عروبة الإخباري – انطلقت صباح السبت فعاليات اشهار مبادرة زمزم في المركز الثقافي الملكي بحضور رسمي وشعبي ولوحظ وجود قيادات اخوانية مستقيلة عن الجماعة ومنهم عبدالرحيم العكور، وسط ترقب الحركة الاسلامية التي رأت بالمبادرة تهديدا لوجودها .. وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول ما اذا كانت المبادرة مقدمة لانشقاق هؤلاء عن الجماعة.
وكانت قيادة الاخوان المسلمين أكدت في وقت سابق انها لن تتخذ اي اجراءات تنظيمية بحق القائمين على “زمزم” ولا سيما بعد تاكيدات القائمين على المبادرة انهم لا يسعون الى الانشقاق عن الجماعة وانها ليست مناكفة للاخوان ولا يريدون تحويلها الى حزب.
وتحظى المبادرة بدعم رجالات الدولة الذين جلسوا على المنصة الرئيسية الى جانب الدكتور ارحيل الغرايبة القائد الفعلي للمبادرة ، حيث جلس كل من رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابده الى يمين الغرايبة تلاه وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة الى جانب النائب جميل النمري . والدكتور محمد خير مامسر
وقال القائمون على المبادرة في حفل الاشهار : ‘إن القائمين على المباردة يدركون تماماً أن المرحلة التي يعيشها الأردن والعالم العربي ، هي مرحلة انتقالية ، تقتضي امتلاك القدرة على إيجاد الإطار السياسي الواسع، الذي يستوعب جميع القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة ،عبر صيغة تشاركية تعاونية، توظف كل الجهود والطاقات الوطنية ، بعيداً عن منهج الاستحواذ والاستفراد بالسلطة ، وبعيداً عن منهج الإقصاء والتهميش لأي طرف مهما كانت درجة التباين والاختلاف في الافكار والرؤى والبرامج’.
ومن المقرر أن يتكون حفل الإشهار من جلستين أساسيتين الأولى تتضمن تعريف بالمبادرة ومشروعها الوطني يعقبها كلمات لضيوف الحفل، في حين يخصص القسم الثاني من الحفل لجلسات حوارية سيتم فيها عرض أوراق مجموعة من فرق المبادرة في الجانب السياسي والاقتصادي والطبي والتعليم والتنمية.
وفي كلمة للدكتور ارحيل غرايبة المنسق العام لمبادرة ‘زمزم’ قال ان المبادرة هي حالة وطنية أصيلة تهدف الى تشكيل الدولة المدنية.
ولخص غرايبة ابرز الخطوط العريضة للمبادرة واهم مرتكزاتها، فقال: إنها تؤمن بالاسلام الواسع، الاسلام الذي يستنهض العقل نحو التفكير ومسايرة العصر.
وتابع، نحن نقدم نموذج ومفهموم اصيل، عبر الهوية الاردنية لكن خارج نطاق الجدل، فالوطن للجميع، والمواطنة درجة واحدة وهي حب وانتماء قبل ان تكون متكسبات وغنائم.
وأكد على ان الهوية الاردنية هي في مواجهة مع المشروع الصهيوني، مشيرا الى ما وصفها المرحلة الانتقالية التي تشهدها المنطقة مؤكدا انها مرحلة خطرة لكنه في المقابل دعا الى ضرورة الاستفادة مما يجري في دول المحيط.
وقال: في هذه المرحلة لا يستطيع اي طرف الاستفراد بالمشهد مهما كانت قوته مما يقتضي البحث عن صيغة تشاركية تتسع لكل القوى السياسية والمكونات الاجتماعية من دون استبعاد لأي قوة مهما كانت درجة الاختلاف السياسي والفكري معها.
واضاف، انها مرحلة تقتضي منهجية مختلفة تقوم على التوافق وتقليل مساحات الاخلاف والفرقة ومواجهة خطاب التحريض والكراهية لان الظرف لا يحتمل مزيدا من الانقسام.
وأوضح ان ‘زمزم’ رؤية سياسية سيتم مناقشتها، مشيرا الى ان ورقة ‘وفاق’ السياسية تتبنى مبادرة وفاقية شبيهة بمبادرة المائدة بين جميع الاطراف من دون وصاية او هيمنة من اجل صياغة ميثاق لمجتمع جديد وارساء مرجعية وطنية عليا وتشخيص المرحلة الوطنية العليا التي تسمو فوق المصالح الحزبية والعشائرية.
وقال نحن نسعى لتشكيل نموذج للمنطقة والاقليم جميعا ونطوق للوحدة مع الاشقاء والاقطار في العالم الاسلامي، نافيا ان تكون هذه الميادرة شخصية او فئوية بل هي لكل الاردنيين من اجل نعبر هذه الرمحلة بلا استثناء او اقصاء او تهميش.
بدوره القى رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة كلمة قال فيها إن الاحزاب السياسية هي التعبير الاساسي عن التعددية، وأن نشأت الاحزاب كانت في ظل الديمقراطية. واضاف ان الحزب في المفهوم الديمقراطية هي مجموعة من الافراد تتوافق على فكرة والحزب ينطلق من واقع الوطني وهمومه ويضع برامج تنفيذي في جميع مناحي الحياة يطرحها بعيدا عن برامج السلطة هذه البرامج ليست شعارات عامة بل واقعية تتطور تبعا لتطور ظروف الوطن.
وتابع، هذا تعبير حقيقي عن الاصلاح الوطني، داعيا الى ان يكون الحزب معبرا حقيقيا عن مفهوم المواطنة وأن اساس ترخيص الحزب وحقه بالعمل هو انتمائه للوطن.
واشار الى انه تابع باهتمام مبادرة زمزم وكل ما كتب حولها، مشيرا الى انه لم يجد فيها توجها حزبيا لكن اصلاحيا ومحاولة لايجاد توجه جاد وبرامج واقعية.
كما القى محمد خير مامسر كلمة قال فيها انه قرر اعتزال السياسية جراء الاحباط الكبير الذي اصابه مما يحدث في البلد، ومما يحدث من حوله.
واستدرك مامسر قوله انه راجع نفسه فخرجت بمجموعة من الحقائق، ابرزها ان المديونية تزداد ليس شهرا بعد هر بل يوما بعد يوم. اما الحقيقة الثانية فان العنف يتزابد يوما بعد يوم ليس فقط في الجامعات بحيث اصبح يشكل تهديد للامن الاجتماعي.
وتابع، “ما افزعني عندما قرأت تقرير الجهات الامنية عن عدد احداث العنف والشغب، مشيرا الى انه يحيي مبادرة زمزم لانها مراجعة لمواقفنا كاملة بالعودة الى الحوار”.
وثيقة “وفاق”
وسبق الحفل توزيع المشروع السياسي للمبادرة أطلق عليه اسم “وفاق” تضمن الحديث عن الاوضاع الراهنة في الاردن والمشهد العربي وعلى رأسها الفلسطيني والمصري. كما تحدث عن الحاجة الى الخروج من الافق المسدود كما وصفه مشروع وفاق.
وتضمن المشروع اهدافه ومنها اقامة الدولة المدنية الحديثة، على اسس المواطنة والحرية والعدالة، والحفاظ على حالة الاستقرار الاجتماعي، وتطوير الحياة السياسية على اساس التنافس البرامجي، فيما يحقق شراكة سياسية ومجتمعية واسعة وصولا لمبدأ التداول السلمي للسلطة والحكومات البرلمانية. وهي الدعوة التي تتوافق مع ما تطالب بها الحكومة، من حيث التدرج في الاصلاح.
وحوت الوثيقة على مطالبات بمحاربة الفساد المالي والاجتماعي والاقتصادي والاداري وتحقيق النمو الاقتصادي، وايجاد حاكمية رشيدة وتعزيز فكرة التمكين المجتمعي.
وحول عناصر المشروع السياسي تضمنت الوثيقة رؤية اصلاحية والارضية الفكرية والاجتماعية للمشروع السياسي، والثوابت والمصالح الوطنية العليا، والانتماء العروبي والاسلامي للاردن، والحوار والتوافق الوطني، واخير اولوية الاصلاح السياسي.
ووفق وثيقة “وفاق” فإن أبرز أولويات الاصلاح السياسي، “الاتفاق على الاصلاحات الدستورية المطلوبة لتحقيق مرتكزات الحفاظ على الدولة وهويتها واستقرارها، ووتعزيز الفصل بين السلطات وتعزيز دور مجلس الامة في الرقابة على اعمال الحكومة”.
كما استعرضت الوثيقة رؤيتها حول قانون الانتخاب الذي قالته انه يجب ان يعزز الاسس السليمة لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ويحفز التنافس البرامجي بين الاحزاب.
واقترحت ان لا تقل القائمة الوطنية الانتخابية عن ثلث مقاعد مجلس النواب في الانتخابات المقبلة وتقتصر على الاحزاب فقط وتطوير اجراءات النزاهة. كما تطرقت الوثيقة على قانون الاحزاب الذي قالته انه يجب ان يعزز الدور الوطني الى جانب تطوير قانون البلديات لاجراء انتخابات كاملة في كافة المدن.
كما سبق حفل الاشهار توزيع الجهات المنظمة للحفل استبانة المشاركة في المبادرة تضمنت معلومات شخصية والتعريف بالمبادرة واقترحات جديدة لها.