عروبة الإخباري – أدى قبول ملك السويد وزوجته لهدية فلسطينية، عبارة عن كوفية، إلى حملة استنكار إسرائيلية ضد الملك. وفي تفاصيل القصة المثيرة في هذا البلد الهادئ، قال الفلسطيني باسم سعيد في مقابلة له مع صحيفة “سوندسفال” السويدية، إنه هو وزوجته فقط أرادا أن يهديا الزوجين الملكيين شالاً مصنوعاً من الكوفية الفلسطينية خلال زيارتهما يوم الأربعاء لـ”هراوساند”، ولم يكن ينوي أي موقف سياسي من وراء ذلك.
ولم يتوقع لا الملك وزوجته ولا الرجل الفلسطيني أن تثير هذه الهدية التي كتب على جانب منها “القدس لنا”، وعلى الجانب الآخر “أقصانا وليس هيكلهم”، عاصفة إعلامية من قبل مؤيدي إسرائيل ضد ملك السويد كارل غوستاف وزوجته سيلفيا، اللذين تناقلت وسائل الإعلام السويدية صورتهما يتوشحان الحطة الفلسطينية.
وكانت هذه الصورة أثارت جدلاً وانقساماً في غضون سويعات في السويد، وكان لاهتمام وسائل الإعلام اليمينية التي تدعم الطرف الإسرائيلي حصة الأسد في الحملة ضد الملك السويدي، بذريعة ضرورة تحلي الملك بالحياد السياسي، وذلك خلافاً لليسار السويدي الذي لا يخفي دعمه العلني للقضية الفلسطينية والفلسطينيين بين الحين والآخر.
ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن ممثلين عن الجالية الفلسطينية أهدوا الشال المصنوع على شاكلة الكوفية الفلسطينية للأسرة الملكية، تعبيراً عن امتنانهم لاستقبال السويد لهم واحتضانهم، وتقديراً لمواقف المملكة الاسكندنافية حيال القضية الفلسطينية.
وتقول ليزا إبراهاموفيتش، من “التحالف السويدي لتأييد إسرائيل”، حسب ما ذكرته الصحافة السويدية: “كان على الملك والملكة عدم توشح هذا الشال، لأنه يحمل شعاراً ضد حق اليهود في أورشاليم، وكان ينبغي على مرافقي الملك من أعضاء مكتبه أن يتحققوا من الشعار المكتوب”.
أما سعيد باسم وزوجته عفاف طائية، اللذان جاءا قبل ثلاث سنوات إلى السويد كلاجئين، فقالا لصحيفة “سوندسفال” إنهما ببساطة استغلا فرصة للتعبير عن امتنانهما لدى مرور الملك كارل غوستاف والملكة سيلفيا عبر المنطقة يوم الأربعاء الماضي، غير بعيد عن المكان الذي يعيشان فيه.
واعتبر المتحدث الإعلامي باسم مكتب الملك كارل غوستاف، السيد بارتيل تيرنرت أن “ما حدث يعد أمراً عادياً، حيث الملك والملكة تلقيا الشال كهدية لدى وصولهما إلى مدينة هراوساند. ومن الطبيعي أن تقدم هدايا والكثير من الورود للأسرة المالكة، وحتى أثناء الزيارات التي تقوم بها الأسرة للمؤسسات التجارية تقدم لها هدايا تحمل شعارات تلك المؤسسات، فيرتديها الملك للحظات ثم يخلعها”.
وأضاف المتحدث أن “وضع الشال حول عنق الملك والملكة من قبل أبناء الجالية الفلسطينية في تلك المدينة كان تقديراً منهم لمنحهم اللجوء في السويد، وتثميناً لموقف السويد حيال القضية الفلسطينية حسب رأيهم”.
ويقول باسم سعيد لصحيفة “سوندسفال”: “نحن سألنا (الملكة والملكة) هل يمكن أن نوشحكما؟ فقالا نعم، ثم سأل الملك: ما هذا؟ فأنا شرحت له أنه شال يحمل علم بلادي”، وأضاف “الزوجان الملكيان ابتسما ووضعا الشال”.