عروبة الإخباري -ميعاد خاطر- افتتحت النجمة الأردنية – العربية الفنانة جولييت عواد اللقاء الشهري رقم (107) للبيت الأدبي والذي عقد مساء يوم الخميس الماضي.
الزائر لهذا البيت يعي ما يقوم به الأستاذ أحمد أبو حليوة مؤسس البيت الأدبي من جهد عظيم لرفعة الثقافة و إظهار المنجزات لكل مبدع .
سرني مرافقة الاستاذ الكاتب عمر قاسم مؤسس صالون الرصيفة الثقافي ، فقد كان يتحدث لي ونحن في الطريق عن البيت الأدبي .. “ستشعر أنك في بيتك” قال لي .. وكان إحساسه في مكانه.. نعم حفاوة الاستقبال واللقاء مع الحضور المميز يشعرك بقيمة العمل الذي يقوم به القاص أبو حليوة.
القاص أحمد أبوحليوة مؤسس البيت الأدبي استطاع إدارة الأمسية الأدبية بجدارة نظرا للحضور المميز والكثيف لمحبي ومرتادي هذا البيت ، فقد ألقى كلمة ترحيبية بالأدباء والشعراء والضيوف وطلب من النجمة جوليت عواد افتتاح الفعاليات .
القاص ابو حليوة أشار الى فعاليات البيت الأدبي والى تميزه وتنوع فقراته بما يخدم الثقافة الفكرية والروحية للإنسان، وقدم نبذة بسيطة عن ضيفة البيت الأدبي معلنا عن وجود فقرة مميزة ستكون للفنانة النجمة للتعريف بما لديها.
الأعمال النحتية
كانت الفعالية الأولى للبيت الأدبي فنية من خلال مجموعة من الأعمال النحتية المتنوعة المواد الأولية التي صُنعت منها الأعمال التي قدمها النحات والفنان مجدي دوغان، نائب رئيس جمعية نحاتي الخشب الأردنية وأمين العلاقات الداخلية في الهيئة الإدارية لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين.
حوار مع النجمة جوليت عواد
أُفردَت الفقرة الثانية لضيفة اللقاء الممثلة العربية النجمة والفنانة الأردنية القديرة جولييت عواد، التي تحدثت عن بداياتها بدءاً من دراستها فن التمثيل في روسيا، مروراً بأعمالها المسرحية الأولى وهي (مسرحية الغائب) عام 1974 ومن ثم مسلسل (راس العين) عام 1975 إضافة إلى العديد من الأعمال المسرحية التي قدمتها للكبار والصغار والأعمال التلفزيونية الكثيرة التي قدمتها لوحدها أو برفقة زوجها الفنان المميّز جميل عواد، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر المسلسلات التالية: (هبوب الريح) و(الكف والمخرز) و(قلعة المحروس) و(أبناء الضياع) و(نمر بن عدوان) و(التغريبة الفلسطينية) وغيرها.
كما أشارت من خلال كلامها إلى أنها سعت من خلال مسيرتها الفنية إلى تغيير الصورة النمطية السلبية عن الممثلات، وسعت إلى الالتزام بأهدافها الوطنية وبقيمها القومية ومبادئها العربية، وإنها دفعت ثمناً كبيراً كالتهميش ومحاولات الإقصاء لمواقفها الحاسمة وغير المهادنة والمتمثلة بتركيزها على قضيتي التمويل والرؤية العميقة أو الرسالة المبطنة التي يحملها هذا المسلسل أو ذاك.
وفتح الحوار للحضور وانهالت أسئلة فنية وسياسية وثقافية وغيرها أجابت عليها بكل شفافية وصراحة.
تلا فقرة الفنانة جولييت عواد فقرة فنية غنائية أحيتها الفنانة الشابة ربى ماضي التي غنّت بصوتها الشجي أغنية (تكبر)، وهي من كلمات الشاعر محمود درويش وألحان الفنان مارسيل خليفة وغناء الفنانة أميمة الخليل. وبعد فقرة التفاعل الاجتماعي وهي الاستراحة الفاصلة بين جزئي اللقاء، كان الحضور على موعد مع فقرات منوعة جديدة، توزعت ما بين المسرح والغناء والقراءات الإبداعية. فقرة العرض المسرحي التي قدمتها مجموعة وخزة للفنون الأدائية كانت من تأليف وإخراج ضياء الدين مقدادي وحملت عنوان (انتبه أنت محبوب .. عفواً أنت مطلوب) وشارك في تمثيلها كل من الفنان عبدالحكيم عجاوي وعلا مقدادي وضياء الدين مقدادي ومحمد عجاوي.
ثمّ حلّت فقرة غنائية بصوت الفنان ناصر ناصر الذي لم يكتف بأن يكون مغنياً وعازفاً على العود فقط، بقدر ما كان شاعراً وهو يقدّم خطياً قصيدة من اعتذار وشوق نثر فيها الهوى لزوجته الفنانة التشكيلية رياض الجولاني، المعشوقة التي قدّم لها فارسها باقة من ورد أحمر، واحتضان رومنسي دافئ، عكس ما يتحلى به البيت الأدبي من حميمية إنسانية عالية تدفعهم للتفاعل فيما بينهم وبين جدرانه التي غدت بعضاً من بعضهم.
القراءات الإبداعية
وبعد هذا المشهد العاطفي المؤثر، بدأت الفقرة الأساس والمحرك الأم لكل ألق البيت الأدبي، وهي فقرة القراءات الإبداعية، التي أدارها الناشط الاجتماعي والثقافي عضو الهيئة الإدارية في صالون الرصيفة الأدبي السيد عبدالفتاح جبارة، وقد اشتملت هذه الفقرة على قراءات شعرية وقصصية مختلفة شارك فيها كل من المبدعين: إبراهيم السرطاوي وحلا السويدات وربحي أبوسارة وربيع الجبالي وقصي إدريس ومحمد فوزي وهنادي الصدر ويوسف أبوحميد.
هذا ويذكر أن القراءة الإبداعية الأخيرة كانت للقاص إبراهيم خليل القيسي الذي يعمل منذ عام في ليبيا والعائد في إجازة قصيرة إلى أهله وبيته، وقد تقدّم أبوحليوة لتقديمه بطريقة استثنائية، ذاك أنه أحد الخمسة الذين كُرِموا في احتفالية مئوية البيت الأدبي الشهرية الشهيرة آذار الماضي لما لعبوه من دور فعّال في مسيرة هذا البيت، الذي يؤكد أبوحليوة على الدوام أنه لم يكن ليصل إلى ما وصل إليه دون انتماء تلك القلة القليلة به والتي سندته بالحضور وبصدق التعلق بأهدافه ومبادئه ورؤيته.
المقطوعات الموسيقية
وقبيل انتهاء فقرة القراءات الإبداعية وبناء على طلب الجمهور استجاب الفنان العازف يوسف أبوغيث لذاك النداء، ودندن على عوده الرنان بعض المقطوعات الموسيقية كان أهمها أغنية فيروز (نسم علينا الهوا) الذي أخذ يرددها الحضور. واستمر الغناء بعد القراءات مع فرقة (شمس الوطن) حيث غنى الفنان عماد علي من كلمات وألحان الفرقة أغنيتي (مطرز يا ثوب الوطن) و (راجع لك يا دار).
وفي نهاية اللقاء قدّم مدير البيت الأدبي القاص أحمد أبوحليوة للفنانة جولييت عواد صورة لها كتب أسفلها اسمها وشعار البيت وتاريخ اللقاء كهدية متواضعة تذكارية من أبناء هذا البيت، الذي ختم لقاءه الشهري السابع بعد المئة بأن أنشد الجميع وقوفاً على أنغام كمنجة الفنان يوسف أبوغيث نشيد (موطني).