منذ حرب الخليج وحتى اليوم حرصت القيادتان الأردنية والكويتية على إعادة بناء العلاقات التي كانت مميزة بينهما وقد نجحا في ذلك وها هي العلاقات الأردنية الكويتية تبلغ ذروتها على مختلف الأصعدة بعد أن توجت ذلك بزيارة الوفد البرلماني الكويتي عالي المستوى والذي رأسه رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم..
ظل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت من جانبه حريصاً حرص الملك عبد الله الثاني على استعادة هذه العلاقات لتتميز عن سواها في المنطقة كلها وقد بذلت القيادتان جهود جبارة..
وفي وقت مبكر كان الملك عبدالله الثاني قد نوه في كتابه “الفرصة الأخيرة” إلى دور سمو الأمير صباح الأحمد في الوقوف الى جانب الاردن وخاصة في اللحظات الصعبة والانتقالية حين تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية..إذ مد الأمير والدولة الكويتية يد الاسناد للأردن والوقوف إلى جانبه وهي سنة حميدة ظل الكويتيون يحرصون عليها ويؤكدونها..
بزيارة الوفد البرلماني الكويتي الذي يمثل الشعب الكويتي تكون ثغرة في العلاقات قد سدّت فقد ظل البلدان حريصان على اسناد علاقتيهما بروافع وإرادة شعبية وهو ما سعى اليه الأردن وما زال في علاقاته مع مختلف الدول وخاصة الشقيقة منها فقد ظل الملك عبدالله الثاني يؤمن بعلاقات أفقية وعمودية وفي زياراته المتتالية للعديد من البلدان حرص على محاورة البرلمانات ومجالس الأمة ومجالس الشورى والهيئات والمنتديات والمجالس العامة والشعبية وغرف التجارة والصناعة والروابط الاقتصادية لما لذلك من أهمية كبيرة في عصر حقوق الانسان ودور المؤسسات العامة والأهلية في اتخاذ القرار..
لم تنجح موجات الشغب الواهنة والمتناثرة في التأثير على صلابة العلاقة بين البلدين لوقوف القيادتين في وجه ذلك وتفويت سوء الظن والتشكيك وقد كان النجاح حليفاً وها هي العلاقات بين البلدين على المستويات كافة تسجل أعلى درجاتها من حوار وتنسيق واتفاقيات ومشاريع استثمارية واسعة سجلت فيها الكويت على المستويين الرسمي والأهلي أعلى نسبة استثمار لبلد أجنبي أو عربي في الأردن وقد تنوعت هذه الاستثمارات وهي مرشحة للزيادة والتطور..
لقد وقف الأردن والكويت في وجه كل اشكال العدوان على المنطقة وشجبا ذلك كما وفقا ضد التطرف وتشويه صورة الاسلام واقرا أن رسالة عمان هي الوجه الأكثر سماحة للاسلام الذي لا بد لابنائه أن يدافعوا عنه أمام شعارات المزايدة والمناقصة “الغلو والتشويه والاساءة” كما ظل التنسيق مستمراً في كبح جماح الحركات الاسلامية المتطرفة التي وجدت لها أذرعاً وتنظيمات في بلداننا العربية حاولت من خلالها تعطيل الحياة العامة والسياسية والمشاركة وعصفت حتى بالتمثيل النيابي وحاولت رهنه واعاقة خطط التنمية والتطور..
هناك تعاون أردني كويتي واسع في مجالات مختلفة ثقافية واقتصادية واجتماعية وأمنية فقد ظل الأردن تاريخياً قريباً من الكويت وفي الفترات الصعبة التي كان يواجه فيها البلد الشقيق بالتهديدات والعدوان وفي العديد من المحطات التاريخية المعروفة وما تحدث عنه رئيس مجلس النواب الكويتي مرزوق الغانم عن نتائج الزيارة المثمرة انما ذلك مدماك عريض ومرتفع في بناء هذه العلاقة التي وصفها رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور بأنها مثمرة وناجحة بامتياز وأنها فتحت الباب واسعاً لمزيد من تدعيم علاقات البلدين والارتقاء بها..فقد ظل الأردن قريباً بل ومرشحاً لولوج مجلس التعاون الخليجي وهي الدعوة التي أسندتها الكويت وعملت لتحقيقها وما زالت ومنذ وقت مبكر حين وصف أمير الكويت الدور الأردني وأهميته..
الكويت يسند الأردن في العديد من القضايا الاقتصادية والمساعدات والمنح والقروض وفي مجال الموقف السياسي من الأزمة السورية وما يتحمله الأردن من تبعاتها وكذلك في القضية الفلسطينية التي ظلت الكويت سباقة في دعمها ..وإذا كان جهد إضافي يذكر أيضاً فهو للسفارتين الكويتية في عمان والأردنية في الكويت لما للسفراء فيها من دور حيوي وفاعل..
alhattabsultan@gmail.com