في مناسبة رحيل مؤسس المملكة الملك عبدالله بن الحسين الذي يصادف اليوم (62) سنة على رحيله نستذكر قوله عند وصوله إلى عمان في الثاني من مارس آذار عام 1920 «والله ما جاء بي إلا حميتي ولو أن لي سبعين نفساً لبذلتها في سبيلكم».
ذلك كان شعار الهاشميين الذين قدموا التضحيات في سبيل فلسطين والقدس، فكان صاحب المقولة شهيداً في القدس التي لم يتخل عنها الهاشميون وظلوا أوفياء لها إذ ما زال الدعم الأساس للقدس ومسجدها الأقصى ومقدساتها يأتي من الأردن وهذا ما يغضب بعض التيارات اليمينية الصهيوينة إذ بدأ الأردن بالضغط مباشرة وعبر المحافل الدولية وأصدقاءه الأوربيين والأميركيين على اسرائيل لمنعها من مواصلة مستوطنيها وجنودها اقتحام ساحات المسجد الأقصى وانفاذ تهديداتهم أو السماح لهم بالعبور من باب المغاربة حيث نجح الضغط الأردني في منع ذلك وفي هذا السياق قام نواب في الكنيست الاسرائيلي بالاحتجاج على الموقف الأردني وقدموا مذكرة تطالب حكومة نتنياهو بوقف التدخل الأردني حيث يتزعم هؤلاء المتطرفين الارهابي موشيه فيغلين والتي جاء فيها (إن الأردن يمنع نتنياهو من السماح لأعضاء الكنيست بدخول الحرم القدسي وذلك بعد اخراج أحد أعضاء الكنيست قبل أسبوع وكان العضو المطرود من الأقصى هو «زئيف الكين» الذي بدأ حملة ضد الأردن في الكنيست..
الملك عبدالله الثاني يواصل اتصالاته ومنها الأخيرة في واشنطن بهذا الخصوص وكان قد تحدث عن البيان (الاتفاقية) الموقعة مع الرئيس محمود عباس بخصوص الحفاظ على المقدسات الاسلامية وتجديد ولاية الهاشميين عليها كما تحدث مع وزير الخارجية جون كيري عن هذه المسألة أمس الأول عند اللقاء به في عمان..
الجهود الأردنية المتصلة بخصوص القدس ومقدساتها عبر عنها ايضاً مفتي القدس والديار الفلسطينية إمام المسجد الأقصى فضيلة الشيخ محمد حسين في خطبته المميزة التي أطلقها من مسجد الملك الحسين بن طلال في عمان وقد حضرها الملك وولي عهده وقد أشار فيها إلى استمرار رعاية الهاشميين للمقدسات ودفاعهم عن القدس ودور الملك عبدالله الثاني المستمر الآن وهذا ما تحدث عنه أيضاً في مقابلة مع جريدة الرأي تنشر يوم الاثنين غداً الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بقوله «الأردن الداعم الأكبر لمواقفنا» ففي الوقت الذي يضطرب فيه العالم العربي في اكثر من دولة عربية مؤثرة ويتراجع دعم القضية الفلسطينية وتنفرد اسرائيل بالشعب الفلسطيني الصامد وتحاول أن تديم احتلالها وتفرض هيمنتها المستمرة باستمرار سجن المناضلين الفلسطينيين واحتلال الأرض الفلسطينية ومواصلة الاستيطان..يبذل الأردن جهوداً متواصلة اذ يمكن الأطراف المعينة من إعادة انتشال عملية السلام فهو يستقبل وزير الخارجية الأميركية في زياراته المكوكية أكثر من مرة خلال أسبوع ويضعه في صورة التحديات التي تواجه المنطقة نتاج التعنت الاسرائيلي كما يواصل دعم مواقف السلطة الفلسطينية فقد حذر الأردن من ضياع آخر فرصة ونبه إلى المخططات الاسرائيلية ولفت نظر الرئيس محمود عباس إلى ضرورة الامساك باللحظة التاريخية وعدم السماح لاسرائيل باستمرار اظهار الفلسطينيين كما لو أنهم يرفضون عملية السلام وهو ما كانت تدركه قيادة الرئيس عباس وتعمل من أجله لتضع اسرائيل في موقع لا تحسد عليه من ضغط اوروبي وتحول نسبي أميركي جعل وزير الخارجية الاميركي يعاود زيارته ويمددها ويمسك بثابت التفاوض حول حدود عام 1967 وهو ما يريد فيه الفلسطينيون ضمانات من الادارة الأميركية قبل أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات أو في حال عدم حسم موضوع الاستيطان.
الرئيس عباس للراي اثنى على المواقف الملكية للملك عبدالله الثاني والشعب الأردني بكل تعبيراته وخاصة مجلس النواب وقال أن الأردن سندنا الأول ويقف معنا في نفس الخندق ضد هذا اليمين الاسرائيلي مؤكداً أن التنسيق بين الأردن وفلسطين في افضل مستوياته وأن الأردن ينسق معنا وننسق معه في كل خطوة وهو يسخر في سبيل ذلك كل أجهزة الدولة الأردنية لدعم وخدمة قضيتنا وقضيته وهي القضية الفلسطينية.
نحن أقوياء بحقنا لن نثير الكونفدرالية فقد تجاوزنا ذلك وخرافة الوطن البديل غير واردة ولا هجرة فلسطينية للأردن إننا هنا صامدون نموت ولا نهاجر وصمودنا ندعمه بكل امكانياتنا والأردن يساعدنا في كل اللحظات الصعبة وعلينا أن نجدد شرعيتنا بالانتخابات وأن لا نسمح لأحد أن يرهنها.
سلطان الحطاب/الأردن الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية
19
المقالة السابقة