عروبة الإخباري – توقع زعيم التيار «السلفي الجهادي» في جنوب الأردن محمد الشلبي المعروف بـ «أبو سياف»، ارتفاع وتيرة المواجهة في سورية بين المقاتلين الإسلاميين والعلمانيين، واحتدامها بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد، في وقت أعلن متشددون باكستانيون أن حركة «طالبان – باكستان» أقامت معسكرات ودفعت بمئات المقاتلين إلى سورية للقتال ضد النظام، في استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم «القاعدة».
وقال «أبو سياف»، الذي يدعم علناً تدفق المقاتلين الإسلاميين إلى سورية، في تصريحات إلى «الحياة» عبر الهاتف أمس، إن «الاشتباكات المسلحة التي وقعت أخيراً بيننا وبين مقاتلين علمانيين يتبعون الجيش السوري الحر، شر لا بد منه، لاختلاف الطريقة والمنهاج». واتهم بعض كتائب «الجيش الحر» بافتعال الاشتباكات، قائلاً: «هم الذين يبدأون القتال. لقد استُهدف مقاتلونا غير مرة على ايدي عملاء يتبعون هذا الجيش، ولديهم علاقات مع النظام في دمشق». وأضاف: «ثمة اختلاف كبير بين المقاتلين الإسلاميين والعلمانيين من حيث الرؤية والهدف. الجيش الحر على سبيل المثال يريد فرض النظام الديموقراطي العلماني، وليست لديه أي مشكلة في أن يرهن مواقفه لإملاءات غربية حالَ سقوط النظام، فيما جبهة النصرة والتنظيمات السلفية الأخرى المقاتلة، تهدف إلى تطبيق شرع الله، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع صدام حتمي». وزاد: «لقد عبرنا سورية من أجل تحكيم شريعة الله سبحانه وتعالى. وعدم الاحتكام إلى القرآن الكريم يبقي الحال على ما هو عليه إذا سقط النظام المستبد، ما يعني أن دماءنا التي بذلت طيلة العامين الماضيين ستذهب سدى».
وأضاف «ابو سياف»: «كثيرون يتبعون الجيش الحر كانوا مع النظام، وكثيرون منهم يرفضون حتى الآن التخلص من لوثات حكم البعث ويصرحون بعلمانيته. هناك كتائب في هذا الجيش ترفض بشدة تطبيق نظام الحكم الإسلامي».
وكان مقاتلون يتبعون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قتلوا الخميس الماضي قائد كتيبة في الجيش الحر في منطقة اللاذقية غرب سورية، على ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتكررت مثل هذه الحوادث خلال الفترة الأخيرة، في مؤشر إلى تصاعد التوتر بين المجموعات المقاتلة تحت لواء «الحر» والمجموعات الإسلامية المتشددة، المؤلفة في غالبها من مقاتلين أجانب.
وقال «أبو سياف»، الذي أمضى 10 سنوات في السجن لادانته بنشاطات مرتبطة بـ «السلفيين الجهاديين»، بما في ذلك اتهامه بالتآمر لمهاجمة قوات أميركية داخل الأردن، أنه في حال إطاحة الأسد، سيطلب الجيش الحر أو بعض كتائبه من الجماعات الإسلامية إلقاء سلاحها، وهنا «سيتطور الصدام وتقع خسائر كبيرة».
من جهة ثانية، قال «أبو سياف» إن السلطات الأردنية «تحاول منع الإسلاميين من عبور الحدود، للانضمام إلى القتال الدائر في سورية، ما جعلهم يتدفقون إلى هناك عبر تركيا».
ويؤكد مسؤولون أردنيون إن الجيش وقوات الأمن «يبذلان جهداً كبيراً للسيطرة على الحدود الأردنية-السورية»، التي تمتد لمسافة 370 كيلومتراً.
ووفق «أبو سياف»، فإن نحو 200 مقاتل أردني يتبعون التنظيم السلفي دخلوا سورية الشهر الماضي عبر الأراضي التركية، ليتجاوز عدد الأردنيين المقاتلين في صفوف المعارضين الإسلاميين 700 شخص.
وفي بيشاور (رويترز)، قال قيادي في حركة «طالبان» إن الحركة قررت الانضمام إلى جانب «إخوانها المجاهدين» في الصراع السوري. وأضاف: «عندما يحتاج إخواننا المساعدة نرسل مئات المقاتلين»، مضيفاً أن «طالبان» ستصدر قريباً تسجيلات فيديو لما قال إنه «انتصاراتها» في سورية.
وقال قيادي آخر في الحركة الباكستانية المتشددة إن قرار إرسال مقاتلين إلى سورية جاء بناء على طلب من «الأصدقاء العرب». وتابع: «بما أن إخواننا العرب جاؤوا إلى هنا للمساعدة، فإننا ملزمون بمساعدتهم كل في بلده… وهذا ما نفعله في سورية». وأضاف: «أقمنا معسكراتنا في سورية. بعض رجالنا يخرجون ثم يعودون بعد أن يمضوا وقتاً في القتال هناك».