عروبة الإخباري – سمعت أصوات طلقات نارية وتحليق لمروحية عسكرية وسط القاهرة الجمعة، بالتزامن مع بدء مسيرات لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين بالتحرك من عدة مناطق بالقاهرة وخارجها، تلبية لدعوة الجماعة إلى “جمعة غضب” بعد أحداث “رابعة العدوية” و”النهضة” وسط إجراءات أمنية مشددة للشرطة والجيش الذي عزز انتشاره في الشوارع وعند مدخل ميدان التحرير.
وأفادت مراسلة “العربية” بمقتل 15 عنصرا من الشرطة المصرية في الاشتباكات اليوم الجمعة مع الإخوان، فيما قالت مصادر طبية إن 8 محتجين قتلوا اليوم الجمعة في مدينة دمياط على ساحل البحر المتوسط في اشتباكات مع قوات الأمن، وقتل أربعة أخرون في الاسماعيلية، إثر تجمع المتظاهرين للاحتجاج على قمع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأفادت مراسلة “العربية” أن الجيش أغلق جميع المنفاذ المؤدية إلى مدينة نصر، فيما بثت “العربية” صورا تظهر أنصار للإخوان وهم يحملون أسلحة نارية، عابرين “كوبري15 مايو”. وإثر ذلك، قام الجيش بإغلاق “كوبري 15 مايو” و”كوبري6 أكتوبر”.
وفي التفاصيل، سقط شرطي قتيلاً على الأقل في هجوم على حاجز أمني في القاهرة الجديدة، فيما قتل أربعة من أنصار الإخوان في الإسماعيلية، وذلك في الاشتباكات التي اندلعت الجمعة استجابة لدعوات قادة الإخوان بالتظاهر. وارتفعت حصيلة القتلى بالاسماعيلية حسب بوابة الأهرام إلى سبعة قتلى.
وقتل الشرطي وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز أمني في القاهرة الجديدة صباح الجمعة، حسبما أعلن التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون الرسمي إن “شرطياً قتل وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم على حاجز أمني في منطقة القاهرة الجديدة”.
وقال التلفزيون المصري، اليوم الجمعة، إن قوات الجيش والشرطة ستتعامل بكل حزم مع أي خرق للقانون في الوقت الذي شددت فيه السلطات إجراءات الأمن تحسباً لمسيرات نظمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي”.
وقتل أربعة متظاهرين خلال مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي في مدينة الإسماعيلية شمال شرق مصر على قناة السويس، اليوم الجمعة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس.
وأوضحت المصادر أن قوات الأمن “أطلقت الرصاص في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين”، الذين خرجوا في مسيرة بعد صلاة الجمعة، لكن من دون أن تنجح في ذلك، قبل أن تعلن المصادر ذاتها مقتل أربعة من المتظاهرين.
ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلى تنظيم مسيرات اليوم الجمعة احتجاجاً على فض قوات الأمن لاعتصامين مؤيدين للرئيس المعزول.
واندلعت أيضاً مواجهات بين أنصار الإخوان والأهالي في كرداسة وشبرا الخيمة في القاهرة، في حين شهدت مدينة طنطا في شمال مصر الجمعة اشتباكات بين قوات الأمن ومناصرين لجماعة الإخوان المسلمين، أدت إلى وقوع إصابات.
وأوضحت المصادر أن “اشتباكات وقعت بين قوات الأمن وأنصار الإخوان، وأطلقت قوات الأمن وقنابل الغاز على المتظاهرين في شارع البحر في مدينة طنطا، ما أسفر عن إصابات”.
وقامت قوات الجيش المصري بإغلاق طريق كورنيش النيل في “محيط ماسبيرو” والطرق المؤدية إلى ميدان التحرير وميدان عبدالمنعم رياض. في حين أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن خريطة خروج أنصارها اليوم الجمعة بتحرك المسيرات من 28 مسجداً بمحافظتي القاهرة والجيزة، تحت شعار “جمعة الغضب”، وذلك رداً على فض اعتصامي “رابعة العدوية” و”النهضة”. وبحسب بيان صدر عن “التحالف الوطني لدعم الشرعية”، فستنضم المسيرات من جميع المساجد بعد صلاة الجمعة إلى أقرب نقطة لها، كما ستنطلق مسيرات في جميع محافظات مصر.
وفي هذا السياق، قال جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، على موقع “تويتر” إن “المظاهرات ضد الانقلاب (اليوم الجمعة) ستنطلق من جميع المساجد في القاهرة، وتتجه إلى ساحة رمسيس بعد الصلاة في جمعة الغضب”.
في المقابل، تثير هذه الدعوة المخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة في البلاد التي شهدت الأربعاء أصعب يوم في تاريخها الحديث مع سقوط أكثر من 630 قتيلاً، حسب حصيلة رسمية، في فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة، وما واكبه من أعمال عنف في جميع أنحاء البلاد. وقد دفعت أعمال العنف التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، الحكومة المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والإسكندرية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً.
في غضون ذلك، أصدرت وزارة الداخلية بياناً حذرت فيه من المساس بمنشآت الدولة، وأكدت أنها ستواجه أي أعمال عنف بقوة وحسم، وأعطت أوامر لعناصرها بإطلاق الذخيرة الحية على كل من يعتدي عليها، وقامت بالتعاون مع قوات الجيش بإغلاق الطرق المؤدية إلى ميدانَي التحرير وعبدالمنعم رياض.