يحرم على الإنسان أن يخوض في شيء لا علم له به الله سبحانه وتعالى شدد في ذلك فقد قال (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وقال (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) وبيّن أن هذا ليس وهو إلا نتيجة دعوة الشيطان ووسوسته للناس فقد قال سبحانه وتعالى (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) وتعبير الأحلام من جملة التقول على الله فالذي يعبر الأحلام فإنه يقول إن الله سبحانه قدر هذه الرؤيا لرائيها حتى يتضح له هذا التفسير فإن فسرها كان ذلك معناه انه ادعى على الله بأنه أراد لعبده من خلال ما أراه في منامه كذا فإن كان ذلك موافقا للحق وكان عن علم فهو لا ريب أنه توفيق من الله أما إن كان ذلك ادعاء من غير علم فذلك مما يدخل في التقول على الله بغير علم.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم التشديد في ذلك حتى لو وافق الإنسان الحق إن كان ادعى مما لا علم له به فقد قال عليه افضل الصلاة والسلام (من أفتى مسألة أو فسر رؤيا بغير علم كان كمن حز من السماء إلى الأرض فصادف بئرا لا قعر لها ولو انه وافق الحق).
وإذا كان هذا في حالة موافقة الحق فما بالك بإثمه إن كان غير موافق للحق وهو بتقوله على الله من غير علم تعرض لمخالفة الحق إذ لا يأمن مخالفته فالإنسان عليه أن يستبصر وأن لا يقول شيئا إلا بعد معرفته به.
بقلم / سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة