تتجلى العفونة، والتلوث، برائحة تزكم الأنوف والضمائر، حين نقرأ ونسمع أخبار على هيئة بشائر وأمنيات، وكأن حلما جميلا وأملا عريضا يتحقق، حين يتم ضرب أو حرق وتدمير ما تبقى من سوريا، وعلى الرغم من أن قصة الكيماوي المتسلل من الحرب السورية واردة، إلا أن الخطر الأكبر بل الطامة الكبرى أن هؤلاء فرحون بأن سوريا ستتعرض للتدمير على يد الوحش الأميركي!
لا يمكن أن نصف طيب و»زكاوة» عطر ما لشخص فقد حاسة الشم، ولا يمكن أن نتحدث عن الكرامة أمام شخص لم يعرفها يوما أو يشعر بها، ومن الطبيعي أن الذي لا يشعر بانتماء لوطن ما أن يفرح ويروج لضرب سوريا العربية الشقيقة من قبل أعداء الإنسانية خدمة لأعداء العرب، ولا أدري كيف أصبحت أمريكا منقذا للشعوب وللإنسانية من الظلم والطغيان، وهي نفسها التي قام جيشها «الإنساني» بجريمة «هيروشيما وناجازاكي»، واحتفت بالجريمة وبمنفذيها منذ أن فعلوها.. وكيف أصبحت أمريكا «حبيبة الشعب السوري» بعد أن «وقعت» يوما في غرام الشعب العراقي، ثم حرقت أطفاله في ملجأ العامرية، وفي سنوات حصار ظالم قتلت ملايين الأطفال العراقيين، علاوة على إطلاق يد «إنسانيتها» في العراق منذ أكثر من عقدين، ومازالت أنهار دماء العراقيين تتدفق حتى يومنا هذا..كيف يكون إنسانيا هذا الذي يصمت بل يدعم الجريمة الصهيونية في فلسطين؟.. أي أبله يصدق أن للإنسانية والعدالة مكانا في سياسة أميركا تجاه العرب؟!.
كيف يفرح هؤلاء ويسطرون الأخبار والفبركات الاعلامية والتقارير الملفقة، ويزكمون أنوف الناس بأخبار تبشر بضرب بلد عربي شقيق؟ هل لدى هذه الكائنات كرامة أو إنسانية؟.. تخيلوا أن هؤلاء يحكمون أو لهم علاقة بقرار سيادي، ماذا سيفعلون بالناس حينئذ؟ وكم سيقبضون ثمنا لبلدانهم؟
الشعب يريد واقيات للعيون وللأنوف من شر هؤلاء وما يسطرون، الشعب متعب.. ولا يحتاج الى مزيد من أزمات وتحديات، .. والشعب يريد هذه المرة ورقة أكبر، لتسجيل عدد الخيبات والمآسي والنكبات، التي تتمخض عن دمار سوريا وتعميم الفوضى والقتل بأياد عربية وبمال عربي.. الشعب جميل.. الشعب حبيب الشعب.
الشعب مخنوق من تلك الرائحة..الشعب يريد «شوية هوا»..هوا.
الشعب يريد «أوكسجين».
ibqaisi@gmail.com