عروبة الإخباري – أدت أول حكومة مصرية بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو الجاري اليمين الدستورية، مساء أمس الثلاثاء، أمام الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي محمود منصور.
وكان رئيس الحكومة الجديدة الخبير الاقتصادي حازم الببلاوي أول من أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس وتلاه باقي الوزراء تباعا.
حازم الببلاوي الذي كلف بتشكيل الحكومة الجديدة يعتبر رجل اقتصاد ليبرالي النزعة، عين نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للمالية عام 2011 خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك وكانت السلطة فيها للجيش المصري.
يبلغ الببلاوي السادسة والسبعين من العمر. درس في القاهرة قبل أن ينتقل إلى جرونوبل في فرنسا ثم باريس حيث نال شهادة دكتوراه دولة في الاقتصاد، كما عين نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للمالية في حكومة عصام شرف التي تشكلت في يوليو 2011 بعد أشهر قليلة على سقوط حسني مبارك.
وعين الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائبا أول لرئيس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع إضافة إلى نائبين آخرين لرئيس الحكومة هما زياد بهاء الدين الذي يتولى أيضا وزارة التعاون الدولي، وحسام عيسى الذي يتولى كذلك وزارة التعليم العالي.
الدكتور زياد بهاء الدين محام وباحث قانوني شغل منصب رئيس الهيئة العامة للاستثمار ورئيس هيئة الرقابة المالية وعضو سابق في مجلس الشعب 2012 وهو عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي.
حصل بهاء الدين على بكالوريوس القانون من كلية الحقوق جامعة القاهرة ثم بكالوريوس الاقتصاد من درجة الماجستير في القانون التجاري الدولي بجامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في قانون البنوك من كلية الاقتصاد جامعة لندن في 1969.
أما الدكتور حسام عيسى، فهو أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس، وحاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا، قام بالتدريس في جامعات القاهرة طوكيو باليابان والجزائر، كما عمل مستشارا قانونيا للعديد من الهيئات الدولية منها اليونسكو وبعض الهيئات العربية، وعمل بالسياسة منذ أن كان طالباً، حيث كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الناصري سابقاً.
رفض الإخوان
وفي رد فعل فوري، أكدت جماعة الإخوان المسلمين، التي تطالب بعودة مرسي الذي ينتمي إليها، أنها لا تعترف بهذه الحكومة، وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد “نحن لا نعترف لا بشرعية ولا بسلطة هذه الحكومة”.
وتضم الحكومة قرابة 30 وزيرا من بينهم ثلاث نساء هن درية شرف الدين وزيرة الإعلام وليلى إسكندر وزيرة الدولة لشؤون البيئة ومها زين العابدين وزيرة الصحة.
درية شرف الدين إعلامية وناقدة سينمائية وكاتبة مصرية. درست في أكاديمية الفنون، وشغلت الدكتورة درية شرف الدين عدة مناصب منها رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ومنصب وكيل أول وزارة الإعلام رئيس قطاع لقنوات الفضائية وهي عضوة لدائرة الأولي في المحكمة الإدارية العليا في مصر، كما أن اسمها مذكور في موسوعة “المرأة عبر العصور” والتي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
أما الدكتورة ليلى راشد إسكندر فقد درست الاقتصاد والعلوم السياسية في كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، ودراسات الشرق الأدنى وتطوير التعليم الدولي بجامعة بيركلي في كاليفورنيا، وجامعة كولومبيا في نيويورك.
والدكتورة ليلى إسكندر هي رئيسة مؤسسة التنمية المجتمعية والمؤسسية للاستشارات (CID) التي حصلت على جائزة أفضل ناشط اجتماعي لعام 2006 من منظمة “شواب”، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي.
كما تضم ثلاثة أقباط هم منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة وجورج رمزي استينو وزير الدولة للبحث العلمي إضافة إلى ليلى إسكندر.
واحتفظ وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بمنصبه كوزير للداخلية، كما استمر وزير السياحة هشام زعزوع في موقعه.
وتولى نبيل فهمي سفير مصر السابق في واشنطن ونجل وزير الخارجية المصري الراحل إسماعيل فهمي الذي استقال من منصبه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات احتجاجا على سياسات الأخير.
وتضم الوزارة، التي خلت من أي أعضاء ينتمون إلى أحزاب أو حركات إسلامية، شخصيات من عدة أحزاب وأطياف سياسية مختلفة يمينا ويسارا. ومن أبرز الوافدين الجدد في هذه الحكومة وزير القوى العاملة كمال أبوعيطة المنتمي إلى التيار الشعبي وهو من مؤسسي حركة كفاية التي شكلت أول تحد للرئيس الأسبق حسني مبارك في منتصف العقد الأول من القرن الحالي كما أنه من رموز ثورة 25 يناير.
وكان حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية في مصر، أعلن أنه لن يشارك في هذه الحكومة رغم انضمامه إلى العملية السياسية التي بدأت عقب إطاحة مرسي.
وبأداء الحكومة الجديدة لليمين يكون قد اكتمل تشكيل السلطة التنفيذية للمرحلة الانتقالية التي بدأت مع إطاحة مرسي من قبل الجيش عقب تظاهرات الثلاثين من يونيو الحاشدة وغير المسبوقة التي طالبت برحيله.
وجاء تشكيل الحكومة الجديدة غداة مقتل 7 أشخاص وإصابة 261 آخرين في اشتباكات وقعت ليلا خلال تظاهرات لمناصري الرئيس الإسلامي المعزول في أنحاء متفرقة من القاهرة.