عروبة الإخباري – أعلن الإسرائيليون في اجتماع للحركة الأسيرة مع جهاز المخابرات الاسرائيلية قبل يومين أنه “لن يتم الإفراج عن الأسرى الأردنيين حتى لو ماتوا”.
وكانت مؤسسة التضامن الفلسطينية لحقوق الإنسان كشفت عن الاجتماع الذي جرى في سجن عوفر؛ لمناقشة أوضاع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام.
ونقل محامي “التضامن” محمد العابد عن الأسير محمد صبحة أن الاجتماع الذي استمر لنحو ساعتين، نوقشت خلاله آخر التطورات في ملف الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام.
وذكر صبحة أن ممثلي جهاز المخابرات الإسرائيلية أبلغوهم بوضوح استحالة الإفراج عن أي من الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام الذين يقضون أحكاما مؤبدة، خاصة الأسير عبد الله البرغوثي حتى لو أدى ذلك إلى وفاته في السجن.
ولفت إلى أن ممثلي المخابرات رفضوا أيضا اقتراح نقل هؤلاء الأسرى إلى السجون الأردنية، لإكمال مدة اعتقالهم هناك.
وأوضح صبحة أن ممثلي المخابرات ابلغوهم أيضا أن هذا القرار صادر عن الجهات الأمنية والسياسة العليا في دولة الاحتلال.
وأكد الاسرائيليون أنهم لن يفتحوا باب الإفراج عن الأسرى المؤبدين بعد خوضهم الإضراب عن الطعام، ولن يكرروا خطأ الإفراج عن الأسير خضر عدنان مهما كلف الأمر.
وأشار صبحة إلى وجود اتصالات تجريها قيادة الحركة الأسيرة مع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام، لإنهاء معاناتهم وتلبية مطالبهم الحياتية، كالسماح لهم بزيارة ذويهم وإجراء اتصالات دورية مع عائلاتهم في الخارج وغيرها من المطالب.
وبدأ 5 أسرى أردنيون؛ هم: عبدالله البرغوثي ومنير مرعي وعلاء حماد ومحمد الريماوي وحمزة الدباس منذ 2 أيار (مايو) الماضي إضرابا مفتوحا عن الطعام، مطالبين بالإفراج عنهم.
ويعاني البرغوثي الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 67 مؤبدا من انخفاض حاد في دقات القلب، وخلل في عمل الكبد، ما أدى إلى فشل في أدائه الوظيفي، وهناك خشية من أن يؤدي ذلك إلى تشمع الكبد.
إلى ذلك؛ التقى وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أمس برئيس مركز الرأي للدراسات في الأردن الدكتور خالد الشوان ورئيس تحرير “الجوردن تايمز” سمير برهوم في مقر وزارة الأسرى برام الله.
وشرح قراقع أوضاع الأسرى في السجون، بخاصة الأردنيين المضربين عن الطعام، ويمرون بأوضاع صحية خطيرة للغاية، بعد أكثر من 80 يوما من الإضراب، مطالبين بتطبيق اتفاقية وادي عربة وإعادتهم إلى الأردن.
وأشار أن 25 أسيرا أردنيا يقبعون في السجون، وأن على الحكومة الأردنية التدخل سياسيا للإفراج عنهم، بخاصة وأنهم يعانون منذ اعوام من حرمانهم من زيارة ذويهم.
بدوره؛ قال الشوان إنهم يتابعون واقع الأسرى لا سيما الأردنيون، وهناك مسؤولية إعلامية وأخلاقية لإثارة هذه القضية في ظل خطورة الوضع الصحي للمضربين، معبرا عن تضامنه التام مع الأسرى الفلسطينيين والعرب.
وأدان الشوان ما تقترفه إسرائيل من ممارسات، تنتهك مبادئ وأحكام القوانين الإنسانية بحق الأسرى، مطالبا بالعمل والتحرك على كل المستويات لإنقاذ حياتهم وتحسين شروط اعتقالهم.
الى ذلك؛ ناشدت محامية وزارة الأسرى الفلسطينيين حنان الخطيب التي زارت الأسير البرغوثي في مستشفى العفولة الإسرائيلي، بالإسراع لإنقاذ حياته التي أصبحت مهددة بالموت.
وقالت “رأيته يخرج أنفاسه بصعوبة بالغة، وبدأ يدخل في نوبات إغماء متقطعة، ما يخشى أن يدخل في غيبوبة كاملة”.
وأضافت ان الأطباء قرروا إجراء عملية له في يده اليسرى، بسبب انغلاق الشرايين والأوردة نتيجة تخثر الدماء فيها، ولكن الأطباء اجلوا ذلك بعد إنهاء إضرابه خوفا من حدوث مضاعفات صحية.
وأفادت الخطيب أن الأطباء ما يزالوان عاجزين عن غرس إبر الجلوكوز في أوردته، بسبب رفض جسمه لها وظهور تورمات وانتفاخات في يديه وارتفاع درجة حرارته.
وقالت إن “جسد البرغوثي أصبح غير قادر على تلقي أي شيء، باستثناء بعض المسكنات التي تعطى له على شكل سوائل”.
وأشارت الخطيب إلى أن البرغوثي يرقد على سرير المستشفى مكبلا بالقيود، فهو مقيد بالحديد في يده اليسرى ومربوط بالسرير، وكذلك مقيد من رجله المربوطة بالسرير، الى جانب منعه من الاتصال بالعالم، وقد منعت الصحف من الوصول إليه.
وحذرت من أن البرغوثي يتعرض لمضاعفات صحية ومشاكل في الكبد، وإرهاق وهزال شديد، وأوجاع في الرأس نتيجة لإضرابه.
وقالت انه “بالرغم من ذلك، فإن معنوياته عالية وهو عنيد لا يكسر، وقد قال أنا أسعى لأن أموت ولكي أثبت بشكل قاطع وحاسم أن السلام والحقوق تبدأ بعودة وحرية الأسرى كل إلى بلده، وإلى مسقط رأسه”.
وقالت الخطيب ان “إدارة السجون منعت ممثل الصليب الأحمر من زيارته، وأن ممثل الصليب الذي وصل إلى مستشفى العفولة حاول عدة مرات الدخول إليه، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل ولم يتمكن الصليب الأحمر من زيارته والكشف عليه”.
كما أكدت أن السلطات الاسرائيلية منعت زوجته وأولاده من زيارته وأن أخت زوجته وزوجها وصلا لمستشفى العفولة ولكن إدارة المستشفى منعتهم من ذلك، بل إن شرطة الاحتلال أوقفتهم واعتقلتهم.
وقال البرغوثي إنه مصر على استمرار الإضراب حتى العودة إلى الأردن، ولن يوقف ذلك حتى لو قاد لاستشهاده، مذكرا بأن المحققين عندما اعتقلوه قالوا له “إنك تملك مفاتيح القسام فأعطنا إياها، فأجابهم أنا فعلا امتلكها ولكنني لن أعطيكم هذه المفاتيح”، واستمر التحقيق والتعذيب معه مدة 6 أشهر حتى كسرت عظامه وتم عزله 10 أعوام في الزنازين الانفرادية.
وكالات