عروبة الإخباري – استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، امس، رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم والوفد المرافق، بحيث نقل لجلالته تحيات أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأكد جلالته متانة وعمق علاقات الأخوة والشراكة الاستراتيجية والتعاون بين الأردن والكويت في المجالات كافة، والحرص على الارتقاء والنهوض بها، خدمة للمصالح المشتركة لشعبي البلدين الشقيقين، معتبرا أن هذه العلاقات تشكل نموذجا للعمل العربي المشترك.
وعبر جلالته، خلال اللقاء الذي حضره رئيس مجلس النواب سعد السرور، عن تقديره لمواقف دولة الكويت الداعمة والمساندة للأردن على مختلف الصعد، وخصوصا الاقتصادية منها، بما يمكنه من تحقيق مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، مشيراً إلى أهمية الاستثمارات الكويتية التي تعد من أكبر الاستثمارات العربية والأجنبية في المملكة.
وهنأ جلالته رئيس مجلس الأمة الكويتي والوفد المرافق بنجاح الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون البرلماني والتشريعي بين مجلسي الأمة في الأردن والكويت.
وجرى خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية، بحيث جدد جلالته التأكيد على موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للازمة، ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا.
وأشار جلالته للجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين، والتي تفوق قدراته وإمكاناته، معرباً في هذا الصدد، عن تقديره لما تقدمه دولة الكويت من مساعدات للاجئين السوريين الموجودين في الأردن، بما يساعد على الاستمرار بتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية لهم.
كما تناول اللقاء جهود تحقيق السلام في المنطقة، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لافتا جلالته إلى أهمية وقف إسرائيل إجراءاتها الأحادية وسياساتها الاستيطانية، ومحاولات تهويد القدس، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ما يشكل عقبة رئيسة أمام تحقيق تقدم في العملية السلمية.
من جانبه، أكد الغانم وأعضاء الوفد المرافق حرص الكويت بقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن، الذي اختاره الوفد ليكون أول محطة له في زيارته الخارجية ” لأهمية الأردن لنا، فنحن شعب واحد وعلاقاتنا متميزة”.
وأكدوا أن الأردن مثال في تحمل المسؤوليات التي تفوق طاقاته، “وأتينا لنقول لكم لستم وحيدين أيها الأردنيين وواجبنا أن نكون إلى جانبكم”.
وعبروا عن تقديرهم وتثمينهم لمواقف جلالة الملك وجهوده الموصولة لخدمة القضايا العربية والإسلامية، والنهوض بالأردن ومسيرة الإصلاح الشامل فيه، ومساعي جلالته المستمرة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وبين رئيس مجلس الأمة الكويتي أن خطاب جلالة الملك الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا “جاء معبرا عن كل تطلعات وآمال الشعوب العربية، وأن ما طرحه جلالته في الخطاب يعد الطريق الأمثل للتصدي للتحديات التي تواجهنا”.
وشدد على أن الأردن يشكل “العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ولكل العرب، ولا مثيل للمسؤوليات التي يتحملها، ونحث الجميع على مساندته ودعمه”.
وضم وفد مجلس الأمة الكويتي رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية النائب فيصل الشايع، ورئيس لجنة الشؤون القانونية النائب مبارك الحريص، ومقرر لجنة الشؤون الخارجية النائب حمدان العازمي، ومقرر لجنة الشؤون الداخلية والدفاع النائب عبدالله التميمي، والنواب: حمد الهرشاني، وحمود الحمدان، وعبدالله العدواني، وعبدالرحمن الجيران، ومحمد العنزي، وأمين عام مجلس الأمة الكويتي علام الكندري.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ورئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية الكويتية النائب سليم البطاينة والسفير الكويتي في عمان الدكتور حمد الدعيج.
وفي تصريحاتٍ صحفية بعد اللقاء، قال الغانم “تشرفنا أنا والوفد المرافق من أعضاء مجلس الأمة الكويتي باللقاء مع جلالة الملك، بحيث كان اللقاء مثمرا جداً، وقد استفدنا من توجيهات جلالته ورؤاه حيال كافة القضايا”، مشيرا إلى ما أكده جلالته حول أهمية الروابط المميزة والخاصة التي تربط الشعبيين الشقيقين.
وأكد الغانم “نحن في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، أكدنا أن الأردن يشكل عمقاً استراتيجياً لكل الدول العربية، فالأردن هو الأقرب والأقدر على تقييم الأمور بالنسبة للكارثة الإنسانية التي تحدث في سورية، ويهمنا كشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، الموقف الأردني القومي تجاه الكارثة الإنسانية التي تحدث هناك”.
وقال الغانم إن “أعضاء وفد مجلس الأمة الكويتي جاءوا للأردن ليؤكدوا أن ممثلي الشعب الكويتي يقفون مع الأردن وإلى جانبه حيال تداعيات الأزمة السورية، وبخاصة استضافته للاجئين السوريين، وسنكون مع الأردن والأردنيين جنباً إلى جنب في مواجهة كل الأزمات”.
وأعرب الغانم عن شكر الكويت للأردن على التسهيلات التي تقدمها الحكومة الأردنية بتوجيهات من جلالة الملك، للكويتيين المقيمين على أراضيه، وبخاصة الطلبة الكويتيين الدراسين في الجامعات والمعاهد الأردنية، والذين يزيدون على 6 آلاف طالب، وهو “ما أكده جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء”.
وفي رده على سؤالٍ حول دور البرلمانات العربية في حض المجتمع الدولي على تقديم المساعدات للأردن للتعامل مع اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيه، أوضح الغانم ان البرلمانات العربية سيكون لها دور كبير في هذا المجال، بخاصة في مؤتمر البرلمان الدولي والبرلمانات العربية الذي سيعقد في جنيف منتصف الشهر الحالي، مشيرا إلى مقترحات أردنية كويتية ستقدم خلال المؤتمر لمساعدة دول جوار سورية على تحمل الأعباء الإنسانية للأزمة السورية.
من جهته قال السرور في تصريحات مماثلة “تشرفنا بلقاء جلالة الملك واستمعنا لتوجيهاته، وعرض رئيس مجلس الأمة الكويتي لجلالته ما تم التشاور حوله بين مجلسي الأمة في البلدين”.
وأشار إلى أن العلاقات بين جلالة الملك وأخيه سمو أمير دولة الكويت غنية عن التعريف ومتميزة، ومعروفة بالاعتدال حيال قضايا المنطقة. وفي رده على سؤال حول الطلبة الكويتيين الدارسين في الأردن، أكد السرور “أن الأردن يتعامل مع الطلبة الكويتيين بوصفهم أبنائه، وأن توجيهات جلالة الملك دائماً وعلى كافة المستويات، بأن يعمل الجميع لتهيئة المناخ المناسب للطلبة الكويتيين الدارسين في الجامعات الأردنية، ليشعروا أنهم بين أهلهم، وهذا يندرج على جميع الرعايا الكويتيين سواء الطلبة أو المقيمين أو رجال الأعمال”.
وحول العلاقات البرلمانية بين البلدين، أكد السرور أن مجلس النواب الأردني والأمة الكويتي سيفعلان آليات التعاون بينهما، لتخرج العلاقات المشتركة عن الإطار التقليدي والمتعارف عليه بين البرلمانات، ولتكون انموذجا يحتذى به في العلاقات العربية العربية”.