أعرف أن العالم العربي يجتاحه إعصار سياسي ومعارك بين الحق والباطل في مصر راح ضحيتها مئات من الأبرياء وسجون مكتظة بأصحاب الرأي وقيادات سياسية مصرية. في تونس الحال ليس بأحسن حال من مصر والسودان والمغرب والجزائر واليمن أما الصومال فقد أسدل عليها ستار النسيان العربي حتى إن وسائل الإعلام العربي لم تعد تذكره.
أعرف أن الشرق العربي كله على حافة الهاوية، أساطيل تحيط به جوا وبرا وبحرا جراء طغيان النظام السوري بقيادة بشار الأسد وما ألحقه بالإنسان السوري وما تملكه الأرض السورية من خيرات. لقد كان بإمكان بشار الأسد وحكومته العتيدة الاستجابة لمطالب الشعب السوري قبل عامين ولكنه طغى وتجبر واعتقد بأن بيده كل وسائل القوة والإكراه لإخضاع الشعب السوري العظيم لإرادته، يعينه في ذلك القوة الإيرانية بكل ما تملك من قوة عسكرية وتنظيمية ونفوذها في لبنان والعراق يعينها في ذلك روسيا والصين ونسي بشار الأسد أن إرادة الشعوب لا تقهر مهما طغى وتجبر الحكام.
الكل في الوطن العربي الكبير يده على قلبه ينتظر ما ستطالعنا به الأيام القادمة من كوارث تبدأ من دمشق ولا يعلم نهايتها إلا الله.
أهرب من هذه الأجواء حالكة السواد وألتفت إلى مقالة للأستاذ جهاد الخازن ذلك الصحفي المرموق الذي لا يخلو قصر أمير أو ملك عربي أو رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو وزير متنفذ إلا وله قدم فيه وله كلمة أزعم أنها مسموعة. الأستاذ جهاد الخازن كتب في عموده اليومي المعروف في جريدة الحياة عن التحرشات الجنسية في قصور ومكاتب وبيوت رؤساء حكومات ووزراء الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. لقد استدعى من سجله الصحفي المملوء بالمعلومات المؤكدة علاقات وزير الدفاع البريطاني جون برو فيومور مع الغانية كرستين كلر في حقبة الستينيات عندما كانت الحرب الباردة على أشدها بين الشرق والغرب لكنه لم يخبرنا عن مدى تأثير تلك العلاقات غير الشرعية مع غانية مشهورة على مجريات الأحداث في وزارة الدفاع البريطانية التي كانت في مواجهة حرب كونية نووية في ذلك الزمان، وكانت لندن تعج برجال المخابرات السوفيتية في حينه الأمر الذي أدى إلى طرد الكثير من الدبلوماسيين السوفييت وبعض مواطنيهم من بريطانيا لاتهامهم بالتجسس.
يذكر أستاذنا العزيز جهاد مغامرات الرئيس الأمريكي جون كندي النسائية خاصة مع الغانية مارلين منرو في حقبة الستينيات من القرن الماضي، وكما هو الحال مع بريطانيا كانت الدولتان تعيشان في حالة حرب باردة مع الاتحاد السوفيتي، واشتدت الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي آن ذاك بسبب نصب الصواريخ السوفيتية على تخوم الولايات المتحدة الأمريكية في كوبا. والسؤال الذي يطرح نفسه ألم يؤثر فضح تلك العلاقة غير الشرعية في شخصية الرئيس الأمريكي جون كندي وتهتز الثقة به شعبيا في زمن كانت تمر الولايات المتحدة الأمريكية بأخطر أزمة سياسية وعسكرية في تلك الحقبة من التاريخ؟ ذلك ما كان القارئ العربي يتمنى على الصحفي المرموق المملوء بالمعلومات والأخبار عن قيادات عربية ودولية مرموقة أن يزودنا بآثار تلك الأحداث اللاأخلاقية للرؤساء والقادة والمسؤولين في أي مكان من العالم.
السؤال الأخير الموجه للأستاذ جهاد الخازن، هل تعرض أي صحفي من الذين نشروا فضائح برلسكوني وكندي وساركوزي وبيل كلنتون وغيرهم لأي مضايقات أو ملاحقات في زمانهم من قبل هؤلاء المسؤولين الكبار؟ وهل يجرؤ الأستاذ جهاد أن يكتب عن المغامرات النسائية لأي أمير أو ملك أو رئيس عربي وما أكثرها وأشده إيلاما في بيئتنا العربية الإسلامية؟ أعرف أن الأستاذ جهاد يعرف الكثير والكثير جدا من تلك الفضائح وأتمنى أن يطيل به العمر حتى يقول كل ما يعرف عن زعمائنا وقادتنا الميامين الذين كان له شرف اللقاء بهم والتنقل معهم.
آخر الدعاء: اللهم جنب قادتنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، واحمهم من الفسوق والفجور والعصيان وسخرهم لخدمة أمتهم أو اخترهم إلى جوارك إنك عزيز قدير.