

عروبة الإخباري – ‏آخر نسخة من «الافتراء» على الدولة الأردنية، وصلتنا عبر بريد صحيفة عربية، …

اترك تعليقاً