هل يعرف فلاديمير بوتين أين تقع درعا في سوريا؟ بالطبع لا يعرف، تماماً مثل باراك اوباما، شريكه المضارب في رعاية الكارثة التي دمرت سوريا وقتلت اكثر من مئة ألف قضى آخرهم في الغوطتين مختنقاً بالغاز الكيميائي المحظور دولياً!
وهل يعرف بوتين، واوباما الذي وصفته “الواشنطن بوست” امس بالرئيس الواهن، ما حدث في 27 شباط من عام 2011، عندما أمر العميد عاطف نجيب رئيس فرع الامن السياسي في محافظة درعا، بتكسير أصابع مجموعة من الأولاد كتبوا على الجدار “الشعب يريد إسقاط النظام”؟ وهل يتنبه بوتين الى ان عشرات الآلاف من القتلى سقطوا منذ ذلك الحين وبالاسلحة الروسية التي دمرت وتدمر سوريا؟
يقول الرفيق بوتين في قمة “منظمة الامن الجماعي” انه لا يمكن تسوية الوضع في سوريا إلا عبر السبل السياسية والسلمية، وان اي تدخل خارجي باستخدام القوة سيكون انتهاكاً للقانون الدولي… صحيح جداً ولكن هل يتذكر انه افشل كل المساعي والحلول السلمية للأزمة، منذ ارسل سيرغي لافروف وتحديداً في تاريخ 27 تشرين الثاني الماضي الى الجامعة العربية، حيث قام اولاً برفض مبادرتها للحل على الطريقة اليمنية، ثم رافق نبيل العربي الى الامم المتحدة، التي كلفت كوفي انان ترتيب الحل فأفشله الاسد المدعوم من موسكو ثم افشل الاخضر الابرهيمي من بعده؟
وهل يعرف بوتين كيف اقتلع النظام حناجر الذين غنّوا للثورة السورية وكيف كسّر أصابع الرسامين الذين تناولوها؟ وهل يتذكر ان السوريين تظاهروا لمدة ثمانية اشهر تقربياً تحت وابل من رصاص النظام، وهم يصرخون “سلمية سلمية”، من دون ان تصدر موسكو بياناً او كلمة بشأن الحل السياسي، بل على العكس دعمت دائماً الحل العسكري واشترت له الوقت تلو الوقت معتبرة ان المعارضة مجموعات من الارهابيين؟
ان افضل ما قاله بوتين عن المأساة السورية هو اعلانه اول من امس “ان الجماعات المتطرفة في سوريا لم تأتِ من فراغ ولن تتبخر، وان مشكلة امتداد الارهاب من دولة الى اخرى مشكلة حقيقية يمكن ان تؤثرعلى دولتنا”، وهو يقصد الوضع في القوقاز، ولكن أوليس من واجب بوتين المنحاز كلياً الى جانب النظام وبطشه الدموي، وواجب اوباما المتعامي عن المذابح وقد صار واهناً حيال الكيميائي، ان يتذكرا، كل على طريقته، ان الارهاب تنامى في سوريا وقوي وتوسّع نتيجة إرهاب النظام الذي ارتكب المذابح في حين سهرت موسكو دائماً على دعم الحل العسكري بينما نامت واشنطن دائماً على الاهوال التي دمرت المجتمع السوري؟
نعم الارهاب لم يأتِ من فراغ بل من الحاضنتين الروسية الحمقاء والاميركية العمياء، وهو لن يتبخر، والدليل خلاف الحاضنتين المعيب على طمس معالم جريمة الغوطتين!