في عام 1992 ، نجح إسحق رابين رئيساً لوزراء إسرائيل وشكل حكومة يسارية صهيونية بالكامل إعتماداً على تحالف حزبي العمل وميرتس ، وكان لديهما 56 مقعداً في البرلمان مقابل 59 مقعداً لليمين المتطرف ، ولذلك إعتمد على أصوات النواب العرب الخمسة في ذلك الوقت وكانوا يمثلون الحزب الشيوعي 3 والحزب الديمقراطي العربي 2 ، اللذين شكلا لحكومة رابين حائط صد في وجه إسحق شامير ، وقوة مانعة تحول دون سقوط الحكومة رغم إمتلاكها للأقلية البرلمانية ، في تلك الحكومة ، حقق الفلسطينييون على جبهتين أهم إنجازاتهم التاريخية لهذا الوقت ، سواء داخل مناطق 48 ، أو لصالح مناطق 67 .
ففي مناطق الإحتلال الأولى لأبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة ، حقق الفلسطينيون جملة من المكاسب المعيشية والحقوقية والقانونية ، لم يحصلوا عليها منذ عام 1948 ، من حيث المساواة في التأمينات الإجتماعية والوظائف وتغطية إحتياجات البلديات ، وتوسيع مساحاتها ، وفي مناطق 67 تم التوصل إلى إتفاق اوسلو 1993 وما تضمنه من إعتراف إسرائيلي بالعناوين الثلاثة : الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير وبالحقوق السياسية المشروعة للفلسطينيين وعلى أرضية هذا الإعتراف تم الأنسحاب الإسرائيلي التدريجي من المدن الفلسطينية ( غزة وأريحا أولاً ) وعودة أكثر من ثلاثمائة الف فلسطيني إلى وطنهم ، وولادة السلطة الوطنية كمشروع ومقدمة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية ، ولكن قتل رابين 1995 ، وفشل بيريس في الإنتخابات ، ونجاح نتنياهو والليكود ومعسكر اليمين 17 /5 /96 قلب الموازين ، وارجع إسرائيل إلى عقليتها وأيديولوجيتها العنصرية الإستعمارية المتطرفة .
ومنذ ذلك الوقت يقود اليمين الإسرائيلي معركة التوسع والتهويد والأسرلة على الجبهتين ضد الشعب العربي الفلسطيني ، في مناطق 67 لتهويد القدس والغور وتوسيع الأستيطان في قلب الضفة ، وفي مناطق 48 لإستكمال تهويد الجليل والمثلث والنقب وتمزيق التواجد الفلسطيني فيها وزرع المستعمرات بين مدنها وقراها العربية وتطويقها وتدمير تماسكها الجغرافي والسكاني ، وقانون برافر ضد أهل النقب يتم في هذا السياق إمتداداً لبرنامج وقوانين مشابهة سبق وان تمت في منطقتي الجليل والمثلث فجرت إنتفاضة يوم الأرض عام 76 .
« يوم الغضب « الفلسطيني في مناطق 48 ، هو إمتداد « ليوم الأرض « وإستكمالاً له ، فالمعركة واحدة لشعب واحد في مناطق 48 ، وأضيف له تضامن مناطق 67 حيث جرت سلسلة من الفعاليات الكفاحية يوم الأثنين 15 /7 /2013 ، تأكيداً للترابط بين مكوني الشعب الواحد ، في مناطق 48 مع مناطق 67 .
الهجمة الإستعمارية الإسرائيلية الصهيونية واحدة ، الأن في القدس والغور وقلب الضفة الفلسطينية كما هي في النقب وسائر مناطق 48 ، وما اللجنة التي شكلها رئيس كتلة الليكود ياريف لفين لفرض « السيادة الاسرائيلية « على كامل أرض إسرائيل ، سوى التعبير عن هذا المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي الواحد ، على كامل أرض فلسطين الواحدة .
حمادة فراعنة/يوم الأرض …. يوم الغضب
34
المقالة السابقة