« الطريش مصري و البليط كذلك , السمكري أو المواسرجي سوري , وفني التدفئة والتبريد كذلك وكذلك الحال في عشرات المهن الأخرى « فأين الأردني من كل ذلك؟..
من منا لا يرى هذا المشهد في ورش العمل يوميا وفي الأسواق وفي المصانع يوميا , ومن منا لا يتوقف ليسأل ذات السؤال الذي طرحت , أين المهني والعامل والفني الأردني بين كل هؤلاء ؟.. هو غائب عن المشهد , وهو قد إنسحب تماما من الساحة .
الأردني في بلاد الغربة يقبل عملا لا يقبل به في بلده , بعيدا عن الأسباب المجتمعية في تفسير هذه الظاهرة التي تنقلها لنا مئات الروايات عن أردنيين عملوا في الغربة سواء في بلدان عربية أو في أوروبا وأميركا , ممن سجلوا قصص نجاح أعقبت كفاحا ومعاناة , بدأت بعامل في مطعم أو محطة محروقات وغيرها من المهن المرفوضة أردنيا , وإنتهت بتملك مطعم ومحطة محروقات , كما في القصص , يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بأم العين , في مئات العمال الوافدين في المرافق والمشاريع وغيرها من المهن .
لن نكرر الأسباب التقليدية للبطالة فهي معروفة ولن نكرر سرد الأسباب غير التقليدية , مثل ثقافة المجتمع والإستنكاف عن المهن ورفض التدريب وتفضيل مستويات مريحة في بيئة العمل , لكن يكفي أن نقول هنا أن الاقتصاد قادر على توفير فرص عمل بدليل أن لا يد عاملة وافدة متعطلة , لكن ينبغي أن نتيقن أن مقدرة الإقتصاد على توليد فرص عمل عملية لم تعد مطلوبة حكوميا , وأن التذرع بسوء بيئة العمل والأجر بالنسبة للعامل أو المهني الاردني لم يعد مقبولا , والا ما تفسير إستمرار مئات الألاف من العمالة الوافدة في ذات بيئة العمل التي يشكو منها الأردني .
تتوزع العمالة الوافدة في المملكة على قطاعات وأنشطة اقتصادية وتجارية وخدمية عدة في مقدمتها القطاع الزراعي بنسبة 27% و الخدمات الاجتماعية بنسبة 26% و الصناعات التحويلية بنسبة 20% والتجارة العامة والمطاعم والفنادق بنسبة 13% و البناء والانشاءات بنسبة 11% و3% لباقي القطاعات .
معدل تحويلات العمالة الرسمية المسجلة في بيانات وزارة العمل من أموال الى الخارج تبلغ نحو نصف مليار دينار سنويا ومثلها أو أقل من غير المسجلين .
بالمقابل فإن نحو 940 ألف أسرة أردنية او ما يقدر بنحو 5 ملايين من إجمالي عدد الاسر البالغ مليون و132 الفا أي بنسبة 83 % من مجموع السكان المقدر عددهم بنحو ستة ملايين و111 الفا يعتمدون على المالية العامة كمصدر دخل رئيسي .
ليس صحيحا أن اتدني الأجر أو بيئة العمل أو شح الفرص سببا في التبطل , فالأرقام والإحصاءات وما نشاهده بأم العين تفند هذه الإدعاءات
qadmaniisam@yahoo.com
عصام قضماني /أين الأردني ؟
20
المقالة السابقة