عروبة الإخباري – اكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان توفير التعليم ليخدم اعدادا كبيرة يجب ان لا يكون على حساب النوعية فيما يقدم من تعليم فاعل، لان مقياس النجاح ليس في اعداد الاطفال المندمجين بالمدارس، ولكن ايضا، بما يتعلمونه.
جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها في جلسة عقدت امس في نيويورك لمبادرة “التعليم اولا” العالمية، جرى خلالها مناقشة توصيات مشروع قياس التعليم المقدمة من قبل فريق عمل دولي، كما شهدت الجلسة اطلاق معايير قياس التعلم وتحسين نوعيته ومخرجاته.
وامام اكثر من 250 شخصية عالمية من مؤسسات حكومية ومنظمات عالمية ومنظمات المجتمع المدني، طالبت جلالتها ان تركز المقاييس الجديدة على قياس التعليم بين الفتيات الفقيرات اللواتي يعشن في مناطق النزاعات، لان التعليم يمكن ان يكون له اكبر تأثير على حياتهن.
وقالت ان رغبة الاهل في ضمان مستقبل اطفالهم من خلال تشجيعهم على دخول المدارس تتبدل إلى خيبة امل كبيرة عندما يكتشفون بعد 3 او 4 سنوات ان اطفالهم الملتحقين في المدارس غير قادرين على القراءة او الكتابة.
وأضافت ان تلك النتيجة ليست الاسوأ ولكن يتبعها ما هو اكثر خطورة ويكمن في ترك الأطفال لمدارسهم وتسربهم وسحب الفتيات بشكل خاص وبالتالي تدني معدلات التحاق الاطفال بالمدارس، وهذا لا يتوافق مع ما نتطلع وندافع من اجله.
وأكدت جلالتها ضرورة الاستمرار في العمل للوصول الى تعليم نوعي قائلة: “بعد ان ارتفعت امال الملايين من الاطفال والاهالي الذين يؤمنون بأن التعليم هو جواز السفر للنمو الاقتصادي، وهو الدرع ضد سوء التغذية والمرض، ونقطة الانطلاق نحو السلام، لا يمكننا الان التراجع”.
وأشارت جلالتها، وهي عضو اللجنة رفيعة المستوى التي اختارها الامين العام للامم المتحدة لرسم اجندة التنمية العالمية لما بعد 2015، الى ان اللجنة اقترحت ان يكون التعليم النوعي والمنصف في صميم اي اهداف جديدة، وأن يشمل جميع الاطفال، والشباب والكبار على جميع مستويات التعليم والتدريب.
وحضر الجلسة رئيسة مالاوي جويس باندا، والمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا ورئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، ورئيس وزراء بريطانيا السابق والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون التعليم غوردون براون، ونائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة غيتا راو غوبتا، والرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس مجلس ادارة اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الدكتور تيسير النعيمي احد اعضاء الفريق الدولي الذي شارك في وضع معايير قياس نوعية التعليم، ومديرة مركز التعليم العالمي في معهد بروكنغز ريبيكا ونثروب.
ونظمت الجلسة من قبل مركز التعليم العالمي في معهد بروكنغز، ومعهد اليونسكو للإحصاء، ومبادرة التعليم اولا العالمية، والشراكة العالمية من اجل التعليم، واليونيسيف ومكتب الامين العام للامم المتحدة.
ومن جهة اخرى سلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله جائزة المواطنة العالمية للناشطة الباكستانية الملالا يوسفزاي المدافعة عن حق الفتيات في التعليم.
وهذه الجائزة اطلقتها مبادرة كلينتون العالمية عام 2007 لتكريم الافراد المتميزين في وضع حلول وتحقيق انجازات لتحديات عالمية ملحة من خلال عملهم في المجتمع المدني، والخدمة العامة، والاعمال الخيرية والانشطة المؤسسية.
ويوسفزاي البالغة من العمر 16 سنة، تلقت رصاصة في الرأس في تشرين الاول العام الماضي، عندما هاجم عناصر من طالبان الحافلة المدرسية التي كانت فيها، وأثار الاعتداء موجة من الامتعاض الدولي، واصبحت منذ ذلك الوقت مدافعة عن حق تعليم الشباب.
وتحدثت جلالتها عن تجربة يوسفزاي، وقالت ان قصتها هي بمثابة درس كيف يمكن لفتاة صغيرة ان تلهم التحرك العالمي لاحداث تغيير ايجابي. وشكرتها على جهودها لمناصرة حقوق الاطفال وخصوصا تعليم الفتيات.