عروبة الإخباري – وجّه وزير الخارجية ناصر جودة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكافة أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين وإلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الحالي والجديد، بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للحرم القدسي الشريف.
وأكد جودة في الرسالة التي بعثها يوم السبت الماضي، ضرورة أن يوجّه المجتمع الدولي رسالة قوية وواضحة لإسرائيل بأن إجراءاتها وانتهاكاتها في القدس الشرقية وضد الحرم القدسي الشريف لن يتم التساهل معها. وأشار من خلال الرسالة إلى التطورات المقلقة في القدس الشرقية، وبشكل خاص في الحرم القدسي الشريف، حيث تواصل السلطات الإسرائيلية إجراءاتها الاستفزازية، التي تهدد أصالة الأماكن المقدسة وسلامتها، وما تتمتع به من أهمية دينية وثقافية، وبما يخالف القانون الدولي، مثلما تهدد فرص النجاح للجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وأكد أن الانتهاكات والاقتحامات للحرم القدسي الشريف من قبل قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف والمستوطنين وغيرهم من المتطرفين، قد زادت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن هذه الانتهاكات تتم بحماية الشرطة وقوى الأمن الإسرائيلية، وأنه خلال الأسبوع الماضي دخل إلى الحرم الشريف المئات من المتطرفين بالرغم من المناشدات المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية للشرطة الإسرائيلية بوقف هذه الاقتحامات، مشيرا الى أن عددا من المتطرفين كانوا يدعون لهدم المسجد الأقصى المبارك خلال تواجدهم في ساحات الحرم الشريف، مما أدى لمصادمات ومواجهات مع المصلين وموظفي الأوقاف.
وبيّن وزير الخارجية أن هذه التصرفات الإسرائيلية تأتي بالتزامن مع التضييق على موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، عن طريق الاعتقالات والاستجوابات بدون وجود أية مبررات حقيقية، الأمر الذي يشكل إعاقة وتقويضا لدور دائرة الأوقاف الإسلامية ونهوضها بواجباتها إزاء الحرم القدسي الشريف.
وأوضح أن الحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في القدس الشرقية، داخل وحول البلدة القديمة، مستمرة، دون الالتفات لقرارات اليونسكو ذات الصلة، والتي تعارض هذه الإجراءات الإسرائيلية، وتعتبرها غير شرعية، ومنها النفق الذي يربط منطقة سلوان بالبوابة الجنوبية الشرقية للبلدة القديمة، وهدم ما تبقى من جسر باب المغاربة والتخطيط لبناء جسر جديد في الموقع، وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي تُشير بوضوح لمحاولة الجانب الإسرائيلي تغيير طابع القدس الشرقية وهويتها وأماكنها المقدسة.
وعبّر جودة عن رفض الحكومة الأردنية للمشاريع الإسرائيلية التي تهدد بتغيير هوية القدس الشرقية وطابعها، ومنها: مشــروع القطار الخفيف، والعــربات المعلّقة (cable car)، وموقف سيارات “جفعاتي”، وتوسعة مبنى “شتراوس”، ووضع منبر في ساحة البراق.
وأكد أن هذه المشاريع والإجراءات مقرونة بدعوة قيادات إسرائيلية، ومنهم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، للتقسيم الزمني للحرم القدسي الشريف، لا يمكن النظر إليها إلا على أساس أنها أصبحت تياراً رئيساً في إسرائيل يتبنى تغيير طابع القدس الشرقية، وفرض واقع جديد على المصلين المسلمين وخاصة منعهم من الدخول وتقييدهم، وفي المواقع المقدسة للمسلمين والمسيحيين.
وشدد على أن الأردن، وجلالة الملك عبدالله الثاني، ومن منطلق مسؤوليات جلالته التاريخية، كصاحب الوصاية وخادم الاماكن المقدسة في القدس، يحذر من هذه التطورات الخطيرة، ويؤكد أن هذه الاستفزازات الإسرائيلية من شأنها تقويض الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام، التي يدعمها الأردن بكل قوة و يؤمن بها، كما أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تعتبر استفزازاً صارخاً للمشاعر الدينية والوطنية للأمتين العربية والإسلامية، وتتسبب بالتوترات والاضطرابات المستمرة