عروبة الإخباري – قال سمو الامير الحسن بن طلال ان الامة تمر بمرحلة مفصلية تعالى فيها الخطاب الطائفي ودعوات الفرقة والاختلاف، الأمر الذي يهدد مقدراتها ووجودها وينذر بتفتيت الاقليم.
واضاف سموه خلال ندوة اقيمت مساء امس في منتدى بيت المقدس احياء لذكرى الراحل فيصل الحسيني ان هذه التوجهات المبنية على نظرة تُقْصِي الآخر امر غير مقبول، مضيفا ” ونحن نعيش اليوم الذكرى الرابعة والاربعين للاعتداء الاثم على المسجد الاقصى، نأمل بأن لا تصبح هذه الذكرى طقسا مريرا عابرا لاستذكار الم الاعتداء على اشرف المقدسات واقدسها، بل مناسبة لاستنهاض الهمم ورص الصفوف من اجل التصدي للتحديات والصعاب”.
واضاف انه وانسجاما مع المسيرة والسيرورة التي يجد بها المسلم والعربي انه مستهدف بصورة نمطية معتادة في هذه الايام تتمثل بالقتل والاجرام والتشويه، فلابد من التذكير بأهمية القدس في الضمير والمرشد الاخلاقي لنا، وأن الحاجة باتت ملحة للترسيخ العملي في حياتنا حول مفهوم الثقة بالاخر بين اتباع الديانات الى جانب القيم والاخلاق المشتركة والاستعداد لمراجعة التاريخ والتراث للاخر مراجعة موضوعية لنتفق من خلالها على ارضيات مشتركة ونكتشف المشتركات الخلاقة فيما بيننا بصرف النظر عن الانتماءات العقدية والحزبية والخلفيات الثقافية الاجتماعية.
وحول الاعمال والافكار الذي تجمع شخصية فيصل الحسيني قال سموه ” انه كان يعتقد بوجود اقامة وقفية تراثية اقليمية”، معتبرا سموه ان هناك قنوات عربية اسلامية قد يكون بمقدورنا ان نصل الى جزء منها يرفع القدس فوق الاعتبارات المادية وخصومات الإنسان.
واضاف “لقد مارس فيصل الحسيني النضال بإسلوب مؤسسي ونحن اليوم نتابع نضالنا وسعينا الحثيث من اجل اقامة مشروع حيوي للعالم الاسلامي ومؤسسة عالمية للزكاة والتكافل، وكيف نطلق يد الخير بإسلوب مؤسسي”.
وقال سموه ان مدينة القدس قد وقعت مرارا وتكرارا ضحية للظروف التاريخية واليوم نشهد التداعي المستمر لمقدساتنا، مستذكرا فيصل الحسيني والمؤسسات التي انشأها ودعمها الى جانب الخيرين.
وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ان مسيرة الشهيد زاخرة بالعمل النضالي السلمي، دفاعا عن القدس والمقدسات، مؤكدا ان الراحل لم يتوان لحظة في الحضور للمسجد الاقصى عند سماعه أية اخبار تشي باقتحام المسجد او محاولة الاعتداء عليه.
وتحدث حسين عن صمود الحسيني في مجزرة المسجد الاقصى، ووجوده في طليعة المجاهدين والمدافعين عن المسجد، مستعرضا الاحداث الدموية التي خلفتها تلك الحادثة التي سقط فيها شهداء يمثلون مختلف المدن والبلدات الفلسطينية.
وتحدث رئيس جمعية حماية القدس الشريف الدكتور رؤوف ابوجابر ، في ورقته تحت عنوان “فيصل الحسيني والعلاقات العربية”، متوقفا خلالها عند اهم المحطات الذي شارك فيها الحسيني، لاسيما السنوات 25 الاولى من حياته التي عرّفته على الحياة العربية في العراق والسعودية ومصر وسوريا وفلسطين والاردن ولبنان.
واستعرض ابو جابر مشاركة الحسيني في العمل الوطني الفلسطيني بتأسيسه جمعية الدراسات العربية التي شكلت نواة بيت المشرق الذي تحول لمقر لمنظمة التحرير الفلسطينية في المدينة المقدسة، قبل ان يقوم الاحتلال الصهيوني باغلاقه وفرض الاقامة الجبرية عليه لمدة خمس سنوات.
وقال الباحث والمفكر الدكتور مهدي عبدالهادي ان فيصل الحسيني كان دائم التأكيد على الوحدة بين الفلسطينين، وعنوانه الدائم:(مسلم مسيحي يد واحدة)، مشيرا الى انه اول من رفع العلم الفلسطيني في بيت الشرق، واستقبل فيه وزراء الخارجية لدول عديدة.
واضاف ان الحسيني كان يقبل جميع الفصائل والمكونات الفكرية الفلسطينية، التي تتفق على النضال السلمي ومواجهة الاحتلال، لكنه في الوقت ذاته لا يقبل المواقف الرمادية البعيدة عن الوضوح.
من جهته قال غازي الحسيني شقيق الشهيد فيصل، ان فيصل كان ينادي ببقاء القضية الفلسطينية بمعزل عن الخلافات العربية لتبقى القضية المركزية التي لا يختلف عليها احد، مستعرضا نضالاته وحضوره في طليعة المسيرات، ووقوفه امام محاولات العدو للاعتداء على القدس والمقدسات.
واكد ان عائلة الحسيني ستبقى تقدم القرابين جيلا بعد جيل حتى تحرير ارض فلسطين، معربا عن شكره لسمو الامير الحسن، والفعاليات والشخصيات الوطنية التي احيث ذكرى الراحل.