عروبة الإخباري – يضم كتاب (توقيعات عز الدين المناصرة : ابيجرامات شعرية مختارة) الصادر حديثا عن دار الصايل بعمان ، مجموعات من قصائد المناصرة القصيرة التي كتبها خلال نصف قرن من الزمان كومضات شعرية تتناغم مع مفهوم الابيجرام او النقش الشعري كشكل حداثي يتناسب ومقتضيات العصر .
استوحى المناصرة مسمى التوقيعة على النمط الشعري (الابيجرام) من بين قصائده المعنونة المقطعات ومن التوقيعات النثرية العباسية , فجاءت توقيعاته تحمل فرادة وخصوصية قل نظيرها في الشعر العربي الحديث .
يعتبر المناصرة من ابرز شعراء القصيدة العربية الذين استخدموا التوقيعة الشعرية بتركيز العبارة وتكثيف الفكرة في الفاظ متعددة , حيث كرسه العديد من النقاد كواحد من رواد قصيدة التوقيعة (الابيجرام) في الشعر العربي الحديث، نظرا لكثرة ما كتب فيها منذ منتصف ستينيات القرن الماضي تعبيرا عن حالة ومزاج شعري يميل الى التأمل الفلسفي باسلوبية التوقيعات او البرقيات او الابيجرامات .
غالبا ما يجري تعريف هذا النوع من الابداع بانها تلك القصيدة القصيرة جدا التي تتسم بالتوتر والرشاقة والسرعة وذات التركيز والايجاز والكثافة عصبها المفارقة الساخرة والايحاء والانحياز والترميز وذات قفلة قاطعة حاسمة مدهشة ومتقنة وتتلاءم مع الحالة .
توقيعات المناصرة تعبر عن المألوف بكلمات سائدة مستقاة من واقع الحياة المعيشية .
يتمحور هذا النوع من القصيدة حول ذاتها في استقلالية او تكون مجتزأة ، يمكن اقتطاعها احيانا من بناء قصيدة طويلة وهي في شفافيتها وسرعتها تشبه ومضة البرق ويجري توظيفها احيانا في اساليب سردية، يرى فيها البعض من النقاد قصيدة قصيرة جدا، لكن ليست كل قصيدة قصيرة هي (توقيعة).
ويشتمل الكتاب على ملاحق تعنى بدراسة هذا النوع من القصائد الشعرية كتبت باقلام باحثين ونقاد هم : شعرية التوقيعة (الابيجرام) من طه حسين الى عزالدين المناصرة (مازن عبدالله) ، شعرية التوقيعة لدى عزالدين المناصرة (ايمان بن اوذينة)، قصيدة التوقيعة: الاشكالات النصية، والممكنات الشعرية (فتحية كحلوش) .
الشاعر المناصرة صاحب جملة من الاصدارات والمؤلفات الابداعية في الشعر والدراسة والبحث والقراءة النقدية منها : يا عنب الخليل، جفرا، رعويات كنعانية، علم الشعريات، جمرة النص الشعري، الهويات والتعدديات اللغوية، الفن التشكيلي الفلسطيني .