عروبة الإخباري – قال الناقد والفنان التشكيلي الزميل حسين نشوان ان «تجليات اللوحة لدى الفنان التشكيلي سعيد حدادين تعمل على تقديم ذلك الإبداع الرصين الذي يحفز عقل الإنسان ووجدانه وإنعاش ذاكرته البصرية وذائقته الجمالية».
واضاف في احتفالية أقامها منتدى الرواد الكبار تكريما للفنان حدادين وتجربته الإبداعية، وأدارها المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان، برعاية خبير المياه الدولي والوزير الاسبق المهندس منذر حدادين.. يعبر الرسام حدادين عن ذاته ببساطة وعفوية، وإنسانية، ينحاز للمظلومين والفقراء، زاهد في الحياة كثيراً، وهو صاحب موقف ورأي جريء يعلنه على الملأ في الحياة والوجود.
واوضح نشوان الذي سبق له وان قدم كتابا عن منجز حدادين التشكيلي أنه رغم دراسة حدادين الأكاديمية في أعرق المعاهد الروسية، وكان أول طلبة الفنون، إلا أنه «اختار التعبير فنيا في الرسم بعفوية، وعمق في آن معاً، وعندما اختار الوجه الإنساني فلأن الوجه هو مفتاح شخصية الكائن، ومن هنا اختار أسلوبه المتميز بكسر العناصر الكلاسيكية للرسم من خلال التكثيف والاختزال في الخط واللاتوازن في المتناظرات.
وفيما يخص رسوماته الكاريكاتورية أشاد نشوان «بشدة الاختزال، واللون الواحد والعمق في آن معاً»، ذاهبا للقول «أن حدادين ينشط في موضوع الكاريكاتير عند الأحداث، ومنها غزة وبخلاف الرسم والتخطيطات التي تشكل اشتغالاً يومياً، وكثيرا ما يكون جالساً مع الأصدقاء وينشغل بالتخطيطات، ومثلما يلتقط بعينه الكثير من المشاهدات التي يرسمها، فهو يلتقط الأفكار التي يعبر عنها في نصوص لا تبتعد عن رسوماته، حيث تمتاز النصوص بالتكثيف والمفارقة، فهي نصوص تبدو أحيانا تراجيدية موجعة، وأحينا أخرى كاريكاتورية مدهشة.
واستهلت رئيسة المنتدى هيفاء البشير الحفل بكلمة لخصت فيها مسيرة حدادين بالفن التشكيلي كصاحب عطاء يحمل هوية جعلت من إبداعه مدرسة تشكيلية لها رونقها الخاص والمميز، حيث بات اسم سعيد حدادين عبر مشاركاته الفنية المتعددة ومن خلال مقتنيات أعماله أحد أبرز رواد حركة الفن التشكيلي الاردني والعربي لافتة الى دوره الأكاديمي والتدريسي لعدد من الفنانين والفنانات،والارتقاء بجماليات ورسالة الحركة التشكيلية الأردنية لتأخذ دورها الذي تستحق في مسيرة الفن الانساني.
من جهته عبر راعي الحفل المهندس حدادين، عن فخره بالفنان سعيد حدادين، وببلدته ماعين، حيث انصرف إلى دراسة الفن والتخصص في مساراته وتشهد لوحاته عبر مسيرته الفنية إبداعه وتجلياته كواحد من رواد الفن حيث ابتدأ أردنياً وتدرج حتى اشتهر إقليمياً وعالمياً.
واشتمل حفل التكريم على اقامة معرض يضم 30 لوحة أبرزت التجربة الإبداعية للفنان بمراحلها المختلفة، وجلها من الوجوه التي اشتهر بها حدادين، ضمت ثلاث لوحات واقعية، فضلا عن بورتريه لوجه سيدة مادباوية باللباس التقليدي، ساد اللون الأزرق معظم لوحاته، فيما تصدرت «وجوه» سعيد وكلها لنساء ذاهبات في الحلم كما يبدو للمشاهد، الذي تبهره نظرة العين غير التقليدية، وملامح متشابكة وتفاصيل تحكي سيرة الوجوه.
وحدادين مواليد مأدبا عام 1945 وتمتد تجربته على نحو 40 عاماً حيث أقام عشرات المعارض في الأردن والبلدان العربية والأجنبية، يعد من طليعة خريجي الفنون وتتلمذ على يديه الكثير من الفنانين، ومرت تجربته بعدد من التحولات التي انتقل فيها من الدرس الأكاديمي إلى الواقعية فالرمزية ثم التعبيرية.
منتدى الرواد يكرم الفنان التشكيلي سعيد حدادين
32
المقالة السابقة