استمعنا له في التلفزيون الأردني والتقيناه في جريدة الرأي وأمس في جامعة عمان الأهلية وتابعناه في عديد من المواقع العامة في المحافظات وحتى الأماكن البعيدة والهدف بناء علاقة أمثل بين المواطن وجهاز الأمن واليوم تعود مديرية الأمن العام لتجسيد عملها للسنوات الثلاث المقبلة (2013-2016) في خطة جديدة عملية تضمن لجهاز الأمن العام انطلاقة جديدة عملية ومناسبة يقترب فيها جهاز الأمن العام من المجتمع ويعكس طلباته ويحقق مطالبه بصورة تفاعلية يطلع من خلالها المواطنون على عمل الجهاز وفي نفس الوقت يمتحن الجهاز قدراته في أن يجعل المنسوب الأمني يواكب التطور المجتمعي في الرد على التحديات..
كنت أستمع لمدير الأمن العام الفريق الركن توفيق حامد الطوالبة الذي كان يخرج لتوه للالتقاء مع جمهور عريض من المواطنين الطلبة وغيرهم في جامعة عمان الأهلية ضمن برنامج مديرية الأمن العام لشرح خطتها ونقاش المواطنين فيها، ولعل اختيار التجمعات الأهلية الشبابية والعامة في الجامعات ومراكز المحافظات وحتى الأطراف هو الأمثل لشرح الخطة التي وضعتها المديرية وبدأت في تنفيذها تعكس مدى التبدل الملموس الذي بدأ يدركه المواطن في الانتقال بجهاز الأمن العام من مرحلة إلى أخرى..
لن تصلح الأمور دفعة واحدة هكذا «بقلم قايم» كما يقولون أي بين عشية وضحاها ولكن الخطة الجديدة والعزيمة المتوفرة الآن والتي لمستها عياناً وعن قرب لدى مدير الأمن العام وفريقه في الحلقات الضيقة والواسعة .
تحدثت مع مدير الأمن عن الخطة وأهميتها وجدواها وما إذا كانت خطة ورقية الهدف منها تقليدي لتعبئة برامج الخطط الموصولة ام تأتي استجابة لضرورات الواقع ومعالجة القضايا العالقة والطارئة والمستجدة التي يعيشها بلدنا والتي يلعب فيها الأمن العام دوراً أساسياً وحيوياً..
الاجابة كانت أن الواقع هو الذي املى هذه الخطة وهي مختلفة عن ما سبقها أو سواها وأننا والكلام لمدير الامن العام نشتق مهامنا ومهماتنا من الواقع القائم لنعالج ما فيه ضمن منظور استراتيجي يحفظ الأمن ويصون حقوق الانسان ويحمي من التعدي عليها وهي التوجهات التي نأخذها باستمرار من جلالة الملك قائدنا الأعلى..
لقد استبقنا صدور الخطة الأمنية في القيام بحملات أمنية على الواقع ونريد لهذه الخطة أن تغطي عملنا بشكل استراتيجي وشمولي يضمن استمرار منسوب نهج علمي في مكافحة كافة أشكال التسيب الأمني وسد كل الثغرات التي نشأت من مرحلة سابقة وإعادة بناء بيئة أمنية يساهم المواطن بدور واضح في بنائها واعمارها بجهده وفكره ومشاركته ولذا فإن المواطنين الآن واكثر من اي وقت مضى مدعوون لهذه المشاركة ولبناء هذه الشراكة من أجل مصالحهم وصونها والتقدم بها..
مدير الأمن لفت الانتباه الى بعض ما جاء في الخطة ملخصاً أن جهاز الأمن العام وصل الى مستويات متطورة «قادر من خلالها على تحقيق عدد من الأهداف ضمن محاور رئيسة هي الحد من الجرائم والحد من انتشار المخدرات وتعزيز السلامة المرورية وزيادة كفاءة منتسبي الأمن لاعام وفاعلية العمليات الشرطية والأمنية ورفع مستوى الجاهزية اللوجستية وتعزيز استخدام النهج الاستراتيجي في عملية اتخاذ القرار وتطوير الاعلام الأمني»..
ما استمعت اليه من المدير وما قرأته في الخطة أشعرني بالتفاؤل فقد بدأ الجهاز الاقلاع الى تحقيق الاهداف وبدأ المواطن يلمس متغيرات ولو أولية ستعقبها سيادة القانون الذي «خلخلت» سيادته في مواقع عدة وهذه ليست مسؤولية الأمن العام وحده وان كنا دائماً نتطلع إلى هذا الجهاز كأداة فاعلة لحماية القانون..ننظرالى الخطة بتقدير ونتوقع انجازات أكبر قادمة..
سلطان الحطاب/خطة استراتيجية جديدة للأمن العام
22
المقالة السابقة