تحمل عمان من بين أبنائها عمدتها لتكلفه بخدمتها فالرجل لم يزل يعتقد أن اجمل الاشياء ما زال لم يقدمها جاء من بين قائمة محترمة من الشخصيات المتنافسة وقد حمل خبراته المتعددة والغنية من التعليم إلى الملكية الأردنية وقد كان احد قادتها وهناك تعلم وعلم إلى السياحة وحقولها التي زرعها وجنى منها أطيب حصاد فما أن تذكر السياحة حتى يذكر عقل بلتاجي فقد كان فيها مبادراً ورجل علاقات عامة من طراز رفيع أدركنا ذلك حين زار البابا الأردن وحين استطاعت وزارة السياحة أن تعيد وضع المغطس على خارطة الوطن وحين أعادت تعريف أهمية أم الرصاص (أم الكنائس) «فاتيكان الشرق»..
لقد كان في كل يوم مع جديد..ولعل اعادة تنظيم البترا كان شاهداً..أما ما قدمه في العقبة حين أنيط به ادارة سلطتها فما زالت بصماته ماثلة في هذا البعد الجمالي والمعماري الذي ما زلنا حين نراه نربطه بفترة عمله في منطقة الحمامات التونسية وفي ميادين العقبة وانتشار الدرابزينات الأنيقة وحتى في لون التكسي وفي كون رئيس السلطة يوقظه ان يقال أن أحدهم قد رمى نفاية في الشارع أو أساء استعماله..كنا نراه يلبس ملابس خاصة بالعمل الميداني وكأنه جاء من فريق تطوع ياباني أو كوري، تلك البدلة الداكنة وذلك النفس الطويل من الصبر على التطوع والبناء واقناع الآخرين وحشدهم على نفس الأهداف..
عمدة عمان الآن يتقدم للامتحان بين يدي المدينة التي أحبها والتي جعلها الهاشميون عاصمتهم وعرينهم ليليق بها كل جهد مبدع وكل عمل مخلص فماذا هو فاعل وسط هذه التحديات التي تعجم الأعواد الصلبة وينوء بها أو عنها الكثيرون..
يأتي «العمدة» والمطلوب أن يعيد انتاج تجربته الناجحة في العقبة تجربة الميدان ليكون حاضراً الان في كل مواقع وميادين عمان واحيائها الغنية والفقيرة والمتحولة فعمان ليست «كناسة وحراسة» كما فهم بعض من عملوا فيها وانما هي جسم حي جميل ينمو «وليس بالخبز وحده يحيا الانسان» ولذا فإن عمان بحاجة إلى تجديد انطلاقتها وصقل روحها..بحاجة الى كل اللمسات الجميلة والمريحة والفاعلة..إلى الأدب والثقافة والفن والجمال وإلى جعل تنفسها سالكاً وهي تختنق في أزمات مرورية مفتعلة أو ما زالت بحاجة الى جراحين أكفاء..بحاجة الى إعادة تعريف ميادينها وانعاش أبنائها من العمانيين المخلصين ليفزعوا لها عطاء وتبرعاً ووفاء بالتزامات..بحاجة إلى تجديد توأمتها من عواصم فاعلة ومؤثرة وإلى إعادة ربطها بالجديد والحديث والمتطور في عالم المدن الحديثة إذ يليق بعمان أن تكون في المقاعد الأولى بين المدن المتميزة وهذا ما يصبو اليه أمينها..
ما زالت عمان جميلة ولكنها بحاجة إلى من يمسح عنها بعض التعب والارهاق والترهل ومن يسوقها في مكانها وفي اقليمها فقد عرفنا الكثير من جمال عمان وروعة وصفها وطيب معشرها من زوارها العرب الذين يتغنون بها..بماضيها التليد وبحاضرها الذي لم تبلغ ما بلغت فيه طوال عشرة آلاف سنة ما بلغته الان في عهد الملك عبد الله الثاني الذي جعلها عنواناً للأردنيين والهاشميين وللأمة والاسلام والعروبة والاعتدال والسلام..
أمام عمدة عمان الجديد مهام كبيرة لن ينجح فيها لوحده فهو الذي قال أمس (يد واحدة لا تصفق) ودعى إلى العودة إلى الميدان من أجل التقاط نبض عمان ووضع اليد عليه وأخذها إلى مشوار الصباح الجميل لتركض معبرة عن جمالها ومشوارها المسائي وهي تحتفل برقتها وجمال طقسها وعذوبة أوقاتها وأهلها الطيبين..
ندعو «العمدة» الأمين الجديد أن يشكل فوراً مجموعات «أصدقاء عمان» وسيجد الآلاف الذين يقولون له «حاضر» من المتطوعين من الشباب والشابات في كل الميادين والذين سيكونون الأبناء الأوفياء لاسناد هذه الأم الجميلة..شبابنا هنا بحاجة الى أن يتعلموا التطوع والعمل الجماعي في خدمة مدينتهم نظيفة اكثر انسانية وتحضراً وأقل عنفاً ومللاً وفوضى..لقد وصل المدرب الان..وصل المايسترو.. فلنبدأ فعمان بحاجة الينا جميعاً لنقبل رأسها ووجنتيها صباحا ومساء لأنها تعطينا السكينة والمحبة والوحدة الوطنية المعافاة
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/مهام كثيرة أمام عمدة عمان!
14
المقالة السابقة