عروبة الإخباري – طالب القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، بضرورة استصدار نص قانوني يعاقب إهمال متابعة ذوي طلبة أبناءهم في المراحل الدراسية المختلفة، مشيراً إلى أن الأب المقصر في متابعة التحصيل الدراسي لابنه الطالب، والغائب عن حضور الاجتماعات المخصصة لذوي الطلبة لا يستحق ان يكون والداً وينطبق عليه مبدأ أنه «راع غير مسؤول عن رعيته، ويستوجب عقابه».
واقترح ضاحي خلفان في الجلسة الرمضانية التي نظمها مكتب ثقافة احترام القانون في مجلسه، أول من أمس، أن «تفرض غرامة مالية على ولي أمر الطالب إذا ثبت أنه يتعمد الغياب عن اجتماعات أولياء الامور، وغير متابع لتحصيل ابنه الدراسي»، موضحاً أنه من غير المقبول أن تكون هناك مدرسة تضم أكثر من 700 طالب مواطن، ويحضر اجتماعات أولياء الامور أربعة آباء فقط، عازياً ذلك الى إهمال مرفوض وعدم تحمل مسؤولية التربية والمتابعة، اللتين تعدان أهم واجبات ومسؤوليات ولي الأمر.
وأضاف ضاحي خلفان أن ثقافة احترام القانون تخلق ثقافة اجتماعية لدى أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وفئاتهم وشرائحهم بأهمية احترام القوانين المكتوبة (التشريعات) وغير المكتوبة (الأعراف والقيم والعادات الإيجابية)، لما لهذه القوانين من دور أساسي ومهم في حمايتهم وحماية حقوقهم وأرواحهم وتأمين سلامتهم وحفظ حرياتهم، بحيث تتولد لدى الأفراد قناعة راسخة باحترام القانون من منطلق المبدأ الثابت القائم على الاقتناع وليس من منطلق الخوف من العقوبة والجزاء القانوني.
ولفت إلى ان احترام القانون ينشأ من المرحلة الابتدائية للطفل حتى يبلغ المرحلة الثانوية، ويجب على المجتمع غرس هذه الثقافة في الطفل من المرحلة الابتدائية، واحترام القانون يجب أن يكون من المدرسة. وذكر ضاحي خلفان أن مواقع التواصل الاجتماعي لها آثار كبيرة في الأفراد في عدم احترام القانونين حال استخدامها بطريقة غير صحيحة، إذ ان هذه المواقع تنشر أموراً غير صحيحة وتفتقر للمصداقية، وأموراً تخل بالآداب، مشيراً إلى أن «التحدي الاكبر كيف ننشر ثقافة بين الأطفال بعدم دخول المواقع الإلكترونية إلا في الأمور الايجابية والبحث عن الامور التي تكون في مصلحتهم، معتبراً أن الآباء هم السبب الرئيس في ضياع ثقافة الطفل من حيث توفير جميع الوسائل التي تسهم في الدخول إلى المواقع كافة دون توفير رقابة. وأوصى بإنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية يضم كادراً من المتخصصين من القانونيين لنشر ثقافة احترام القانون.
وقال نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن أكاديمية شرطة دبي استدعت آباء 11 دارساً فيها لمناقشتهم في تدني مستوى الطلبة، فلم يحضر منهم سوى أربعة فقط، في حين لم يكلف البقية أنفسهم عناء متابعة مستقبل ابنائهم، لافتاً الى أن الاكاديمية اضطرت إلى الاستغناء عنهم لاحقاً لضعف مستواهم الدراسي، وعند مناقشته شخصياً لوالد أحد هؤلاء الطلبة هاتفيا أجاب «دعوه وشأنه واجعلوه يحدد ما يراه مناسباً لمستقبله، فلست معنياً بحضوره أو غيابه». وقال كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي أحمد بن عبدالعزيز الحداد، إن القانون مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم سلوك الأفراد في المجتمع، والتي يتعين عليهم الخضوع لها واحترامها لما لها من جزاء يوقع على من يخالفها، لافتاً إلى انه يتعين على كل فرد في المجتمع طاعة ولي أمره، حيث إن الاسلام دعا إلى طاعة ولي الأمر والولاء له لتحقيق المصلحة للمجتمع، لافتاً إلى أن ثقافة احترام القانون أمر مهم، خصوصاً أنها وضعت لتنظم سلوكيات الافراد وتمنعهم عن السلوكيات غير المرغوبة. وأكد أن القانون ينظم علاقة الفرد مع المجتمع والمجتمع مع الفرد، وهذه القوانين وضعت لتنفع المجتمع ومن يعيش فيه، ويجب على الأفراد احترامها والالتزام بها في ظل عدم مخالفتها، مشيراً إلى أن من الضروري احترام منظومة القوانين التي يضعها أولو الأمر طالما أنها تهدف إلى حماية الحقوق والالتزام بالقوانين والأعراف في المجتمعات.