هل هذا حوار أم تجاوز لأعراف الحوار حين يقول السيد زكي بني ارشيد نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين يرد على وزير الخارجية ..وزير الخارجية تابع للموقف السعودي ويشكل غطاء للمجزرة وشراكة في الجريمة عيب يا جودة..يا ليته سكت..صمت يوماً ونطق فسقاً وجوراً فعلاً «اذا لم تستح فاصنع ماشئت» أي كلام هذا وأي أسلوب؟
هذا تعبير لا يليق برجل يحمل قيماً ومباديء اسلامية ويحتل موقعاً قيادياً في الجماعة التي بدأ خطابها يتغير كثيراً هنا وفي مصر وأماكن أخرى..إلا إذا كانت الجماعة قد قلبت ظهر المجن وركبت من أمرها باطلاً وحزمت باتجاه الصدام والعياذ بالله مما يفعلون….
كان خطاب الجماعة دعوياً وعظياً ركز على التعليم قبل أن يقفزوا باتجاه السلطة والسياسة ويمتهنوا التصريحات بشكل أكثر فجاجة من أي مراهق علماني أو قومي أو يساري حيث النهج المفرغ من الحقائق..
وزير الخارجية جودة لا يعبر عن نفسه فقط ولا عن موقفه الشخصي بل يعبر عن الموقف الأردني الذي يزدريه الأخ بني ارشيد وهو نفس الأسلوب الذي يستعمله المراقب العام همام سعيد الذي ما انفك يخرج علينا في كل يوم يبيعنا للآخرين ويتبرع بنا لامتداده العالمي في حركة الاخوان ويهددنا كما لو أننا منشقين عن الجماعة أو عصاة لمراقبها العام
وتصريحات المراقب مجانية تخل بالأمن الوطني وتصيب الاستقرار وتلحق الضرر بسمعة الأردن حين يدعو لزجه في قضايا الصراعات القائمة بين الاخوان والشوارع العربية التي استفاقت على صفعهم ومخاطر نهجهم..
هل لا يريد بني ارشيد من وزير الخارجية أن لا يتكلم أم هل يريده أن يرسل من يقاتل إلى جانب اخوان مصر أو نطرد السفير المصري لترضى عنك الاخوان وانصارهم وهل يريد المراقب العام ان يسوقنا مجاهدين في مصر وسوريا وحيث استصرخته القيادة الدولية للاخوان..
هنا زادها الاخوان وحرقوا بصلتها كما يقولون..وهم يشطحون وينطحون في المسيرات والاحتجاجات دون أن يقول لهم أحد توقفوا وراجعوا مواقفكم التي ستجر عليكم الكثير من السلبيات فإلى متى سيستمر هذا الاستقواء والتحريض ؟ وما هو المطلوب أردنياً؟
لماذا لم يشارك الاخوان من داخل المؤسسات الرسمية في البرلمان والحكومة ليكون لهم صوت يستطيعون فيه مخاطبة وزير الخارجية أو الداخلية أو رئيس الوزراء أو السياسة الأردنية برمتها..لماذا ظلوا في الشارع وقد حذرهم الملك عبدالله الثاني عشية الانتخابات النيابية من أن بقاءهم بالشارع ينعكس سلباً عليهم ولا يمكنهم من تحقيق أي توجه أو رؤية يرونها..
ما زال الهامش متسعاً للاسلاميين الذين ما زالوا يدمنون التظاهر والاعتصام ويخلون باستمرار الاستقرار وما يؤثر على الاستثمار والسياحة..
ماذا تريد قيادة الاخوان المسلمين الاردنية؟ هل لا تصلهم العبرة مما يجري في مصر وتونس وليبيا؟ أم أنهم يريدون ذلك ويريدون تعميم هذه النماذج المشتعلة واستيرادها ؟ وعلى ماذا يعتمدون وهم يخرجون علينا في كل جمعة ومناسبة وبعد كل اجتماع وصلاة بمزيد من التحذير والتخويف والتهديد والوعيد بالويل والبثور وعظائم الأمور..ينتقدون ويهدمون دون ان يتحملوا أي مسؤولية يتاجرون بآلام الفقراء والمحتاجين ومعاناة الشرائح الاجتماعية الأردنية ويرشون على جراحها ملحاً وكل هدفهم ليس الاصلاح والتغيير وانما احراج النظام والسعي باتجاه السلطة التي جربتهم وجربوها وعرفنا النتائج هنا ولو جزئياً عام 1989 وفي مصر التي كادوا يدفنوها حية لولا انها استفاقت على أفعالهم وخرجت اليهم لتردهم وها هم يحرقونها ويستقوون بالأجنبي عليها ويتاجرون بحقوق الانسان التي لا يعرفون معنى لها..
الاخوان ليسوا ديموقراطيين ولن يكونوا..لا يؤمنون بالتعددية وان اخذوا بها فلأمر في نفوسهم ويكونون معها الا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة لا يلبثون أن ينقلبوا على حليفهم وهم يريدون رهن الدولة والانقضاض عليها وقد فعلوا في مصر قبل أن يسقطوا وها هم يرفعون شعار «يا لعيب يا خريب» هنا علينا ان نبقى يقظين حتى لا يضعنا الاخوان في الحال التي وضعوا مصر وعندها لا ينفع الندم وعليهم أن يدركوا أن بلدنا لا يحتمل هذه الرطانة وهذا العبث المستمر..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/الإخوان..في عمان
16
المقالة السابقة