سررت ان يكون اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات مديراً عاماً جديداً لمؤسسة المتقاعدين العسكريين (المؤسسة الاقتصادية الاجتماعية للمتقاعدين العسكريين) فهذا الرجل أعرفه ولديه تصورات وطنية واضحة ساهم بها في النقاشات المتصلة في جمعية الشؤون الدولية حيث تزاملنا في هيئتها الادارية وأعتقد أن تصوراته سوف تنعكس على عمله حرصاً ومتابعة وقدرة على خدمة المنتسبين لهذه المؤسسة التي يحرص القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعمها والارتقاء بها..
كانت القوات المسلحة الأردنية في مدخلاتها ومخرجاتها من المتقاعدين تحرص على أن يظل الجيش بعيداً عن السياسة ولكن ليس بعيداً عن المشاركة والهموم الوطنية وفي فترات مختلفة وأمام متغيرات عديدة اجتماعية واقتصادية كان لهذه الشريحة الهامة من التكوين العسكري وحتى من المجتمع الأردني آراء ومطالب جرى التعبير عنها بأشكال مختلفة وظلت الحاجة ماسة لتنظيم هذه المطالب ووضعها في اطاراتها الصحيحة وعدم تمكين أي طرف من استغلالها أو ركوب موجتها وكانت القوات المسلحة بمكوناتها وخاصة كبار ضباطها المتقاعدين ممن قدموا لوطنهم خلاصة جهدهم وسنوات عمرهم الأحرص على ابعاد هذه المؤسسة (الاقتصادية الاجتماعية) عن الاستقطاب أو التشتت أو الاضعاف وجعلها بنية متراصة قادرة على خدمة منتسبيها وفي نفس الوقت اسناد مجتمعها بما يتوفر لها من خبرة وقدرة وتنظيم
لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني المدير العام الجديد للمؤسسة اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات يخدم هذا التوجه الجديد لإعادة تنظيم هذه المؤسسة كما يخدم الرؤية الملكية في استمرار دعم هذه المؤسسة والحرص على تلبية مطالب منتسبيها وإبعادها عن اي استقطابات ذات طبيعة حزبية أو جهوية أو فئوية أو مصلحية..
لقد مر وقت على هذه المؤسسة المحترمة التي قدمت الكثير ونجحت في انجاز الكثير كانت فيه بحاجة الى اعادة انتاج مواقفها ودعم أهدافها ومطالبها وتوحيد صفوفها والتوافق في ادارتها الى أن اختارت من يقوم بذلك من الضباط المتقاعدين الاكفاء وهو ما يعوّل عليه الملك والمنتسبون او الذين سينتسبون لاحقاً من ارتقاء بهذه المؤسسة ومشاريعها واستثماراتها وتوسيع ذلك وتنويعه وتحسين شبكة علاقاتها واسنادها من جانب المؤسسة الأم القوات المسلحة والمؤسسات الأخرى الوطنية فهناك آفاق جديدة وكبيرة وامكانيات متجددة تنتظر هذه المؤسسة سيما وأن ارادة القائد الأعلى للقوات المسلحة تخدم هذا الاتجاه وتشجعه..ولعل هناك نماذج دولية وعالمية ناجحة في عديد من جيوش العالم ومؤسساته الشبيهة يمكن استلهام تجاربها وأوضحها تجربة الجيش المصري الاستثمارية وقدراته الخاصة في بناء مؤسساته الاجتماعية الاقتصادية الرديفة..
لقد استطاع الجانب التنموي للجيش العربي من السنوات الماضية أن يبرز في عدة مشاريع وفي الصندوق التنموي وصناديق الادخار وفي الشراكة ولكن ذلك لا يجوز أن يتراجع أو يتأثر كثيراً بالأزمة الاقتصادية العالمية بل لا بد من اعادة النظر في جملة النشاطات التي تهم المتقاعدين العسكريين واعادة انتاج طاقتهم ومبادراتهم وقدراتهم في بناء مؤسسات ناجحة وفي توفير فرص عمل مناسبة وحتى في استثمارات منافسة..فأجيال المتقاعدين واسعة والمتخرجون من التقاعد ما زالت أعمارهم متوسطة ويستطيعون العمل والانجاز ووضع افضل الخبرات في اطار عام جيد اذا ما توفرت لهم الامكانيات والإدارة الحريصة والملهمة والقادرة على التطور والتطوير والاستفادة من التجارب العالمية والانفتاح عليها ومن اعادة تأهيل المتقاعد وتدريبه والنهوض بدوره ومستواه وتوفير المؤسسات التي تضمن عملية استدامة الموارد المالية للمؤسسة
لدى اللواء ارديسات تصورات جيدة وهو قادر من خلال التوجيه الملكي على اخصابها والانطلاق بها الى الترجمة العملية وخاصة في مجال الاتصال والتواصل مع هذه القاعدة العريضة وبناء قاعدة معلومات دقيقة وتخطيط لمشاريع مشتركة وفي مستويات مختلفة بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والانفتاح بهذه المؤسسة على مؤسسات عالمية شبيهة والاستفادة من خبراتها وقيام شراكات حقيقية وعملية مع القطاع الخاص الأردني وحتى مع مؤسسات عربية مشابهة في جيوش عربية شقيقة..المؤسسة بحاجة الى تطوير عميق وسريع أعتقد ان وقته قد حان وان الملك أطلق شرارته ليمضي اللواء ارديسات وفريقه بذلك
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/انطلاقة جديدة لمؤسسة المتقاعدين العسكريين
16
المقالة السابقة