عروبة الإخباري – حصلت العريضة المرفوعة من مجموعة “نحن الشعب” للرئيس الأميركي باراك أوباما على الموقع الالكتروني الرسمي للبيت الأبيض، والتي تطالبه بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، على أكثر من 130 ألف توقيع حتى ساعة إعداد هذا التقرير، في حين كان هدف معدّي العريضة الحصول على 100 ألف توقيع في 6 آب (أغسطس) الجاري.
لمستقبل آمن
تقول العريضة الآتي: “نتقدم من إدارة الرئيس باراك أوباما ملتمسين أن يعلن جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم مجموعة إرهابية، لأن لهذه الجماعة تاريخًا طويلًا من عمليات القتل العنيفة وترويع المعارضين لها، كما تربطها علاقات مباشرة مع معظم الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها حركة حماس”.
تضيف العريضة: “ثمة كتاب ألّفته إحدى الشخصيات البارزة في تاريخ الجماعة، ويدعى سيد قطب، بعنوان معالم في الطريق، وهو بمثابة خارطة طريق للعديد من الجماعات الإرهابية، تستقي تعليماتها وتعاليمها منه، كما أظهرت الجماعة في الأيام الماضية استعدادًا تلقائيًا للانخراط في أعمال العنف، وفي قتل المدنيين الأبرياء، من أجل إثارة الخوف في قلوب خصومها، وهذا هو الإرهاب بحد ذاته”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أعمال العنف التي مارستها الجماعة في 3 تموز (يوليو) الماضي، بعدما عزل الجيش المصري الرئيس الإخواني محمد مرسي.
وختمت العريضة بالتالي: “نطلب من حكومة الولايات المتحدة أن تعلن جماعة الإخوان المسلمين مجموعة إرهابية، من أجل مستقبل أكثر أمنًا بالنسبة إلينا جميعًا”.
فاق التوقع
نشرت هذه العريضة يوم 7 تموز (يوليو)، من قبل مستخدمة في الموقع، تعرّف عن نفسها بحرفي (هـ. ف.) من لا ميسا في كاليفورنيا، أي بعد أربعة أيام على عزل مرسي. وقالت المستخدمة إنها تستهدف الحصول على 100 ألف توقيع بنهاية يوم 6 آب (أغسطس)، أي خلال 30 يومًا من تاريخ النشر، وهو ما يجبر الإدارة الأميركية على إصدار رد رسمي حيالها.
فالتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة يضمن حق المواطنين في تقديم التماس للحكومة الأميركية الفيدرالية، والمطالبة باتخاذ إجراءات حيال قضايا مهمّة تواجه الدولة، وذلك على الموقع الرسمي للبيت الأبيض. وهذا ما حصل للعريضة هذه، المطالبة بإدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية.
وبما أن مجموع التواقيع المؤيدة للعريضة فاق العدد المطلوب، فإن موظفي البيت الأبيض سيراجعونها، ليتم إرسالها إلى صانعي السياسة الأميركية لاتخاذ التدبير المناسب.
تغيير جذري
الجدير بالذكر أن حركة “حماس” الفلسطينية والجماعة الإسلامية في مصر، التي كانت لها علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، قد أدرجتا على قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية. ومن هنا ذكرت ناشرة العريضة “حماس” في معرض إشارتها إلى ارتباطات الإخوان المسلمين السياسية الخطيرة.
ويقول مراقبون أميركيون إن وصول هذا الالتماس إلى أوباما قد يحرجه ويجبره إلى تغيير جذري في الموقف من التبدلات المصرية، فإعلانه وضع الإخوان على لائحة الإرهاب يعني قطعًا نهائيًا مع سياسة الإسلام المعتدل، التي حاولت أميركا تسويقها مع صعود مرسي إلى سدة الرئاسة، تمثلًا بإسلام تركيا المعتدل، والصديق للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.