بممارساتها الأخيرة ضد المركز الثقافي المصري بغزة، واعتقالها لموظفين، وعاملين، ورئيس الجالية المصرية في القطاع، تكون حركة ‘حماس’قد قطعت شوطا طويلا علي طريق معاداة الشعب المصري، واستنفار قواه الحية والفاعلة ضد ممارساتها التي باتت تصب في خانة المعادين للشعب والوطن والأمن القومي المصري.
حركة ‘حماس’علي هذا النحو تنتهج خطا معاديا، متطرفا، يضع الحسابات الحزبية والسياسية والدينية الضيقة، علي حساب مصلحة الشعب الفلسطيني والعلاقة التاريخية التي ربطت بين الشعبين الشقيقين في مصر وفلسطين.
لقد بدا واضحا منذ صعود جماعة الإخوان للحكم في مصر، أن الحركة في غزة تحولت إلي أداة في يد الجماعة، تنفذ عبرها مخططاتها في تحقيق السيطرة والهيمنة بالبلاد، وهي في سبيل ذلك ارتكبت من الجرائم في حق المصريين ما لم يجرؤ عليه أي طرف عربي عبر التاريخ.. فمن اقتحام السجون المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبعد جرائم القتل والتخريب التي ارتكبتها عناصرها بحق ضباط وجنود ومواطنين مصريين.. إلي ما تردد عن دور للحركة وعناصرها في اغتيال شهداء مصر الستة عشر من الضباط والجنود الذين استشهدوا علي يد عناصر الغدر والإجرام لحظة الإفطار في رمضان
قبل الماضي.. إلي الوقائع المخزية التي ضبطتها أجهزة الأمن المصرية وقوات الجيش الوطني والتي تؤكد ضلوع عناصر تابعة لحركة حماس في العمليات الإجرامية التي تشهدها مناطق سيناء المختلفة.. وهو أمر لن يصمت المصريون أمامه طويلا خاصة بعد أن شهدوا بأنفسهم الخسة والنذالة التي استخدمت في تنفيذ هذه الجرائم النكراء.
وأخيرا جاءت واقعة اقتحام المركز الثقافي المصري في غزة وكأن الحركة تعاقب مصر علي تضامنها ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعمها المتواصل لقضيتهم الوطنية، وهو ما حملها الكثير من الأعباء والتداعيات ايمانا من جانب مصر بموقف الشعب المصري المساند لقضيته المركزية، قضية شعب فلسطين، والتي هي أكبر وأنبل من حركة لا تعرف من قضية هذا الشعب العظيم، غير تحقيق المصالح الحزبية الضيقة، وإحراز المكاسب الزائلة.
هذا التصرف المقيت لحركة ‘حماس’، ليس بغريب عن هؤلاء الذين خانوا سوريا، الوطن والشعب، والتي احتوتهم عبر تاريخها داخل أراضيها، وتحملت من أجلهم الكثير، بعد أن وفرت لهم الأمن والمأوي.. وحملت قضيتهم علي عاتقها لفترة تجاوزت الستين عاما.. فحين تعرضت سوريا لمؤامرة كبري تشارك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وقوي غربية وعناصر عميلة ومتطرفة، أغمدت حركة حماس ‘خنجر الخيانة’في ظهر سوريا، وبرهنت علي نذالة قادتها الذين ارتموا في أحضان الامارة العميلة ‘قطر’.. واختاروا حياة القصور والفنادق الراقية، علي حياة المخيمات التي يعاني أبناء الشعبالفلسطيني فيها علي مدار عقود من الزمان لقد أثبتت الأحداث، والأيام، أن حركة ‘حماس’وقادتها لا يختلفون عن قادة جماعة الإخوان، أسيادهم وقادتهم.. فالكل سواء.. وكما خان الإخوان مصر الوطن والشعب، وارتكبوا الجرائم النكراء، فها هي الحركة العميلة والتابعة لهم في غزة تمارس ذات الممارسات مع أبناء الشعب المصري الذين تعرضوا للخطر وتواجدوا في قطاع غزة دعما لأبناء الشعب الفلسطيني، في القطاع والذين يسيطر علي مقاليد أمورهم من لا يدرك حقيقة قضيتهم، والدفاع عنها.
سوف تظل مصر مدافعة أصيلة عن حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وكرامته ودحر العدوان الصهيوني، ولكنها لن تغفر لهؤلاء الذين تنكروا لكل القيم العربية، وشاركوا في مؤامرة قتل المصريين، والتواطؤ علي الوطن العظيم.