سلطان الحطاب/سوريا تحتل الخبر العاجل

بدأ العد التنازلي لضرب سوريا التي ما زال يصر نظامها أن يقدمها قرباناً على مذابح حكمه ويستمر في سحبها إلى مغارة الضبع الأميركي الذي اتخذ من الكيماوي ذريعة لذبحها بعد أن راكم النظام السوري من الجرائم ما يكفي لتدخل عالمي دون ردود فعل عربية رسمية أو شعبية على ذلك..
سوريا الان تحتل الخبر العاجل ويجري ادخالها إلى غرفة العمليات ويغيب قادتها الذين ما زالوا يضعون الرؤوس في الرمال ويخدرهم الخطاب الانشائي عن قوة الأسد وحلفائه الذين بدأوا يتركونه وينفضون عنه.. العالم الان انتهى من اعداد عملية ضرب سوريا والولايات المتحدة اتخذت القرار خارج رحم الأمم المتحدة وبأسلوب شبيه بما فعلته في العراق حين أعدت تحالفاً دولياً لذلك.
رهان النظام السوري على شراء الوقت انتهى ولن يجدي سوريا مؤتمر صحفي كالذي عقده وزير الخارجية السوري المعلم والذي بدأ متعباً وتبريرياً وموزعاً للتهم والتحذيرات والتهديدات باتجاه الأردن وتركيا كما لو أن الأردن هو السبب أو صانع الاحداث أو مستعمل الكيماوي لقتل السوريين ورغم أن المعلم ما زال أهدأ القيادات السورية وأكثرها معرفة بالموقف الأردني وضروراته إلا أنه ما زال ينساق وراء نظام مضلل يذهب بسوريا إلى الدمار، فلماذا يواصل المعلم دعواته وتبريراته وقراءاته غير الواقعية وهو يدرك أكثر من غيره من قيادته أن ما يقوله لن ينقذ سوريا وأن الخيارات التي طرحها لا تخدم سوى نظامه الذي لن يطيل في عمره الا ساعات بعد أن اكتشف العالم أي نظام هذا الذي يحكم في سوريا..
عواصم العالم تضطرب بالاتصالات والمشاورات للانقضاض على سوريا والنظام يتحدث بنفس اللغة التي تحدث بها العراقيون عشية ضرب بغداد وسقوط نظامها وظهور وزير الخارجية المعلم ذكرنا أمس الأول بظهور وزير الخارجية العراقي طارق عزيز إلى جوار وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر عام (1990) في جنيف وكان ذلك الخروج الأخير لطارق عزيز في الحديث عن الموقف العراقي..وها هو المعلم يظهر ويحول التهديدات الأميركية الواضحة في المؤتمر الصحفي الذي عقده إلى ادعاء ان كلام كيري معه لعشر دقائق كان ودوداً..عن أي ود يتحدث المعلم والأساطيل الروسية الحليفة ترحل من الشاطئ السوري لتحل الأميركية وتحشد المزيد من قطعها؟ وعن أي تفاهمات مع الأميركيين يتحدث حين يضع سوريا بين الاستلام أو المقاومة على حد تعبيره؟..عن أي مقاومة يتحدث وقد خبرنا مقاومة سوريا في وجه الضربات الاسرائيلية المتصلة لأربع مرات على الماوقع السورية!
ما يدبر لسوريا الان مرعب ومفجع وللأسف لن نجد النظام الذي يستعرض عضلاته الآن على الشعب السوري في وسائل الاعلام كما فعل المعلم الذي لن يعاود الظهور بنفس الكيفية بعد دقائق من الضربة سوف يتبخر وسط التبريرات والهروب وبعد تسليم سوريا للذبح المباشر كما اختفى الصحاف..أين القيادات السورية المدنية والعسكرية؟ ولماذا عليها أن تبقى في قارب الأسد حتى لحظة القاء القبض عليها؟ هل لأنها متورطة وفات زمن مغادرتها وهروبها أم لأنها لا تقوى حتى على الهروب لأنها مرهونة للنظام وإلى متى سيستمر دفع سوريا باتجاه حتفها؟ لماذا لا يخلي النظام السوري في اللحظات الأخيرة الان قبل ضرب سوريا موقعه ويستسلم لتبقى سوريا التي عرضها للتدخلات والملوقات واجتذب إليها قوى التطرف والتنازع والفرقة والاحتراب الطائفي..
سوريا على مفترق الطرق وما احدثه النظام فيها من دمار مادي ومعنوي أكبر من الوصف وحين يهرب هذا النظام او يستسلم ستدخل سوريا إلى الفوضى التي مهد لها النظام بممارساته وهو الذي يتحمل ما ستؤول اليه أوضاعها..
سوريا لم تصبر على الأردن سنتين وقد ادعى المعلم أنه تآمر على سوريا وإنما الذي صبر على النظام السوري وعانى ودفع جزءاً من فاتورة معاناة السوريين هو الأردن الذي تضرر اقتصادياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً، الأردن هو الذي صبر وما زال يصبر وينظر إلى المجتمع الدولي لمساعدة سوريا ووقف اختطافها واختطاف الشعب السوري الذي ما زال النظام يقوم به..هل تخرج سوريا إلى الحرية؟ هل يعود السوريون المشردون واللاجئون إلى بلدهم الذي سبب عدوان النظام عليه كل هذه المآسي.. من العار مرة أخرى أن يكون الخلاص السوري على يد الغزو والتدخل الأجنبي وهو ما يتكرر ألم يهدد القذافي شعبه بالحرق والتدمير وقد فعل إلى ان أوقفه الغزو الخارجي؟ لماذا لا يتعلم القادة العرب ولو مرة واحدة كيف ينقذون بلدانهم من الغزو والاحتلال وهم الذين يجلبون لها ذلك رغبة في الامساك بالحكم الذي شعاره «إما أن تقبلونا حكاماً وإما أن نقتلكم أو نسبب لكم الاحتلال والغزو»..
سوريا على نفس الطريق وطول معاناة السوريين وتأخر المجتمع الدولي في محاسبة نظامها له علاقة بتدمير سوريا أولاً لصالح أعدائها وحتى لا تقوم لها قائمة بعد ذلك لأن شعار نظامها الآن (عليّ وعلى أعدائي)..
النظام السوري قاتل شعبه لأكثر من (30) شهراً ولم يقاتل أعداءه الذين احتلوا أرضهم في(30) ساعة..ولسان حال السوريين معه..
أسد عليّ وفي الحروب نعامة…..ربداء تهرب من صفير الصافر
بدأ صفير الصافر..وسيبدأ هروب النظام فوق ركام سوريا وعلى جثث شهدائها وأطفالها فأي مأساة أبلغ من ذلك!
alhattabsultan@gmail.com

شاهد أيضاً

بين خطرين: اسرائيل و ايران* رمضان الرواشدة

عروبة الإخباري – تواجه المنطقة العربية خطرين شديدين لا يقلان عن بعضهما ،ويهددان الأمن القومي …

اترك تعليقاً