جرار يستعيد الأندلس وتاريخ الأردنيين المنسي في ملقا

jrar-andlos

عروبة الإخباري – ملأ وزير الثقافة الأسبق د.صلاح جرار ثلاث ساعاتٍ بمنتخباتٍ من شعر ابن زيدون وولادة بنت المستكفي، وشعر الأندلسيين، في الأمسية التي استضافها الكاتب د.عبدالفتاح البستاني، وحلّ فيها جرار ضيف شرفٍ على نخبة مثقفة من رجال الفكر والسياسة والإعلام والاقتصاد.
توخّى أستاذ الأدب الأندلسي في الجامعة الأردنية التعريف بالأندلس جغرافيّةً وتاريخاً سياسيّاً وبيئة أدب وإبداع، حافزاً على قراءة التاريخ المنسي للأردنيين في (ملقا)- الكتاب الذي ألّفه ولقي شهرة- جاعلاً في القلوب صبابةً لحسن الصور ولطيف المعاني ورقّة أولئك المعذّبين.
وخلق جرار مؤيدين لهذا الأدب؛ يسألون عنه وينشدون أبوابه ويطربون لموشحاته ويستذكرون زمان الوصل فيه، مجيباً بدماثة الأكاديميّ المحقِّق وتسامح المجرّب الخبير وإنسانيّة الشاعر الحساس عن كلّ شيء.
انطلق صاحب كتاب (الثقافة جدارنا الأخير)، يربط بين العهود والديار والنوابغ، في جلسةٍ أدلى كلٌّ فيها بدلوه واجتهد. فنصح بإيلاء كلّ تلك الكنوز الاهتمام الذي تستحقّ، وقدّم من المقترح ما يدفع نحو (مأسسة)الإبداع وإذكائه والتخفيف من حدّة الإحباط الذي يعيشه المبدعون.
جرار الذي قدّم إطلالةً على المشهد الثقافي الأردنيّ ودور (الثقافة) فيه، تحدث عن قيمة أن نردّ للثقافة كلّ سلوك وأن نفعّل الدور لاحترام ما تمدّ به من تأثير.
الأمسية، التي كان استضاف البستاني في دورتها الماضية مدير الإذاعة والتلفزيون الكاتب رمضان الرواشدة، وقبله الروائية ليلى الأطرش، ويستضيف فيها أدباء يتحدثون عن منجزهم الإبداعيّ، تحدث فيها أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان عن جدوى الأمسيات الثقافية، وأبان عن ذاكرته السياسية والأدبية، ليناقش جرار في لغة الموشح ومواضيعه والفنانين العرب الذين أسهموا في أن يشتهر.
قال البستاني إنّه يؤمن باجتماع الفن والأدب، مقدّماً عيسى مضاعين الذي استعاد عبدالحليم ونزار قباني وعبدالوهاب على العود وبعضاً من إبداعات أهل الأندلس، ليحلّ على الأمسية في منتصفها وزير الثقافة والداخلية والزراعة الأسبق سمير الحباشنة، فيثريها وزير الصحة الأسبق د.زيد حمزة بمحفوظه واستخلاصه الواثق ومناكفاته العذبة ولغته القويمة ولسانه المبين. 
إلى ذلك قدّم الباحث عمر العرموطي نبذةً عن موسوعة عمان، التي أنفق عليها ستّ سنين، معرفاً بالفكرة والهدف والسير في المشروع من أفواه الرواة وصدور الحفظة، ليقدم البستاني صوراً من الموسوعة تناولت عمان في عشرينات القرن الماضي وثلاثيناته وما بعد.
الزميل مدير تحرير الثقافة في (الرأي) حسين نشوان ناقش العرموطي في قوله إنّ في عمان (إثنيات) كثيرة؛ مبيناً شمول مصطلح (التنوع الثقافي) وما يؤديه من معانٍ تسمح بالتشارك في بناء عمان. 
في حديثه المقتضب كان راعي المركز المجتمعي المسكوني القس سامر عازر مستمعاً جيداً، يسأل في مفاصل معينة في الشعر الأندلسي والإبداع العربي في المشرق والمغرب، فيما كان وزير الزراعة الأسبق سعيد المصري يناقش مع ضيف الأمسية جرار بحور الشعر ولغة المغاربة وذيوع الموشحات وانتشار هذا اللون ليصبح من أحبّ الألوان غناءً بما يحمله من إحساسٍ عالٍ ومعاناة.
بدورها تحدثت رئيسة جمعية الريف في الأردن منيرة فرج عضو جمعية مكافحة التدخين وجمعية بنك الطعام عن عمان القديمة وأسواقها وما بقي فيها من رائحة ذلك الزمان، ليداخل رئيس جمعية الصداقة الصينية الأردنية د.فايز سحيمات عن دور الثقافة في توجيه السلوك. وأعربت رئيسة جمعية الإخاء الأردنية العراقية شنكول قادر حسيب عن احترامها لمدينة عمان في تآلفها السكاني ومجتمعها المتنوع الذي أسهم في أن تكون على هذا النحو من التميز والازدهار، فيما ألقى المهندس وليد عواد شيئاً من أشعاره لفي نقاش عام مع الضيوف.
شارك في الحوار مدير عام المستشفى التخصصي د.فوزي الحموري، ونقيب الأطباء د.هاشم أبو حسان، ووزير البيئة السابق ياسين الخياط، والعين وزير التخطيط السابق جواد حديد، وليلى البستاني العاملة في الإدارة المالية، ورجل الأعمال حسان عابورة.
البستاني ختم الأمسية بالتعريف بأهمية التواصل الاجتماعي الثقافي السنوي الذي اختطه منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، ويلقي فيه الضوء على أهم الإنجازات الثقافية خلال العام، مبيناً أهمية الجهد الأكاديمي والبحثي للدكتور صلاح جرار في مؤلفاته، خاصاً كتاب ولادة بنت المستكفي، كما أعرب عن تقديره لجهد الباحث العرموطي في موسوعة عمان التي أرّخت للمدينة من صدور أهلها في ذلك الزمان.

شاهد أيضاً

كان النوم يأخذني خلسة دون عناء

عروبة الإخباري – د. ناديا مصطفى الصمادي كان النوم يأخذني خلسة دون عناء يضعني بين …

اترك تعليقاً