عروبة الإخباري – اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن اتهام أي جهة غير النظام في استخدام السلاح الكيماوي في سوريا يعد إهانة للعقل البشري، منتقداً سياسة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، داعياً الحكومة المؤقتة إلى اتخاذ إجراءات ديمقراطية وحماية حقوق الانسان، في حين دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى ضرورة ردع الرئيس السوري من ارتكاب مزيد من الجرائم، مشيرا إلى ضرورة العمل لتتوقف الحرب في سوريا والتي وصفها بأنها الأكثر دموية منذ بداية هذا القرن.
وجدد الرئيس باراك أوباما التزام الولايات المتحدة بدعم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للخروج من الأزمات الداخلية والبينية التي تعانيها، محذرا من «فراغ قيادي» ستعانيه المنطقة في حال استنكفت واشنطن عن القيام بذلك الدور. وقال أوباما في كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة في الأمم المتحدة بمدينة نيويورك: إن الولايات المتحدة جاهزة لاستخدام كل خياراتها بما فيها القوة العسكرية لضمان مصالحها الحيوية في المنطقة، وحماية حلفائها، وأيضا للمحافظة على تدفق الطاقة من المنطقة إلى العالم، ودعا روسيا وإيران إلى التخلي عن فكرة بقاء الأسد في السلطة.
وشدد أوباما على أنه من «مصلحة الولايات المتحدة أن يكون هناك شرق أوسط مزدهر ديمقراطي يسوده السلام»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن تحقيق ذلك بالقوة» خصوصا وأن العراق أثبت أن الديمقراطية لا يمكن تحقيقها بالقوة.
وانتقد الرئيس أوباما قيام نظام بشار الأسد في سوريا بمواجهة «المظاهرات السلمية بالعنف»، كما انتقد بشدة حلفاء الأسد الذين «استخدموا مصطلح السيادة لحمايته»، وتساءل قائلا: «كيف نرد على الصراعات بين الدول أو داخل الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ ما هو دور القوة في وجه الصراعات؟ ما هو دور الأمم المتحدة والقانون الدولي؟».
وطالب أوباما الأمم المتحدة بتنفيذ قرار حظر الأسلحة الكيميائية، الذي وافق عليه 95 في المئة من سكان العالم، وشدد على أن الأدلة المتوفرة تشير إلى استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين و«أن يقترح أحد أن جهة غير النظام إساءة للعقل البشري».
وأوضح أوباما أن التهديد العسكري دفع مجلس الأمن للتحرك، مشددا على أنه يفضل دائما «حلاً دبلوماسيا للأزمة فقد توصلنا إلى اتفاق لوضع حد للأسلحة الكيميائية السورية».
وأفاد أوباما أيضا بأنه يؤمن بأن أميركا أو أي دولة أخرى «يجب ألا تقرر للسوريين من يحكمهم، لكن رئيسا استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه لم يعد يستحق قيادة هذا الشعب»، ودعا الجهات الداعمة للمعارضة السورية المعتدلة إلى «أن تقول لها يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وأن يجيبوا على تخوفات العلويين»، وقال: إن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في «رخاء شعبها وجيرانها وتدمير الأسلحة الكيميائية وأن لا تكون ملجأ للإرهابيين».
وأعلن أوباما أن واشنطن قدمت 340 مليون دولار بالإضافة إلى مليار دولار أخرى لدعم سوريا.
وأشار أوباما أن الولايات المتحدة ملتزمة بمنح فرصة للمسار الدبلوماسي مع إيران، وأنها ستواصل دعمها للمسار التفاوضي بين إسرائيل والفلسطينيين، ولإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، مؤكداً أن الدبلوماسية الأميركية ستركز في المرحلة المقبلة على الملف النووي الإيراني والصراع العربي-الإسرائيلي.
وأشار الرئيس الاميركي إلى أن إدارته ستسعى لإنجاح المسار الدبلوماسي في حل أزمة الملف النووي الإيراني، مضيفا أنه وجه وزير الخارجية جون كيري للعمل مع الدول الأوروبية لإنجاح هذا المسار بعد إشارات وصفها بالإيجابية من الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني.
وقال: «نحن مصرون على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكن لا نسعى لتغيير النظام، ونحترم حق الشعب الايراني في امتلاك الطاقة النووية واستخدامها».
أما بالنسبة للصراع العربي-الإسرائيلي، فجدد الرئيس الأميركي التزام إدارته بحل الدولتين، قائلا: إن الاستقرار لن يتحقق في المنطقة دون وجود دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، موضحاً أن الولايات المتحدة ملتزمة بقيام «دولة مستقلة يعيش فيها الشعب الفلسطيني بأمن وسلام».
الملف المصري
وتحدث أوباما مطولاً أيضا عن صعوبات التحول الديمقراطي في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحديدا في مصر. وانتقد سياسات الرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفاً القول: «سنحافظ على علاقتنا مع الحكومة الانتقالية في ملفات معاهدات كامب ديفيد ومحاربة الإرهاب، سنستمر في تقديم المساعدات في نطاق التعليم وغيره لكن أخرنا بعض الدعم العسكري»، حاضاً الحكومة المؤقتة على اتخاذ إجراءات ديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.
هولاند
من جانبه شدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كلمته على ضرورة ردع الرئيس السوري بشار الاسد عن ارتكاب مزيد من الجرائم، مشيرا الى انه «ينبغي ان نعمل لتتوقف الحرب في سوريا وهي الاكثر دموية منذ بداية هذا القرن». وإذ شدد على أن «الحل في سوريا سياسي»، لفت إلى أن الضغط الذي قامت به فرنسا الى جانب دول أخرى بعد استخدام السلاح الكيميائي أعطت نتائجها»، موضحا ان «اللجوء الى الفصل السابع يهدف لإجبار الاسد على الالتزام بتعهداته».
وحذر هولاند من ان «لبنان مهدد مباشرة في وحدته ووئامه بسبب امتداد الازمة السورية إليه، فحوالي 20 بالمئة من سكان لبنان أصبحوا من السوريين»، مؤكدا «أننا نعلم مدى ما يبذله لبنان لاستقبال النازحين».
وشدد على ان «مؤتمر جنيف 2 يجب ان ينعقد في اقرب فرصة وهو ليس اجتماعا للكلام بل ينبغي ان يكون مؤتمرا لنقرر ما هو الهدف، ووضع حكومة انتقالية تتمتع بكل القدرات التنفيذية لإعادة السلام المدني وحماية كل الجماعات وتنظيم الانتخابات بسوريا». وأعلن «أننا نرحب بكل الدول في جنيف 2 التي تقبل بالتقيد بالحل السياسي».
كلمة كي مون
وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتح الجمعية العامة الـ68 للمنظمة الدولية داعياً إلى محاسبة مستخدمي الأسلحة الكيميائية في الهجوم الذي وقع قرب دمشق في أغسطس الماضي، واصفا إياه بأنه أسوأ هجوم بهذه الأسلحة في ربع القرن الماضي. كما رحب باستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن اللجنة الرباعية ستلتئم هذا الشهر في نيويورك للدفع قدما بهذه المفاوضات من أجل تحقيق حل الدولتين.
كما وجه نداء لمساعدة الدول الفقيرة وخاصة في أفريقيا، مشيرا إلى أن عام 2015 فرصة تاريخية لتحقيق أهداف الألفية التي رسمتها الأمم المتحدة.