عروبة الإخباري – قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس إن القوات الأميركية المنتشرة في الأردن لمساعدته على احتواء مفاعيل الحرب السورية قد تبقى هناك لسنوات.
وكان ديمبسي يتحدث إلى مجموعة من المخططين العسكريين الأميركيين الذين وصلوا خلال الشهور الماضية إلى الأردن في إطار تعزيز مساعدات الولايات المتحدة التي تشمل طائرات «أف-16» وصواريخ «باتريوت». وأمس طلب الأردن من واشنطن تزويده أسلحة متطورة تشمل طائرات من دون طيار لتعزيز المراقبة على الحدود مع سورية. ويقدر عدد العسكريين الأميركيين في المملكة الهاشمية بنحو ألف.
وخاطب الجنرال الأميركي مجموعة من نحو مئة عسكري أميركي في قاعدة بضواحي عمان قائلاً: «أحد أسباب وجودكم هنا هو فهم الأحداث واستباقها، بحيث لا يكون علينا الاكتفاء برد الفعل عليها، بل أن يكون لنا تأثير عليها منذ البداية».
وأشار إلى أن الوضع على الأرض لم يشهد تصعيداً، لكن الأردن بحاجة إلى أن يكون قادراً تماماً ليس فقط على معالجة الأزمة الإنسانية بل على التصدي لأي تهديد بالاعتداء، بما في ذلك من جانب المتطرفين. وقال: «أعتقد أننا نتحدث هنا عن بضع سنوات، ولهذا سيكون هناك تبديلات عدة (للقوات). ولهذا السبب لم نحدد أي موعد لانتهاء عملنا، لأن الأمر يتوقف على كيفية تطور الوضع في سورية… وسيتوقف أيضاً على تقدير شركائنا الأردنيين لقدرتهم للتعامل مع هذه القضية بأنفسهم».
وكان ديمبسي الذي التقى الملك عبدالله الثاني ورئيس هيئة الأركان مشعل الزبن ليل الأربعاء-الخميس أشار أمس إلى أن عمان طلبت رسمياً تزويدها طائرات استطلاع من دون طيار لمساعدتها على مراقبة الحدود مع سورية، وقال للصحافيين: «إنهم مهتمون هنا بشكل خاص بما يمكننا فعله لمساعدتهم في مراقبة وتأمين حدودهم الطويلة جداً مع سورية». وأضاف: «لقد طلبوا المساعدة في تحسين التكامل بين مختلف مصادر الاستخبارات».
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أردني رفيع المستوى لـ «الحياة» إن بلاده «قدمت إلى الولايات المتحدة قائمة بأسلحة متطورة، وفي مقدمتها طائرات من دون طيار». ورفض المسؤول كشف أنواع هذه الأسلحة، لكنه قال إن بلاده باتت تخشى تصاعد نفوذ الجماعات المتطرفة داخل الأراضي السورية المجاورة للبلدات والقرى الأردنية. وألمح إلى أن جزءاً من الأسلحة التي تأمل عمان في الحصول عليها، يهدف إلى مواجهة أي خطر عسكري أو أمني من قبل النظام السوري أو التنظيمات المتطرفة وفي مقدمها «القاعدة».
في هذا الوقت، تجددت المواجهات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية مدعومة بعناصر «حزب الله» اللبناني في حي الذيابية في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، مع سقوط قذائف على وسط العاصمة، في وقت واصل مقاتلو المعارضة هجماتهم على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، وواصلت الطائرات الحربية شن غاراتها على ريف اللاذقية غرباً حيث فتحت المعارضة جبهة جديدة أواخر الأسبوع الماضي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مواجهات دارت على محاور في بلدة الذيابية بين مقاتلي المعارضة من جهة والقوات النظامية وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة ثانية، في محاولة من الأخيرة لاقتحام البلدة، بالتزامن مع قصف عنيف على مناطق فيها. وأضاف أن اشتباكات دارت أيضاً في بلدة السيدة زينب لجهة حي غربة، وسقطت صواريخ وقذائف هاون على القرية الشامية على الطريق بين دمشق والمطار الدولي، في حين جددت القوات النظامية قصفها على شارع الثلاثين ومخيم اليرموك.