عروبة الإخباري – قرر وزير الثقافة د.بركات عوجان واستنادا للفقرة (ز) من المادة الرابعة لقانون رعاية الثقافة إنشاء جائزة أدبية مرموقة خاصة بالرواية وتحت اسم «جائزة الرواية الأردنية» تمنح كل عام لعمل روائي أردني وبقيمة خمسة وعشرون ألف دينار أردني بالإضافة لدرع خاص بالجائزة.
كما قرر عوجان استنادا للمادة السابقة إقرار إنشاء جائزة «مبدع المحافظة» لحقول الشعر والقصة والرواية وبقيمة ألفي دينار إضافة لدرع خاص بالجائزة.
وقال عوجان أن مكونات الإنسان والمكان الأردنيين يرتكزان على بنى تاريخية وحضارية وثقافية وتراثية غنية تستحق أن تبرزها الإعمال الإبداعية وخاصة الأعمال الروائية، إضافة للشعر والقصة وغيرها من أشكال الإبداع المختلفة.
وأضاف عوجان أن جائزة الرواية الأردنية ستسهم في تكريس الهوية الأردنية وتحملها إلى الآفاق العالمية فالأدب هو الناقل الحقيقي لأي هوية، خاصة وان الهوية الأردنية واضحة المعالم وهي تستند إلى حضارة ضاربة في الأعماق وتستحق أن تقدم ضمن الإبداع العالمي والإنساني لتنقل واقعنا الحقيقي غير المشوه.
وأكد عوجان على أن المحافظات هي مستودع حقيقي يكتنز بالإبداع والمبدعين وقد آن الأوان لان تأخذ هذه الأطراف حصتها الحقيقية ضمن المشهد الإبداعي الأردني وان يكون هنالك مبدع حقيقي بأي شكل من أشكال الإبداع الأردني وكل عام، ومن خلال هذه الجائزة التي تحفز وتدعم الحالة الإبداعية الأردنية في المحافظات وتمنح الفرصة لعدد كبير من المواهب والطاقات الشابة للظهور والانتشار وان ترفد الساحة الإبداعية بالمبدعين من المحافظات.
مدير الدراسات والنشر والمشرف على الجائزة الروائي هزاع البراري أكد على أن الإبداع جزء أساسي من هوية أي امة، وتنشيط حركة الإبداع التي تحتوي على الموروث المحلي والإنسان والمكان الأردني من شانه أن يسهم في تقديم الشخصية الحضارية للدولة الأردنية والإنسان الأردني، والأردن بحكم موقعه الجغرافي يجعله في منطقة التأثير والتأثر في نطاق الإبداع، والمبدع الأردني تأثر بالآخر وهذا يمكن تلمسه، فالنموذج الأردني في الرواية جاء تأثيره متأخرا بمعنى أن الجيل المؤسس للرواية كتيسير السبول وغالب هلسا وغيرهم لم يكن له تأثير واضح على الأجيال اللاحقة إبداعيا ولأسباب منها سياسية ومنها إعلامية، وبالمقابل كان تأثير النموذج العربي حاضرا بقوة كنجيب محفوظ وعبدالرحمن منيف وغيرهم من الروائيين العرب، فكان بروز القاهرة وبيروت ودمشق وغيرها كأماكن حاضرة في بنية الرواية الأردنية أكثر من حواضر الأردن مما اضعف حضور البيئة كمؤثر فني في الرواية وبالتالي خفف من خصوصية الرواية الأردنية من الناحية الفنية فأصبحت رواية عربية الإيقاع وبشكل تجاوز ربما الحدود المطلوبة وهذا لايعيب الرواية الأردنية ولكن غياب البيئة المحلية افقد الرواية خصوصية وميزة من الممكن أن تأخذها لآفاق عربية وعالمية مما يسهم في انتشارها.
وأضاف البراري: من هنا جاءت هذه الجائزة ترجمة لهذه الرؤى وان لا تكون الرواية الأردنية تابع أو مقلد لبيئات اجتماعية وثقافية مجاورة، والرواية الأردنية لديها انجاز في هذا المجال لكننا نسعى إلى تأكيد هذا الجانب وإبرازه بما يحقق المصلحة الفنية والوطنية معا.
وعن قيمة الجائزة أشار البراري إلى أن الإبداع هو في أعلى المراتب الفكرية وان المبدعين هم ضمير الأمة وبوصلتها باتجاه الثقافة التنويرية واستشراف المستقبل كما أن الجوائز العربية والعالمية والعربية تقدم مبالغ نقدية كبيرة فنحن لا نسعى في وزارة الثقافة إلى إضافة جائزة لمجرد الاسم فقط بل لتكون تكريما حقيقيا للمبدع الأردني وان يكون هذا التكريم لائقا من الناحية المادية وان مثل هذا المبلغ يكشف عن مدى جدية هذه المبادرة وقدرتها على إحداث التغييرات في المشهد الثقافي وحشد الطاقات في مجال الكتابة الروائية موظفة الخصوصية الأردنية في ذلك ولا نعتقد أن هذا المبلغ كبير من المنظور العربي والعالمي وهو ضمن المتاح حاليا.
وأكد البراري أن الوزارة تعكف على انجاز التعليمات الناظمة لهذه الجائزة لتكون جاهزة للطرح في بداية العام القادم ويتسنى لنا استقبال طلبات الترشح لها